استمع إلى الملخص
- أشار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى تورط الإمارات في دعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمال، مما زاد من المعاناة الإنسانية، واعتبر أن المؤتمر يهدف لتبييض صورة الإمارات والتغطية على دعمها للإرهاب.
- دعا عقار إلى حوار مبني على العدالة واحترام السيادة الوطنية لتحقيق السلام، مشددًا على جهود الجيش السوداني لاستعادة الأمن، وطالب الاتحاد الأفريقي بإعادة تقييم قراراته بشأن السودان.
اتهم السودان دولة الإمارات بتدبير "تحركات مضرة" تهدف إلى عقد مؤتمر خاص بشأن الأوضاع في البلاد، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، الجمعة المقبل. وجاء الاتهام على لسان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار اير، في بيان أصدره اليوم الاثنين، تعليقا على الدعوة الإماراتية.
وأوضح عقار أن المؤتمر المزمع ستشارك فيه منظمات دولية وإقليمية كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ودول مثل الإمارات وإثيوبيا وغيرها، وأن التحركات تلك تتضمن دعوة لمصر التي رفضت المشاركة في ما اعتبره "مهزلة لا تسعى إلا لتشويه الحقائق واستمرار العدوان على السودان".
ومنذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، العام قبل الماضي، ظل السودان يتهم دولة الإمارات بمساندة قوات الدعم بتوفير شحنات السلاح لها عبر الحدود السودانية التشادية، وكذلك توفير المال للمليشيا، لجلب مقاتلين من دول غرب أفريقيا وأميركا الجنوبية، عدا عن الدعم السياسي.
واستنكر نائب رئيس مجلس السيادة على دول الإمارات فرض أجندتها السياسية من خلال التأكيد على مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإثيوبي في المؤتمر المزمع، معربا عن أمله بأن تتخذ إثيوبيا موقفا يراعي المصالح المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أن الاجتماع يُعقد في صباح نفس اليوم الذي ينعقد فيه اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي للرؤساء، وأن "ذلك التوقيت المدبر وبسوء نية لا يتعدى كونه محاولة للعب على المشهد السياسي الإقليمي وصناعة مناقشات بعيداً عن مصلحة السودان الحقيقية وتحويله لبازار سياسي آخر يخدم أغراض العدوان الإماراتي على السودان"، حسب قوله.
وشدد على الرفض التام لأي مبادرات أو اجتماعات تُعقد لمناقشة شؤون السودان الداخلية، دون إشراك حكومته، وبصفة خاصة عندما تكون المبادرة من دولة خارج إطار الاتحاد الأفريقي، معتبراً تلك الخطوات "جرماً وعدواناً متكاملاً على دولة أفريقية تسعى لحماية أراضيها وسيادتها، وتتعارض مع المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الاتحاد الأفريقي على أساس احترام السيادة والوحدة". وأشار إلى أن "محاولات دولة الإمارات مقصود بها تبييض صورتها، والتغطية على تورطها المباشر في دعم الإرهاب في أفريقيا وخاصة السودان، عبر تسليح ودعم مليشيا قوات الدعم السريع"، مضيفاً أن "حديثها عن تقديم المساعدات الإنسانية تُعريه الحقيقة التي تثبت استمرارها في تمويل العمليات الإرهابية، وتزويد مليشيات قوات الدعم السريع بالأسلحة والدعم، وهو ما سبب تفاقما للمعاناة الإنسانية في المقام الأول".
وتعهد بعدم قبول السودان بأي تدخل أو تلاعب بمصير شعبه أو بتحديد مساره السياسي، "وسنظل ثابتين في رفض أي خطوات تخدم أجندات خارجية على حساب سيادتنا، ونوجه دعوة لجميع الدول الشقيقة والحليفة وشعوب العالم المحبة للسلام إلى الوحدة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه المحاولات التي لا تخدم إلا مصالح الجهات المتدخلة".
واستطرد عقار في بيانه بقوله إن "الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار، هو الحوار المبني على العدالة، واحترام الأمن القومي والسيادة الوطنية، وإن جهود الجيش السوداني والقوى الوطنية التي تقاتل إلى جانبه لاستعادة الأمن والاستقرار لبلادنا لا تزال متواصلة لإنهاء التمرد، وقد أثبتت الانتصارات الميدانية الأخيرة، أن الحل العسكري ليس نهائياً، لكنه خطوةٌ ضرورية لتمهيد الطريق لحوار سياسي شامل يضمن حقوق الضحايا ويعيد تأسيس الدولة السودانية على أسس العدالة وسيادة حكم القانون".
وطالب الاتحاد الأفريقي، بإعادة تقديراته وقراراته بخصوص السودان، "لا سيما وأنه منظمة إقليمية هدفها الأساسي والغرض الذي كُون من أجله هو نصرة قضايا القارة وشعوبها ودولها وليس تمرير أجندة دخيلة علي أفريقيا"، كما وصفها، مؤكدا أن السودان سيظل حريصاً على حماية سيادته ومصالحه الوطنية بكل الوسائل الممكنة، و"لن يقبل بأن تُفرض عليه وصايةٌ من دول تتحالف مع مليشيات إرهابية".