الحوثيون يدفعون ثمن التصعيد في مأرب: 246 قتيلاً خلال شهر يونيو

الحوثيون يدفعون ثمن التصعيد في مأرب: 246 قتيلاً خلال شهر يونيو

01 يوليو 2021
شهد النصف الثاني من يونيو الماضي تصعيداً واسعاً للحوثيين في مأرب (Getty)
+ الخط -

دفعت جماعة الحوثيين ثمن التصعيد العسكري وعدم الانصياع إلى دعوات وقف إطلاق النار في مأرب، بشكل باهظ خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، حيث تعرضت لخسائر بشرية غير مسبوقة جراء الهجمات الانتحارية على مواقع الجيش اليمني، دون تحقيق اختراق نوعي على الأرض.

وبعد تراجع نسبي للمعارك خلال النصف الأول من يونيو الماضي، شهد النصف الثاني، تصعيداً واسعاً للحوثيين جراء فشل الوساطة العمانية في إقناع الجماعة بإنهاء النزاع، ووقف الهجوم البري على مدينة مأرب التي تحتضن أكبر تجمعات للنازحين على مستوى اليمن.

ولم يحقق التصعيد الحوثي، النتائج المأمولة في السيطرة على منابع النفط والغاز داخل مدينة مأرب، بل دفعت الجماعة عواقب وخيمة تمثلت في خسائر بشرية ومادية ثقيلة، وخصوصاً خلال الجولة الجديدة من القتال التي بدأت في 19 يونيو الماضي.

وأحصى "العربي الجديد"، مقتل 246 عسكرياً حوثياً خلال يونيو، غالبيتهم من القيادات الميدانية الرفيعة، وذلك وفقاً لما اعترفت به وسائل الإعلام الحوثية الرسمية فقط والتي تذيع بيانات تشييع قيادات الصف الأول في جنازات عسكرية، فيما يتم تجاهل المقاتلين الذين لا يحملون رتباً عسكرية، أو ما يعرفون بـ"اللجان الشعبية".

وسُجّلت النسبة العليا من الخسائر البشرية للحوثيين خلال جولة التصعيد الأخيرة، وذلك بواقع 146ً عسكرياً، خلال 11 يوماً فقط من يونيو الماضي، مقارنة بـ100 قتيل خلال الـ18 يوماً الأولى من الشهر ذاته.

وخلافاً للاستماتة التي أظهرتها قوات الجيش اليمني والمقاومة في التصدي للهجمات الحوثية الانتحارية التي تركزت في جبهة صرواح، لعبت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، دوراً بارزاً في إحباط الزحف الحوثي صوب مدينة مأرب، وتكبيد الجماعة الخسائر الكبرى على الأرض.

ووفقاً لوسائل إعلام حوثية، فقد شن الطيران الحربي، أكثر من 452 غارة جوية على محافظة مأرب خلال يونيو الماضي، في معدل مرتفع يكشف ضراوة الهجمات الحوثية البرية، خلافا لضربات جوية شبه يومية على المناطق الجغرافية القريبة التي تنطلق منها الهجمات الحوثية ولكنها تقع جغرافيا ضمن نطاق محافظة الجوف.

وعلى الرغم من أن الغارات الجوية طاولت 6 مديريات غربية وجنوبية وشمالية غربية تنطلق منها الهجمات الحوثية على مدينة مأرب، إلا أن مدينة صرواح، نالت نصيب الأسد من الضربات، وذلك بأكثر من 380 غارة. 

ووصفت وكالة "سبأ" الخاضعة للحوثيين، غارات التحالف خلال الشهر الماضي بـ"الهستيرية"، وقالت إنها "خلفت دماراً هائلاً في منازل المواطنين ومزارعهم والبنى التحتية والطرقات والأسواق والمرافق الخدمية وفاقمت من معاناة المواطنين وحالات النزوح"، دون الإشارة إلى الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين أو الآليات العسكرية.

واعتبر المركز الإعلامي التابع للحوثيين في مأرب، اليوم الخميس، أن التصعيد المتواصل للتحالف "يكشف محاولاته المستميته لشل الحياة العامة في المناطق المحررة"، في إشارة للمديريات التي باتت تحت سيطرة الجماعة، ودعا المنظمات للضغط على قيادة التحالف، لوقف استهداف المناطق السكنية والممتلكات العامة والخاصة.

وتحول عدد من مناطق صرواح ومدغل ورغوان إلى خطوط نار مشتعلة، حيث نزح عشرات الآلاف من السكان صوب مناطق الحكومة اليمنية في مدينة مأرب، فيما اتجه البعض الآخر نحو مناطق سيطرت عليها جماعة الحوثيين.

وانعكست الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين الحوثيين، غربي مأرب، بشكل سلبي على الجماعة، وأكدت مصادر قبلية موالية للحوثيين لـ"العربي الجديد"، أن الاستنزاف الحاصل جعل الجماعة عاجزة عن حشد المقاتلين في الجبهات كما كانت تفعل خلال السنوات السابقة.

وجراء الإخفاق في تحقيق أي تقدم ميداني، لجأت جماعة الحوثيين إلى تنفيذ هجمات جوية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على مدينة مأرب، من أجل إرباك القوات الحكومية وشل قدرتها على تنظيم صفوفها، لكن عدداً من الهجمات تسبب بسقوط عشرات المدنيين بينهم أطفال بعد أن طاولت مناطق مأهولة، رغم أن السلطات الحوثية نفت مؤخرا ذلك وقالت إن جميع عملياتها تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وأحكامه العرفية.

المساهمون