الدبيبة: مؤامرة التمديد تتهاوى ولا حل للوضع الليبي إلا بالانتخابات

الدبيبة: مؤامرة التمديد تتهاوى ولا حل للوضع الليبي إلا بالانتخابات

15 اغسطس 2022
ترأس الدبيبة اجتماعاً لمجلس وزراء حكومته في طرابلس اليوم (Getty)
+ الخط -

قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، في كلمة خلال اجتماع مجلس وزراء حكومته في طرابلس، اليوم الاثنين، إن "مؤامرة التمديد تتهاوى يوماً بعد يوم، وأقول لدعاة الحرب إن دماء الشعب ليست رخيصة"، في الوقت الذي عقد فيه مجلس النواب في طبرق أول جلسة له بعد إقدام محتجين على حرق مقره مطلع يوليو/تموز الماضي.

وأكد الدبيبة أنه "ليس أمامنا إلا الانتخابات كحل جذري لتحقيق طموحات المواطنين والعبور بالشعب إلى بر الأمان، فما يهم الليبيين ليس من يجلس على الكرسي بل من سيقدم الخدمات ويعالج الأوضاع". 

وفي شأن آخر، طالب الدبيبة وزراء حكومته بإتمام العمل على تنفيذ عدد من القرارات التي اتخذتها حكومته خلال الفترات الماضية، ومنها تنفيذ قانون الرواتب الموحد الذي أعدته وزارة المالية، الذي اعتبره الدبيبة سبيلاً "لتحقيق العدالة الاجتماعية"، وفق قوله. 

وتطرق الدبيبة لأزمة نقص الوقود في الجنوب الليبي، والتي كانت سبباً في الفاجعة التي أودت حتى الآن بحياة 25 شخصاً من سكان منطقة بنت بيه، نتيجة انفجار صهريج بنزين قبل نحو أسبوعين، مؤكداً أن حكومته "لم تهمل الجنوب، فلدينا ثلاث شركات وقود، ولكن الأجهزة الأمنية في الجنوب تهرب الوقود"، في إشارة للمليشيات المسيطرة على الجنوب، التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر والحكومة المكلفة من مجلس النواب. 

ويترأس الدبيبة الحكومة الليبية منذ مطلع العام الماضي، ويرفض تسليم السلطة لحكومة جديدة كلفها مجلس النواب في فبراير/شباط الماضي، برئاسة فتحي باشاغا، وبسبب هذا الرفض لم تتمكن الحكومة الأخيرة حتى الآن من دخول طرابلس، وتتخذ من مدينة سرت مقراً مؤقتاً لها، وتحاول استقطاب بعض الكتائب المسلحة في الغرب الليبي، في مشهد ينذر باحتمال عسكرة الصراع بين الحكومتين. 

جلسة لمجلس النواب

من جانب آخر، عقد مجلس النواب جلسة في مقره بمدينة طبرق، اليوم الاثنين، من دون حضور رئيس المجلس عقيلة صالح، الذي فوّض رئاسة الجلسة إلى نائبه فوزي النويري، وذلك بعد دعوة وجهتها رئاسة المجلس للنواب الأربعاء الماضي. 

وأعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، أن جلسة مجلس النواب بدأت بـ"مناقشة أوضاع المصابين" في حادث انفجار صهريج وقود بمنطقة بنت بيه، جنوب البلاد، قبل نحو أسبوعين، ومتابعة الإجراءات المتخذة من مؤسسات الدولة التنفيذية حيال علاج المصابين خارج البلاد. 

ولم يعلن بليحق عن جدول أعمال جلسة اليوم، كما لم يتحدث عن أسباب غياب رئيس المجلس عقيلة صالح عن الجلسة. 

وفيما أكد المستشار الإعلامي لرئيس المجلس، فتحي المريمي، وجود عقيلة صالح في القاهرة، دون أن يفصل في حديثه لـ"العربي الجديد" عن هدف زيارته القاهرة، كشف عضو المجلس الأعلى للدولة، عادل كرموس، عن جانب من أجندة لقاء صالح برئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري في القاهرة. 

وقال كرموس، في تصريحات صحافية، اليوم، إن لقاء صالح والمشري في القاهرة "سيتناول استكمال ما تناولاه في اجتماعات تركيا، ومنها مقترح بديل ثالث للسلطة التنفيذية". 

وأضاف أن "اجتماع القاهرة سيفتح النقاش بشأن مقترح نائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي خلال زيارة تركيا، لتشكيل حكومة ثالثة تقتصر على 10 وزارات برئاسة اللافي أو ربما رئاسة المشري نفسه". 

وفي وقت استدرك فيه كرموس بالقول إن "خيار حكومة ثالثة لا يلقى قبولاً لدى رئيس البرلمان وكذلك لدى غالبية مجلس الدولة"، أشار عضو مجلس النواب، عبد المنعم العرفي، في تصريحات صحافية، إلى أن لقاء صالح والمشري "سيبحث تمكين الحكومة المكلفة"، في إشارة للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا. 

وتتطابق تصريحات كرموس والعرفي مع ما كشفت عنه مصادر ليبية لـ"العربي الجديد"، الأسبوع الماضي، عن مناقشة صالح واللافي والمشري مقترحات عدة في أنقرة للتوصل إلى صيغة حل للصراع الحكومي القائم في ليبيا، لكنها أكدت أنه لم يحسم بعد الموقف من أي من المقترحات. 

ومن بين تلك المقترحات تأليف حكومة بتشكيلة مصغرة بالتنسيق بين مجلسي النواب والدولة، برئاسة عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، بديلة عن حكومتي باشاغا والدبيبة، وكذلك مقترح لتمكين حكومة باشاغا مع إجراء تعديلات وزارية عليها تسمح للمجاميع المسلحة في الغرب الليبي، لا سيما في طرابلس، والأطراف السياسية أيضاً، بالتموضع فيها، من خلال تولي شخصيات مقربة منها وزارات سيادية في الحكومة.  

تركيا تنفي إرسال مبعوث إلى الدبيبة لتسليم السلطة لباشاغا

من جهة أخرى، نفى السفير التركي لدى ليبيا، كنعان يلماز، صحة الأخبار المتداولة عن إرسال تركيا مبعوثاً إلى الدبيبة لتسليم السلطة لباشاغا. 

وشدد السفير التركي، في تصريحات لوسائل إعلام ليبية، على أن أنقرة "أكدت لجميع الأطراف استعدادها لتأدية دور الوساطة لتحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة واستضافة اجتماع بينها". 

كما نفى المتحدث الرسمي باسم حكومة الدبيبة، محمد حمودة، على صفحته في موقع "فيسبوك"، "وجود أي مبعوث تركي يزور ليبيا خلال هذه الأيام". 

 

وقال حمودة: "تركيا لم تقدم أي مبادرة سياسية خاصة بالوضع الراهن، وتتعامل بشكلٍ رسمي مع حكومة الوحدة الوطنية. كما أن السلطات التركية تؤكد على موقفها تجاه الملف الليبي الداعم للاستقرار والتهدئة، والذهاب للانتخابات كحل للأزمة"

وكانت قناة الوسط الليبية قد نقلت، أمس الأحد، عن مصادرها ما يفيد بأن "الحكومة التركية أرسلت مبعوثاً خاصاً لبحث عرض تسليم السلطة على الدبيبة"، وأكدت القناة "رفض الدبيبة العرض التركي بشكل كامل، مجدداً رفض تسليم السلطة لفتحي باشاغا". مشيرة إلى أن تركيا "لن تدعم أيا منهما في حال وقوع مواجهة بينهما". 

المساهمون