الدوحة: وصلنا إلى مراحل نهائية بشأن اتفاق غزة

14 يناير 2025
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري (حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجري في الدوحة مفاوضات حاسمة بشأن اتفاق يتعلق بقطاع غزة، حيث تم تسليم مسودة الاتفاق للأطراف المعنية، مع تأكيد وزارة الخارجية القطرية على تقدم المفاوضات وإمكانية التنفيذ القريب.

- تتضمن مسودة الاتفاق ثلاث مراحل تشمل إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين، ومفاوضات لإطلاق سراح باقي المحتجزين، وترتيبات طويلة الأمد لحكم بديل في غزة وإعادة الإعمار، مع تأكيد حماس على عدم المساس بالنقاط الجوهرية.

- تستعد مصر لتشغيل معبر رفح، بينما يواجه الاتفاق معارضة داخل الحكومة الإسرائيلية، لكن التوصل إلى اتفاق أصبح أقرب بفضل جهود الوسطاء وضغوط دولية.

الأنصاري: يجري الآن البحث في التفاصيل العالقة بين الطرفين

أكد الأنصاري تسليم المسودة إلى الطرفين وأن البحث في التنفيذ

أمل الأنصاري توقيع اتفاق من دون تحديد سقف زمني لتوقيت إعلانه

قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم الثلاثاء إنّ "مفاوضات بشأن غزة تجري في الدوحة حالياً ونأمل التوصل إلى تفاصيل نهائية"، مضيفاً: "نؤمن بأننا وصلنا إلى مراحل نهائية بشأن الاتفاق، لكن ينبغي علينا عدم المبالغة بالتفاؤل حتى الحصول على أخبار جيدة". وتابع خلال الإفادة الصحافية الأسبوعية من الدوحة: "لن نخوض في تفاصيل، لكنه تم تسليم المسودة إلى الطرفين وتجري الآن محادثات حول التفاصيل النهائية".

وحثّ الأنصاري الطرفين "على التوقيع على الاتفاق وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة والرهائن والسجناء"، مشدداً على أنه "لا يوجد سقف زمني للإعلان عن اتفاق غزة لكننا نبقى متفائلين". وأوضح أنه "يجري الآن البحث في التفاصيل العالقة بين الطرفين والجزء الأكبر منها مرتبط بالتنفيذ"، مشيراً إلى أن "هناك انخراطا إيجابيا بالمفاوضات وسيكون التنفيذ بعد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق". وأضاف الأنصاري: "أكدنا في قطر موقفنا دائماً بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. والحديث عن كيفية إدارة غزة بعد الاتفاق هو قرار فلسطيني"، مشدداً على "وجود ضامن مهم جداً والوسطاء سيكونون ضامنين للاتفاق".

كما ثمّن الأنصاري جهود الولايات المتحدة وجهود إدارتي الرئيسين الأميركي الحالي جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب، وذلك مع انطلاق "جولة أخيرة" من المباحثات اليوم الثلاثاء في الدوحة الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين. وقال مصدر مطلع لوكالة فراس برس، إنّ اجتماعات اليوم "تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من الصفقة"، بحضور رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع، وموفدَي بايدن، بريت ماكغورك، وترامب، ستيف ويتكوف، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية: "وجدنا دعماً للوساطة القطرية دولياً وإقليمياً.. ولسنا معنيين بالسياسة الداخلية الإسرائيلية إلا بما يؤثر على سير المفاوضات".

وفي السياق، تحدثت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" عن استعدادات لتشغيل معبر رفح، لإدخال المساعدات واستقبال المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، لافتة إلى أنه سيتم إدخال المساعدات الإنسانية والوقود عبر معبر رفح منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن بدء سفر المرضى والجرحى سيكون بعد مرور أسبوع على بدء الاتفاق. وأكدت المصادر أنه سيتم إدخال البيوت المتنقلة، والخيام، وآليات هندسية لإزالة الركام مع بدء الاتفاق.

ويأتي هذا في وقت يهدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بالاستقالة من الحكومة، في حال تمّ التوصل إلى اتفاق في غزة. واعتبر بن غفير، في شريط فيديو قام بتعميمه، اليوم الثلاثاء، أنّ هذه "صفقة خضوع لحماس"، داعياً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن أيضاً معارضته الصفقة، إلى الانسحاب معاً من الحكومة إذا تم إبرامها. وقال: "لا قدرة لحزب عوتسما يهوديت وحده على منع الصفقة، أقترح أن نذهب معاً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونخبره أنه إذا مرر الصفقة فسننسحب من الحكومة".

لكن يبدو أن احتمال التوصّل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى، وفق الكثير من المؤشرات والتصريحات، وبفضل ضغوطات مارسها ترامب على حكومة الاحتلال، وفق ما أوردته تقارير إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بالإضافة إلى "هدايا" قدّمها لها، تضاف إلى ذلك حسابات إسرائيلية داخلية، ولا يقلل ذلك من جهود الوسطاء أيضاً، قطر ومصر.

وأرسلت قطر، أمس الاثنين، مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومبادلة المحتجزين الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين، إلى إسرائيل وحركة حماس، في خطوة أولى تهدف لإنهاء الحرب المستمرة على القطاع منذ 15 شهراً. وقبل أسبوع واحد فقط من تولي ترامب منصبه، قال مسؤولون إنّ انفراجة تحققت في المحادثات التي تستضيفها الدوحة، وإنّ الاتفاق قد يكون قريباً.

وكشف مصدر مسؤول في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، مساء أمس الاثنين، عن أنّ الحركة تسلّمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الوسطاء. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه سيُعقد اجتماع مركزي للحركة لمناقشة مسودة الاتفاق الذي تسلمته، وشدد على أنه "إذا لم يكن هناك مساس بالنقاط الجوهرية التي تهمّ شعبنا، فإن الرد سيكون إيجابياً".

ووفق مسودة الاتفاق الذي يقوم على ثلاث مراحل، سيتمّ في المرحلة الأولى، إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى. وتعتقد إسرائيل أن معظم المحتجزين على قيد الحياة، لكنها لم تتلقً أي تأكيد رسمي من "حماس". وإذا سارت المرحلة الأولى على النحو المخطط لها، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وخلال المرحلة الثانية، سيُطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، فضلاً عن إعادة جثث المحتجزين. وتتناول المرحلة الثالثة والأخيرة، الترتيبات طويلة الأمد، بما في ذلك المناقشات حول حكم بديل في قطاع غزة وخطط إعادة إعماره.