الخارجية التونسية تطفئ "حرائق" تصريحات مسؤولين سابقين بحق دول الجوار

الخارجية التونسية تطفئ "حرائق" تصريحات مسؤولين سابقين تجاه دول الجوار

14 مارس 2021
تونس تؤكد متانة العلاقات مع دول الجوار (Getty)
+ الخط -

باتت وزارة الخارجية التونسية تلاحق، أخيراً، ما وُصف بـ"الحرائق" التي تشعلها بعض التصريحات لمسؤولين سياسيين تونسيين سابقين بخصوص للعلاقات مع دول الجوار، وتثير أحياناً حفيظة تلك الدول.
وعبّرت وزارة الخارجية التونسية، مساء أمس السبت، عن استغرابها من التصريحات التي وصفتها بـ"غير المسؤولة"، التي تتعلق بتصريحات المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الداخلية والعميد المتقاعد، هشام المدب، والتي "تمسّ من عراقة العلاقات التونسية الليبية"، بحسب بيان الخارجية. 
وكان المدب، وهو متحدث سابق باسم وزارة الداخلية، قد دعا في وسائل إعلام محلية، إلى إغلاق الحدود مع ليبيا، في صورة عدم حصولها على مشاريع اقتصادية على غرار مصر وتركيا.
وقالت الخارجية، في بيان، إنه "تبعاً لما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من تصريحات غير مسؤولة حول العلاقات التونسية الليبية صادرة عمّن لا صفة له ولا يمثل إلا نفسه ولا يلزم الدولة التونسية في شيء، تُعرب وزارة الشؤون الخارجية والهجرة عن استغرابها الشديد من تكرر المحاولات اليائسة للتشويش على الروابط الأخوية الصادقة التي تجمع الشعبين التونسي والليبي".
وأضافت أنها "تستنكر هذه التصريحات وترفضها بشدة وتدعو إلى الكف عنها لأنها لن تفلح بأي حال من الأحوال في بلوغ مآربها المعلومة، وتجدد التذكير بأن لدى تونس قناعة راسخة بأن ما يجمعها بالشقيقة ليبيا من تاريخ مشترك، وأواصر حضارية واجتماعية وثقافية متينة، وإيمان قوي بوحدة المصير وبقيم التضامن والتكامل والتآزر هي مكتسبات صلبة ومبادئ ثابتة أسمى بكثير من كل اعتبارات أخرى".

واتصل رئيس الحكومة، هشام مشيشي، مساء السبت، برئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي بمناسبة نيل حكومة الوحدة الوطنية ثقة مجلس النواب الليبي.
ونوّه المشيشي وفق بلاغ لرئاسة الحكومة، برفعة العلاقات القائمة بين تونس والجارة ليبيا، معرباً عن أمله في أن تتطور هذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
بدوره، نوّه المنفي بوقوف تونس حكومة وشعباً مع الشعب الليبي، مشدّداً في السياق ذاته على أن التونسيين لهم مكانة خاصة لدى جيرانهم الليبيين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الخارجية التونسية للرد على تصريحات محلية بشأن العلاقات مع جيرانها، حيث أصدرت بداية الشهر الماضي بياناً عبّرت فيه أيضاً عن "استغرابها الشديد من تكرّر التصريحات المسيئة للجزائر الشقيقة".
وجدّدت "رفضها القطعي لمحاولات يائسة ترمي إلى المسّ بمتانة وعمق الروابط الأخوية والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين تونس والجزائر".
وأكدت "أن مثل هذه التصرّفات غير المسؤولة لا تعبّر إلا عن أصحابها ولا تلزم الدولة التونسية".
وفُهم هذا البيان على أنه رد على تصريحات صحافية كان قد أدلى بها الرئيس الأسبق منصف المرزوقي بشأن موقف الجزائر من الثورة التونسية في بدايتها.
وقبلها بحوالى شهرين، أكد وزير الشّؤون الخارجيّة التونسية، عثمان الجرندي، للسفير الجزائري، عزّوز باعلال، أن "صفاء العلاقات التونسية الجزائرية لا يمكن أن تكدره مواقف غير رسمية لا تلزم تونس في شيء، ولا تلزم إلّا أصحابها".
ونقل بيان للخارجية تعبير الجرندي، عن "اعتزاز تونس بعلاقات الأخوة مع الجزائر"، بما فُهم أيضاً بأنه رد على تصريحات أدلى بها وزير الشؤون الخارجية الأسبق، أحمد ونيس، لإحدى الإذاعات الخاصة، وانتقد فيها الجزائر.

وتعكس هذه المسارعة من الخارجية التونسية لإطفاء الحرائق التي تشعلها بعض التصريحات، بحسب مراقبين، حساسية مفرطة لدى دول الجوار من مواقف شخصية لا تلزم فعلاً إلا أصحابها، بما أنهم لا يتحملون مسؤولية رسمية حالياً، ولا ينقلون الموقف الرسمي للبلاد، ويبدو أن هذه التصريحات قد تثير فعلاً حفيظة هذه الدول.
ولكن يرى المراقبون أن موقف الخارجية الذي يحاول تلطيف هذه التصريحات يحمل أيضاً كثيراً من المبالغة، خصوصاً أن حرية التعبير في تونس متاحة للجميع ولا سقف لها، ولا يمكنها ضبط هذه التصريحات بأي حال من الأحوال بما يتناسب مع قراءتها لهذه العلاقات.