الحوثيون يهاجمون مشاورات الرياض: عنوانها سلام وباطنها تصعيد أكبر

الحوثيون يهاجمون مشاورات الرياض: عنوانها سلام وباطنها تصعيد أكبر

19 مارس 2022
المشاط: الرد آت لا محالة على كل من يمارس الحصار (Getty)
+ الخط -

شنّت جماعة الحوثيين، مساء السبت، هجوماً على المشاورات اليمنية التي دعت إليها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض، أواخر الشهر الجاري، واعتبرتها مقدمة لتصعيد عسكري أوسع.

وتشير التصريحات التي جاءت على لسان رئيس مجلس الحكم السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، إلى رفض صريح بالمشاركة في المشاورات المرتقبة التي كانت الجماعة قد طالبت بانعقادها في دولة محايدة غير مشاركة في الحرب.

وقال المشاط، في كلمة نقلتها قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، إنّ مشاورات الرياض "عنوانها سلام وباطنها عدوان أكثر وحصار أشد، وشعبنا لديه حصانة من خداع الأعداء ولن يمر عليه التضليل". 

وذكر المسؤول الحوثي أنّ التحالف الذي تقوده السعودية يسعى من وراء المشاورات المرتقبة إلى "لملمة الشتات داخل صفوف المكونات وتوحيد جبهات القتال، من أجل الاستمرار في التصعيد والحصار". 

وتوعّد المشاط بعدم الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء الحظر الجوي والبحري المفروض من التحالف، قائلاً إنّ "الرد آت لا محالة على كل من يمارس الحصار والقتل الجماعي ضد اليمنيين"، حسب تعبيره.  

وكانت جماعة الحوثيين قد رحّبت، الأربعاء الماضي، بالمشاركة في المشاورات التي دعت إليها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، لكنها اشترطت أن تُعقد في دولة محايدة وغير مشاركة بالحرب، وهو ما تم تجاهله من قبل الأمين العام لدول مجلس التعاون، نايف الحجرف. 

وخلافاً لتصريحات القيادي المشاط التي تؤكد رفض المشاركة في مشاورات الرياض، كان عدد من القادة الحوثيين قد طرحوا ذات الموقف الرافض، وقالوا إنّ السعودية "لا تريد أي حل للأزمة اليمنية نابع من المجتمع".  

وقال عضو الوفد التفاوضي للحوثيين، عبد الملك العجري، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام حوثية: "السلام هدف مقدس بالنسبة لنا، ولو رأينا سلاماً عادلاً أو عاقلاً لحبونا إليه حبواً في الشرق أو الغرب، ومن غير المقبول التعامل مع اليمنيين كما لو أنهم قطيع للحشد فاقد للأهلية والكرامة". 

ولم يصدر أي ترحيب بالمشاركة في المشاورات، سوى من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، و"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً، الذي أعلن عن موقفه اليوم السبت.  

وقال "المجلس الانتقالي الجنوبي"، في بيان، إنه "منفتح على مشاورات شاملة تضمن حضور جميع الأطراف المعنية، لمعالجة القضايا المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب دون أي شروط مسبقة، من خلال تصميم إطار يهيئ لعملية تفاوضية تضمن سلام شامل ومستدام". 

وبعد يومين من الإعلان الرسمي عن عقد المشاورات بمشاركة 500 شخصية يمنية، لم يصدر أي تعليق رسمي من الأحزاب السياسية اليمنية والتي يجمعها ائتلاف التحالف الوطني.  

وقال مصدر سياسي لـ"العربي الجديد" إنّ الأحزاب فوجئت بالإعلان عن المشاورات رسمياً دون أن يتم التشاور معها مسبقاً حول أي أجندة أو برنامج عمل. وأشار المصدر إلى أنّ الأحزاب ستشارك بالتأكيد في المشاورات المرتقبة كونها ستُكرس للخروج بإصلاحات عاجلة لمنظومة الحكومة الشرعية والقوى المناهضة للانقلاب الحوثي.