استمع إلى الملخص
- اللقاء الرئاسي بين ترامب وزيلينسكي شهد توتراً غير متوقع، حيث كان من المفترض توقيع صفقة اقتصادية، لكن الأجواء تحولت إلى مواجهة، مما يعكس أولويات ترامب المالية على حساب الالتزامات الدولية.
- انتقادات حادة من الديمقراطيين لترامب، حيث وصفوا تصرفاته بأنها تخدم مصالح بوتين وتحرج الولايات المتحدة دولياً، بينما يظل ترامب غير مكترث بالآراء المعارضة.
ما أتاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته، يوم الجمعة الماضي، في استقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كان مثالاً إضافياً يكشف طريقة التفكير الأميركية الجديدة، وما ينتظر العالم وكل قادته إذا ذهبوا إلى البيت الأبيض وهم يفكرون في معارضة أي قرار أميركي. لقد كان سقوط الدبلوماسية مدوياً في ذلك اللقاء، لأن زعماء العالم يختلفون ويتعارضون كل يوم حول ملفات عديدة، ولكن الدبلوماسية، بما هي مهنة وعلم يُدرَّس، تحاول أن تقلل من تلك الخلافات، شكلاً على الأقل، وتُهوّن على الرأي العام قلقه من خلافات بين الدول، قد تؤدي أحياناً إلى الحروب. غير أن ترامب يتعامل مع العالم على أنه مِلكه، وهو بذلك لا يحتاج لأي إخراج لغوي أو توليفة دبلوماسية لصياغة مواقفه، لأنه يعتقد جازماً أن من حقه أن يفتح خزائن الدول الأخرى، شرقاً وغرباً، ويغرف منها بكلتا يديه، من دون حق الاعتراض من أصحاب الأرض.
موقع أكسيوس نقل عن مسؤولين في البيت الأبيض تأكيدهم أن الاحتقان الذي عرفه اللقاء الرئاسي "لم يكن كميناً معداً مسبقاً". وقال أولئك المسؤولون من دون كشف أسمائهم: "كنا نخطط لتوقيع صفقة المعادن والشروع في هذه الشراكة الاقتصادية والانتقال نحو السلام". في المقابل، قال مسؤول أوكراني لشبكة "إي بي سي نيوز": "كنا مستعدين لاجتماع مثمر، لكن من الواضح أنهم كانوا يريدون بدء نزال".
تكشف هذه المعطيات أن كل القضايا مع ترامب لا علاقة لها بالتزامات الدولة الأميركية السابقة، ولا بالمبادئ أو الأمن الدوليين، وإنما فقط ما يتعلق بالمال، وكأنه ماله الخاص، وهو يتعامل مع الجميع بشراهة وجوع واضحين، ولا يخفي من ذلك شيئاً، ويعلنه على رؤوس الملأ. ولا نعرف إنْ كان ينبغي لنا أن نشكره على هذا الوضوح، أو نلومه.
والسؤال اليوم، متى سيَحِين موعد المسؤولين العرب؟ لأن المنطقة بالضرورة على رأس أولوياته، وسنرى ما سيصدر عن قمة القاهرة، وإن كان ترامب وتهديداته ومشاريعه سيكونون حاضرين في مداولاتها.
زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر وصف ما أتاه ترامب ونائبه بـ"عمل قذر" لحساب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكذلك، قال زعيم الديمقراطيين بمجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز إن "الاجتماع مع زيلينسكي كان مروعاً وسيشجع بوتين أكثر"، مشيراً إلى أن "ترامب وإدارته يواصلان إحراج الولايات المتحدة على الساحة الدولية". ولكن هذا الرجل لا يكترث لأي رأي ولا يسمع لأي أحد.