الدبيبة يصل إلى الجزائر: أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية للزيارة

الدبيبة يصل إلى الجزائر: أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية للزيارة

29 مايو 2021
أول زيارة يقوم بها الدبيبة للجزائر منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية في فبراير(الأناضول)
+ الخط -

يصل رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، اليوم السبت، إلى الجزائر، في أول زيارة يقوم بها منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية في فبراير/شباط الماضي، حيث سيلتقي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ويجري محادثات مع رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، لبحث ملفات التعاون بين البلدين، ومدى مساهمة الجزائر في تحقيق المصالحة الليبية، والخطوات الممكنة لإنجاح الانتخابات المقررة في ليبيا في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وبعد إعادة فتح الجزائر سفارتها في العاصمة طرابلس، وتثبيت بعثة دبلوماسية هي الأولى منذ سبع سنوات من إغلاق مؤقت للسفارة منذ مارس/آذار 2014 على خلفية تهديدات أمنية طاولت الفريق الدبلوماسي حينها، تتجه الجزائر إلى وضع ليبيا على رأس اهتماماتها الإقليمية.

وتكتسب زيارة الدبيبة اليوم أبعاداً ثلاثة؛ سياسيا من خلال دعم الجزائر كفاعل إقليمي لاستقرار ليبيا، والمساعدة في إعادة تركيز مؤسسات الدولة الليبية، وبعدا أمنيا يتصل بتأمين 980 كيلومتراً من الحدود ومنع انتشار السلاح وتحركات الجماعات الإرهابية في المنطقة، وكذا تكفل الجزائر بتكوين وحدات من الشرطة والأمن الجنائي الليبي في مدارس الشرطة في الجزائر، إضافة إلى البعد الاقتصادي الذي يأخذ أهمية قصوى، تزامناً مع توجه لافت للجزائر في السنة الأخيرة نحو عمقها المغاربي والأفريقي.

ويسبق وصول الدبيبة إلى الجزائر، انعقاد المنتدى الاقتصادي الجزائري الليبي الذي يحضره عدد من رجال الأعمال والمستثمرين ومسؤولي الشركات والمؤسسات الاقتصادية في البلدين.

وأكد وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، في كلمة له خلال افتتاح المنتدى، "دعم الجزائر الكامل لجهود السلطات الليبية، مجسدة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، لإعادة الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتقوية مؤسسات الدولة، تمهيدا لإجراء انتخابات حرة عامة ونزيهة تضع ليبيا على سكة الاستقرار والنمو"، مشيرا إلى أنّ "الدبلوماسية الجزائرية بذلت جهودا كبيرة منذ بداية الأزمة في ليبيا لإسناد الأشقاء الليبيين، ودفعهم إلى حوار ووفاق وطني".

وأضاف بوقادوم "لقد بادرت الجزائر باستقبال كافة الفرقاء الليبيين للبحث عن حلول يضعها الليبيون بأنفسهم، وواكبت بلادي ودعمت كافة المساعي الدولية الجادة والمخلصة لوقف الاقتتال في ليبيا، بما في ذلك مسار برلماني".

ولفت الوزير الجزائري إلى أنّ "الجزائر تطمح إلى إنجاز شراكة قوية مع ليبيا أكبر من أن يقتصر على الرفع من قيمة المبادلات التجارية، وإنما يتعداه إلى تشجيع تدفق الاستثمارات المباشرة المتبادلة والاشتراك في رأس مال المؤسسات، وغير ذلك من الآليات الكفيلة للاستغلال الأمثل لفرص التبادل بين بلدينا".

الجزائر تطمح إلى إنجاز شراكة قوية مع ليبيا

وأشار إلى أن انعقاد المنتدى الاقتصادي الليبي، يمثل شكلاً آخر لا يقل أهمية عن الدعم السياسي والأمني الذي تقدمه الجزائر إلى ليبيا، كاشفاً عن أنّ الجزائر وليبيا بصدد وضع آخر الترتيبات اللوجستية والتقنية بالتنسيق مع الجانب الليبي لإعادة فتح المعبر البري بين الدبداب وغدامس بليبيا، وبصدد استكمال محادثات نهائية لإعادة فتح الخط البحري الرابط بين طرابلس والجزائر العاصمة للاستغلال في مجال نقل السلع والبضائع.

وتعتزم الجزائر وليبيا وضع خطة تعاون اقتصادي وتنشيط حركة التجارة على المعابر البرية على الحدود بين البلدين، لا سيما معبر الدبداب، والنظر في استفادة ليبيا من الخبرات الهامة لعدد من المؤسسات الجزائرية، خاصة في قطاعات البناء والطرق والإنشاءات التحتية والكهرباء والاتصالات والتعليم.

وقال وزير التجارة الجزائري كمال رزيق، خلال مداخلة في المنتدى، إنّ الجزائر "تراهن على تحقيق ديناميكية اقتصادية قوية مع ليبيا، وبعث مشاريع قطاعات الخدمات، الرقمنة، الاتصالات السلكية واللاسلكية، الغاز والكهرباء، البترول، التنمية والبنية التحتية، والنقل".

وكشف أنّ حجم المبادلات والتجارة البينية يبقى ضعيفاً، حيث بلغ 59 مليون دولار في 2020، ودعا إلى توسيع العلاقات الجزائرية الليبية المميزة "لترتقي من مجرد علاقات جوار وعلاقات أخوية إلى مسار تنموي متشارك بين القطرين بآفاق مبادلات تجارية، إنجاحها يرتكز على القواسم المشتركة وعبر مرافقة ملموسة بين رجال الأعمال، وإعادة تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك بين البلدين".

المساهمون