الدبيبة يحذر مجلس النواب قبل يومين من انتهاء مهلة تقديم حكومته

الدبيبة يحذر مجلس النواب قبل يومين من انتهاء مهلة تقديم تشكيلته الحكومية

24 فبراير 2021
لا يزال مجلس النواب غير قادر على الاجتماع (الأناضول)
+ الخط -

وجّه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتخبة من ملتقى الحوار السياسي، عبد الحميد الدبيبة، تحذيراً لمجلس النواب من إمكانية ذهابه إلى خيار آخر للحصول على الثقة لحكومته المنتظرة.

وقال الدبيبة، في تغريدة عبر صفحته في "تويتر"، في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء: "لدينا خياران في عملية اختيار شكل الحكومة، وعدم توافق النواب يدفعنا لاعتماد الخيار الثاني"، في إشارة إلى إمكانية تقديم تشكيلته الحكومية إلى ملتقى الحوار السياسي، وفق خارطة الطريق التي تم التوافق عليها في تونس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي نصّت على نقل صلاحية منح الثقة للحكومة إلى ملتقى الحوار السياسي في حال عجز مجلس النواب عن الالتئام.

ووفق الأجل المحدَّد بـ21 يوماً للدبيبة لتقديم تشكيلته الحكومية، لم يتبقَ له سوى يومين، في وقت لا يزال فيه مجلس النواب غير قادر على الاجتماع، على الرغم من تأكيد المتحدث الرسمي لمجلس النواب المجتمع في طبرق، عبد الله بليحق، تلقي رئاسة المجلس خطاباً من اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 حول جاهزية مدينة سرت لاحتضان مجلس النواب.

وأكد بليحق، في بيان له مساء أمس الثلاثاء، أن لجنة 5+5 أكدت للمجلس استعدادها "التام للتعاون والتنسيق مع مجلس النواب بخصوص الجلسة المرتقبة لمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية".

وكانت لجنة مشكَّلة بقرار من مجلس النواب قد وصلت إلى سرت، السبت الماضي، للتنسيق مع المجلس البلدي للمدينة بشأن الاستعدادات لاستضافة جلسة رسمية لمجلس النواب، وللتواصل مع لجنة 5 + 5 بشأن تهيئة الظروف الأمنية للجلسة.

وبعد أن اجتمع رئيس المجلس الرئاسي الجديد برفقة رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، أمس الثلاثاء في طرابلس، مع مجموعة من أعضاء مجلس النواب عن المنطقة الشرقية لبحث "آلية تشكيل واعتماد الحكومة"، وفق المكتب الإعلامي، عقد عدد من النواب جلسة تشاورية بطرابلس بحضور نائبي رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وهما فوزي النويري واحميد حومة.

وهدفت الجلسة إلى بحث سبل عقد جلسة رسمية موحدة لمجلس النواب، بحسب عضو مجلس النواب محمد الرعيض.

وشارك الرعيض في جلسة تشاورية عُقدت بمدينة صبراته، منتصف الشهر الجاري، طالبت بإقالة عقيلة صالح من منصبه كرئيس للمجلس واختيار رئاسة جديدة.

وقرّرت الجلسة التشاورية في صبراته، عقد جلسة رسمية في سرت، يومي الـ22 والـ23 من الشهر الجاري، لكنها لم تتحقق، فيما لم يحدّد عقيلة صالح موعداً للجلسة التي دعا إليها أيضاً في سرت لـ"التشاور حول منح الثقة للحكومة المنتظرة".

والأحد الماضي، ناقش رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي والدبيبة، ضمن أول اجتماع لأعضاء السلطة الجديدة في طرابلس، مع أعضاء لجنة 5 + 5، "إمكانية عقد جلسة مجلس النواب في سرت"، من دون أن يذكر تفاصيل عن نتائج اللقاء.

وحول الجلسة التشاورية التي انعقدت بطرابلس، قال الرعيض متحدثاً لـ"العربي الجديد"، إن مشاوراتها لم تنتهِ لشيء، لكنّ الأقرب هو عقد جلسة قريبة ليتمكن رئيس الحكومة من تقديم تشكيلته الوزارية.

وأوضح الرعيض أن الجلسة التشاورية ناقشت إمكانية جمع موافقة 120 نائباً على عقد جلسة موحدة بعد موافقة نائبي عقيلة صالح، مشيراً إلى أنهما اشترطا الحصول على توقيع 120 نائباً لعقد الجلسة الرسمية.

وحول مكان انعقادها، قال الرعيض إن المكان لم يُناقَش، لكن لجنة 5 + 5 أكدت أمان مدينة سرت، وإمكانية عقد جلسة فيها، مشيراً إلى أن جمع توقيع هذا العدد ممكن، خصوصاً مع اقتراب حصول جلسات مدينة صبراته وقبلها غدامس على هذا العدد.

وفيما لم يصدر أي موقف من جانب عقيلة صالح حيال الجلسة التشاورية التي انعقدت في طرابلس، لا يرى الباحث الليبي في الشؤون السياسية خميس الرابطي، إمكانية لنجاح المجلس في توحيد قراره.

ويؤكد الرابطي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن تغريدة الدبيبة، وفي وقت متأخر ليل البارحة، انعكاس لفشل الجهود التي جرت في طرابلس، موضحاً أنها جاءت "بعد انتهاء التشاور في طرابلس، وبعد لقاء المنفي لنواب المنطقة الشرقية، ما يعني فشل الجهود التي جرت".

وأكد الرابطي أن تحدّي بقاء يومين للدبيبة ليقدّم حكومته سيسرّع من انهيار مجلس النواب، مضيفاً: "قد يُقال إن لدى مجلس النواب 21 يوماً ليصادق على الحكومة، وهو وقت كافٍ لجمع كلمته، لكن السؤال لمن يقدم الدبيبة الحكومة لطرابلس أم طبرق أم صبراته".

وفي الوقت نفسه، يحذر الباحث الليبي من خطورة انهيار مجلس النواب، معتبراً أن السيناريوهات التالية لانهياره وانتقال اختصاصاته إلى ملتقى الحوار السياسي، وفق خارطة الطريق، كلّها لا تبشر بخير، وإمكانية ارتدادات الحدث على مسار عمل السلطة الجديدة ستكون خطرة. ويستدرك: "يجب علينا انتظار ردة فعل النواب على تحذير الدبيبة وبهذه اللهجة الواضحة".

إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الأربعاء، مجلس النواب الليبي إلى عقد جلسة "في أسرع وقت ممكن" للتصويت على منح الثقة للحكومة الجديدة.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، ورئيس مجلس النواب بطبرق عقيلة صالح، وفق بيان للسفارة على "تويتر".

وقالت السفارة إن نورلاند أكد "أهمية عقد جلسة مجلس النواب للتصويت على منح الثقة للسلطة التنفيذية الجديدة في أسرع وقت ممكن"، مشدداً على أن "تصويت مجلس النواب على منح الثقة خطوة مهمة نحو إجراء الانتخابات في ديسمبر".

وتابعت السفارة الأميركية أن عقيلة صالح اتفق مع "الرأي القائل بأنّه يتعيّن على مجلس النواب أن يتحمل مسؤوليته في هذا الصدد". وأضاف صالح أنه "يجب على الحكومة احترام نتائج منتدى الحوار السياسي الليبي وإعلان القاهرة"، بحسب بيان السفارة.

المساهمون