الدبيبة يدعو لجلسة "مساءلة" حول الأحداث التي شهدتها طرابلس

هدوء حذر في طرابلس.. والدبيبة يدعو لجلسة "مساءلة" حول الأحداث التي شهدتها العاصمة

04 سبتمبر 2021
عدد من الآليات العسكرية ما زال في محيط معسكر التكبالي (Getty)
+ الخط -

عاد الهدوء، اليوم السبت، إلى منطقة صلاح الدين بالعاصمة الليبية طرابلس بعد جهود تهدئة قادتها رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، فيما دعا رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، بصفته وزيراً للدفاع، عدداً من الجهات الحكومية إلى اجتماع لـ"عقد جلسة مساءلة" حول الأحداث التي جرت في المنطقة طيلة يوم أمس. 

وأكد شهود عيان من منطقة صلاح الدين لـ"العربي الجديد" أن الهدوء عاد إلى المنطقة مع الساعات المبكرة، اليوم، مع بقاء انتشار عدد من الآليات في محيط معسكر التكبالي، الذي دارت حوله الاشتباكات منذ ظهر الأمس واشتدت في المساء. 

وأكدت المصادر أنه بالإضافة لبقاء انتشار عدد من الآليات في محيط المنطقة، إلا أنه لا تزال بعض الطرقات الرئيسية فيها مقفلة بسواتر ترابية وسط احتراق عدد من المحال التجارية بسبب إطلاق النار العشوائي خلال الاشتباكات. 

وكان آمر منطقة طرابلس العسكرية، اللواء عبد الباسط مروان، قد أعلن أنه كلف سرية الإنذار التابعة لمنطقة طرابلس العسكرية بالسيطرة على مخازن سلاح اللواء 444 في معسكر التكبالي، في منطقة صلاح الدين، بعد أن تأكد له وجود أفراد غير نظاميين فيه.

وأكد أن العملية جاءت بعد انحراف اللواء عن مهامه العسكرية وعدم امتثاله للأوامر العسكرية، لكن اللواء 444 اتهم جهاز دعم الاستقرار التابعة لوزارة الداخلية بتنفيذ الهجوم، ونشر فيديو، تداولته منصات التواصل الاجتماعي، يظهر عددا من الأسرى يحملون شارات جهاز دعم الاستقرار. ويتبع جهاز دعم الاستقرار واللواء 444 وزارة الداخلية بالحكومة، فيما تتبع منطقة طرابلس العسكرية وزارة الدفاع. 

ونشر المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية، اليوم السبت، استدعاء من الدبيبة، بصفته وزيرا للدفاع، لكل من وزير الداخلية ورئيس الأركان والمدعي العسكري وآمري المناطق العسكرية لـ"المساءلة" حول الأحداث ومعرفة ملابسات وقوعها. 

ووفقاً لمصادر حكومية من طرابلس، فإن الدبيبة سيصل إلى طرابلس، اليوم ظهراً، قادماً من روما بعد مشاركته في منتدى "أمبروزيتي" الاقتصادي الدولي، مشيرة إلى أنه من بين الإجراءات التي سيعلن عنها الدبيبة تشكيل قوة من مجموع المناطق العسكرية في غرب ليبيا للانتشار في منطقة صلاح الدين واستلام معسكر التكبالي. 

ووفقاً لمعلومات المصادر، التي تحدثت لــ"العربي الجديد"، فإن تنازعاً على الموقع والمقرات العسكرية في منطقة صلاح الدين كان السبب الأول في الاشتباكات، لكن الأوضاع كانت تسير في اتجاه التعقيد بسبب محاولات انضمام أطراف مسلحة أخرى إلى ساحة الاشتباكات قبل أن تتدخل رئاسة الأركان بقيادة الفريق محمد الحداد وتتمكن من فرض اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار انتظارا لأوامر الدبيبة بصفته وزيراً للدفاع. 

ولا يُعرف حجم الخسائر البشرية والمادية التي أسفرت عنها الاشتباكات، إلا أن اللواء 444 نعى أحد ضباطه، إثر اشتداد الاشتباكات مساء الأمس، وتوعد، في منشور على صفحته الرسمية، من وصفهم بــ"المجرمين" وأن "نهايتهم قد اقتربت وسيلاحقهم القانون"، ويأتي ذلك وسط تزايد انتشار عدد من الوحدات العسكرية في منطقة صلاح الدين، ومحيطها وصولاً إلى أجزاء من عين زاره. 

وأشارت المصادر إلى أن جدول اجتماع الدبيبة مع آمري المناطق العسكرية المرتقب، سيتضمن البدء في إعادة جدولة وتوزيع المجاميع المسلحة في طرابلس وغرب البلاد، مشيرة إلى أنها خطوة ضمن برنامج واسع للحكومة يستهدف حل وتسريح عدد منها في أطراف عملها في ملف توحيد المؤسسة العسكرية. 

ويعد قطاع جنوب شرق العاصمة حزاماً أمنيا للعاصمة، إذ ينتشر فيه عدد من المعسكرات، منها معسكر التكبالي، ومعسكر خميس، ومعسكر النقلية، بالإضافة للمقر الرئيس لمنطقة طرابلس العسكرية ومقرات أخرى تابعة لوزارة الداخلية. 

وكان المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، قد دعا "جميع القوات التي اشتبكت أو في حالة اشتباك، بالعاصمة طرابلس" للتوقف الفوري عن الاشتباك والرجوع لثكناتها "دون تأخير مهما كانت الأسباب".

وطالب المجلس الرئاسي، في بيان له الجمعة، رئيس الأركان العامة للجيش باتخاذ الإجراءات الفورية حيال آمري القوات التي حدث بينها الاشتباك، و"ممارسة ما يخوله له القانون من صلاحيات تحقق السيطرة على الموقف، والإبلاغ بأي إجراء يتخذ"، كما طالب مكتب المدعي العسكري بسرعة فتح تحقيق في الحادث.

وشدد المجلس الرئاسي على عدم السماح بـ"تكرار مثل هذه الأحداث، وأي تصرف بالمخالفة لهذه البلاغات يعتبر جريمة يعاقب عليها قانونا"، مؤكداً أنه سيتابع تنفيذ قراره بشأن وقف الاشتباكات بما في ذلك توقيع العقوبات القانونية على المخالفين. 

من جانبه، قال المبعوث الخاص والسفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في تغريدة له عبر تويتر، إن "الليبيين لا يرغبون في رؤية الصراع الأهلي من الماضي يتكرر"، مضيفاً أن "أفضل أمل للاستقرار يكمن في الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر". 

من جهتها، أعربت البعثة الأممية في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تزايد الاشتباكات المسلحة وتحولها إلى حالة الإطلاق العشوائي للنيران، قريباً من الأحياء السكنية في العاصمة طرابلس. وطالبت البعثة بـ"الوقف الفوري للأعمال العدائية"، وناشدت جميع الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية. 

كما طالبت البعثة "السلطات ذات الصلة" بتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين، وسرعة التدخل لممارسة السيطرة على الوحدات التابعة لها، مذكرة بقرارات مجلس الأمن بما فيها الخاصة بضرورة نزع سلاح المجموعات المسلحة وتسريح أفرادها وإصلاح القطاع الأمني ووضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة.

المساهمون