الحوثيون يسيطرون على بلدتين في تعز وسط اتهامات بـ"انتهاكات وحشية"

الحوثيون يسيطرون على بلدتين في تعز وسط اتهامات بـ"انتهاكات وحشية"

09 يناير 2021
اتهامات حقوقية وحكومية للجماعة بالتنكيل بالمواطنين (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات الحوثية، مساء السبت، استكمال السيطرة على بلدتين شمالي مدينة تعز اليمنية، وذلك بعد عملية عسكرية استمرت لمدة 3 أيام، وسط اتهامات حقوقية وحكومية للجماعة بالتنكيل بالمواطنين وارتكاب "جرائم وحشية".  

والأربعاء الماضي، بدأت جماعة الحوثيين عملية عسكرية في بلدتي الحيمتين العليا والسفلى شمالي تعز الخاضعة عمليا لسيطرتها، تحت مبرر البحث عن عناصر مطلوبة أمنياً بتهمة موالاة الحكومة الشرعية، والرئيس السابق علي عبدالله صالح.  

وذكرت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، في بيان لها، أن الحملة الأمنية انتهت اليوم السبت في بلدتي الحيمتين في مديرية التعزّية، بالقضاء على من أسمتهم بـ"العناصر الإجرامية"، وفرار باقي العناصر. 

واتهمت السلطات الحوثية، تلك العناصر بالاعتداء على الممتلكات وممارسة التقطع وسفك الدماء على أبناء المنطقة، لكن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد"، أن هدف العملية العسكرية كان القبض على شخصيات عسكرية مناهضة للجماعة فقط، وأن أكثر من 30 قتيلاً وجريحا قد سقطوا خلال القصف المدفعي المكثف للحوثيين. 

وكشفت داخلية الحوثيين أن العملية التي استمرت 3 أيام وساندتها القوات الحكومية المتواجدة داخل مدينة تعز بالقصف المدفعي فقط، أسفرت عن مقتل 5 من المطلوبين، فيما قُتل 5 من العناصر الأمنية الحوثية وجرح 4 آخرون. 

ولم تتطرق داخلية الحوثيين إلى الانتهاكات التي طاولت المدنيين خلال العملية العسكرية، إلا أن مركز تعز الحقوقي، وهو منظمة أهلية، ندد بالقصف المدفعي الحوثي في المنطقة ووصف العملية الحوثية بأنها "هولوكست إبادة".  

وقال المركز، في بيان، وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إن العملية العسكرية الحوثية أسفرت عن مقتل 9 مدنيين وإصابة 24 آخرين، فيما تمت مداهمة 63 منزلا وتدمير 21 بشكل شبه كلي.  

ووفقا للبيان، فقد قامت الحملة العسكرية الحوثية التي تمت بأكثر من 60 دورية عسكرية ومدرعات، باختطاف 45 مواطنا من داخل منازلهم واقتيادهم إلى معتقلات مجهولة.  

وقُوبلت الانتهاكات الحوثية بتنديد رسمي، حيث وصفها رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، مساء السبت، بـ" جرائم حرب وحشية"، تجعل الشعب اليمني أكثر عزيمة وإصرارا على وضع حد لهذه الجرائم واستكمال استعادة الدولة. 

وذكرت وكالة "سبأ" الرسمية، أن رئيس الحكومة، أجرى اتصالاً هاتفيا بمحافظ تعز، نبيل شمسان، لبحث تلك الانتهاكات، وشدد على أن الجرائم الوحشية، بما في ذلك عمليات القتل للأطفال والنساء والمدنيين والاعتقالات العشوائية وتفجير المنازل والتهجير القسري للمواطنين بمنطقة الحيمة، لن تسقط بالتقادم وسيدفع مرتكبوها ثمن جرائمهم. 

وطالب عبدالملك، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية باتخاذ موقف واضح إزاء هذه الجرائم والانتهاكات وعدم الاكتفاء بموقف المتفرج ما شجع المليشيات الحوثية على التمادي في جرائمها على المدنيين العزل. 

المساهمون