الخرطوم تستنكر العقوبات الأميركية عليها بدعوى استخدام أسلحة كيميائية

23 مايو 2025   |  آخر تحديث: 23 مايو 2025 - 17:30 (توقيت القدس)
عناصر من الجيش السوداني في مدينة القضارف، 5 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الحكومة السودانية ترفض اتهامات الولايات المتحدة باستخدام أسلحة كيميائية وتصفها بأنها "ابتزاز سياسي"، بينما تفرض واشنطن عقوبات تشمل قيوداً على الصادرات.
- الجيش السوداني يستعيد مدينة الدبيبات الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان، مما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة ويمهد لتوسيع العمليات العسكرية في دارفور.
- منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، يعاني السودانيون من أوضاع إنسانية كارثية تشمل القتل والتهجير القسري، مع انهيار النظام الصحي ونزوح الملايين.

استنكرت الحكومة السودانية، اليوم الجمعة، اتهامات أميركية للجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة بالبلاد واعتبرت أنها "لا أساس لها" و"ابتزاز سياسي"، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن فرض عقوبات على السودان. وقالت الخارجية الأميركية إنها تفرض عقوبات على خلفية استخدام أسلحة كيميائية في العام الفائت، وأضافت في بيان أن "العقوبات ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل وتشمل قيوداً على الصادرات الأميركية إلى السودان وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأميركية".

وفي المقابل، استنكرت الخرطوم، اليوم الجمعة، المزاعم الأميركية باستخدام أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة بالبلاد، وقال وزير الإعلام خالد الإعيسر، في بيان: "تتابع الحكومة السودانية، وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان".

واتهم الإعيسر الولايات المتحدة بأنها "دأبت على مدى سنوات طويلة على انتهاج سياسات تعرقل مسيرة الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والازدهار"، مضيفاً: "ليس من المستغرب أن تُستأنف هذه السياسات كلما أحرزت الدولة تقدماً ملموساً على الأرض"، واعتبر أن "فبركة الاتهامات وترويج الأكاذيب، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، تأتي ضمن نهج قديم".

وقال الإعيسر: "اليوم تعود ذات المزاعم باتهامات لا أساس لها بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، بينما تلتزم واشنطن الصمت حيال الجرائم الموثقة بحق المدنيين في دارفور ومناطق أخرى"، مؤكداً أن "هذه الرواية الكاذبة، التي تسعى الإدارة الأميركية إلى تسويقها دولياً، ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها وتورطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني"، ‏وأضاف: "إذ يدرك الشعب السوداني وحكومته أبعاد هذا الابتزاز السياسي المستمر، فإنهما يؤكدان أن ما تشهده المرحلة الراهنة ليس سوى تكرار لأخطاء سابقة في تعامل الإدارة الأمريكية مع قضايا السودان".

وفي العام الماضي، نفى الجيش السوداني صحة المعلومات الواردة في تقرير لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية حول انتهاكات ارتكبها جنود من الجيش خلال المعارك المتواصلة. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، آنذاك، إن تقرير "ذا غارديان" يفتقر تماماً إلى الشفافية والحياد، معتبراً إياه "محاولة يائسة لتشويه سمعة القوات المسلحة التي عرفها الشعب السوداني دوماً بأنها مخلصة لمواطنيها وحامية لشرفهم وأرضهم وكرامتهم"، على حد تعبيره.

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على الدبيبات

في غضون ذلك، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة في السودان، اليوم الجمعة، استعادة الجيش مدينة الدبيبات الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد، بعد معارك مع قوات الدعم السريع. وقالت القوة المشتركة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، والتي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني في بيان، "نعلن بفخر واعتزاز عن تحرير مدينة الدبيبات الاستراتيجية بإقليم كردفان من قبضة مليشيات الدعم السريع".

وتُعدّ الدبيبات الواقعة على بعد 186 كيلومتراً من مدينة كادوقلي عاصمة الولاية، مدينة استراتيجية، حيث تربط جنوب كردفان بولايتي شمالي كردفان وشرقي دارفور. كما تمهد السيطرة على الدبيبات لفك الحصار عن الدلنج التي تبعد عنها 60 كيلومتراً، وتُعدّ ثاني مدن جنوب كردفان من حيث المساحة.

وأضاف البيان: "جاء هذا الإنجاز العظيم نتيجة عملية عسكرية دقيقة ومنسقة، نفذتها القوة المشتركة بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية، حيث جرى تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد". وأشار إلى أن تحرير الدبيبات والسيطرة الكاملة عليها يمثلان "خطوة حاسمة" في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في إقليم كردفان (3 ولايات)، و"خطوة مركزية" لتوسع العمليات العسكرية بإقليم دارفور (5 ولايات). وبث عناصر من الجيش السوداني مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنوا من خلالها دخولهم إلى الدبيبات و"هزيمة" قوات الدعم السريع.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 إبريل/نيسان 2023، يعيش السودانيون والسودانيات أوضاعًا إنسانية كارثية، في ظل ما وثقته منظمات حقوقية من انتهاكات فظيعة، صُنّف بعضها كجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بل وحتى إبادة جماعية. وشملت هذه الانتهاكات عمليات قتل خارج نطاق القانون، وتهجيرًا قسريًا، واحتلالًا للمنازل، واغتصابًا للنساء، واعتقالات تعسفية، إلى جانب التمثيل بالجثث، واستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وتجويع السكان، ونهب ممتلكاتهم.

وقد اندلعت المواجهات المسلحة في العاصمة الخرطوم، وامتدت إلى ولايات عدة، ما أسفر، وفق تقديرات أولية، عن مقتل إيقاع عشرات آلاف المدنيين بين قتيل ومصاب، فيما نزح ملايين الأشخاص داخليًا وخارجيًا. كما أدى القتال إلى انهيار النظام الصحي وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة، مما تسبب في وفاة آلاف الأشخاص، خصوصًا من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون