الحوثيون يحققون اختراقاً صوب مأرب: مخاوف شعبية ودعوات لإنقاذ الموقف

الحوثيون يحققون اختراقاً صوب مأرب: مخاوف شعبية ودعوات لإنقاذ الموقف

25 ابريل 2021
دفعت القوات الحكومية بتعزيزات واسعة في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرتها (فرانس برس)
+ الخط -

حققت جماعة الحوثيين اختراقاً ميدانياً جديداً صوب معاقل القوات الحكومية في مدينة مأرب اليمنية، وذلك بعد السيطرة على مناطق حيوية في مديرية صرواح بعد معارك ضارية مع الجيش الوطني الموالي للحكومة المعترف بها دولياً، وسط دعوات شعبية واسعة لإنقاذ الموقف في معركة يقولون إنها مفصلية في مواجهة المشروع الإيراني.

وأقرّت مصادر عسكرية حكومية بسقوط مناطق واسعة من الطلعة الحمراء في مديرية صرواح غربي مأرب، وعدد من مواقع وادي المشجح، في أيدي المقاتلين الحوثيين، وذلك عقب هجوم واسع ومعارك محتدمة منذ مساء السبت وفجر اليوم الأحد.

وأشارت المصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن القوات الحكومية دفعت بتعزيزات واسعة في محاولة لاستعادة المواقع التي خُسِرَت، وسط غطاء جوي مكثف من مقاتلات التحالف بقيادة السعودية.

وأكدت المصادر أن الطيران الحربي شنّ في الساعات الأولى من فجر الأحد سلسلة غارات استهدفت ناقلات جند حوثية في منطقة المشجح ومحيط الطلعة الحمراء، كانت قادمة من مفرق محافظة الجوف.

وفيما لا يُعرف على وجه الدقة حجم الخسائر في صفوف الحوثيين والقوات الحكومية، وفي وقت مبكر من فجر الأحد، أعلن وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية، محمد قيزان، مقتل اللواء الركن عبد الله الحاضري، مدير دائرة القضاء العسكري، وذلك في جبهة المشجح، غربي مأرب.

ويشير مقتل الحاضري، وهو محامٍ عام لأول النيابات العسكرية الحكومية، إلى أن قيادات الشرعية في مأرب بدأت تشعر بخطورة الموقف، وتقدمت إلى الصفوف الأولى لدحر الهجمات الحوثية.

ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن سيطرة الحوثيين على الطلعة الحمراء بشكل نهائي، ستجعل موقفهم العسكري أفضل، حيث سيكون بمقدورهم السيطرة النارية على مناطق وتلال مهمة، بما في ذلك إمدادات القوات الحكومية القادمة من مأرب، والطريق الرابطة بين مأرب ومحافظتي الجوف وصنعاء.

وقلّل مصدر عسكري في الجيش اليمني الموالي للشرعية من أهمية المواقع التي تسلل إليها الحوثيون، وقال لـ"العربي الجديد"، إن هناك "هجمات واسعة جداً لا تشبه سابقاتها في جبهة المشجح، لكنها لم تتقدم بشكل كبير كما تسوّق لذلك إعلامياً".

ومنذ بداية هجومها على مأرب في 7 فبراير/ شباط الماضي، لم تعلن جماعة الحوثيين رسمياً مكاسبها الميدانية المحققة، رغم سيطرتها على عدة بلدات وتلال جبلية في مديريتي صرواح ومدغل.

وتطمح جماعة الحوثيين إلى تضييق الخناق بشكل أوسع على معاقل القوات الحكومية في مدينة مأرب ومنابع النفط والغاز في حقول صافر، ومن أجل ذلك تستميت في هجماتها رغم الكلفة البشرية الباهظة.

في المقابل، بالتزامن مع اشتداد الهجوم الحوثي على مدينة مأرب، أطلق مسؤولون ونشطاء موالون للحكومة الشرعية، دعوات استغاثة إلى قيادة وزارة الدفاع والتحالف الذي تقوده السعودية لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان، ودعم الجيش الوطني بسلاح ثقيل ونوعي، بما يغير المعادلة من الدفاع إلى الهجوم.

وفي حملة إلكترونية واسعة على تويتر تحت وسم "مأرب تواجه مشروع إيران"، شارك فيها وزراء وعشرات الصحافيين، دعا سفير اليمن لدى اليونسكو، محمد جميح، قيادة الجيش والحكومة المعترف بها، إلى التحرك العاجل.

وقال جميح في تغريدة على تويتر، إن "ما يجري حرب هي الأشرس، ومن دون مأرب لن تكون هناك شرعية، وسيذهب هدف استعادتها سدى".

مدير مكتب الإعلام في محافظة الجوف، يحيى قمع، دعا هو الآخر، التحالف إلى دعم معركة مأرب، باستهداف منظومة الاتصالات الحوثية والتشويش عليها، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه "تشتيت قوات العدو، وتمزيق الحشود التي يزج بها إلى المحافظة".

وقال المسؤول اليمني في تغريدة على تويتر: "الطيران لا تقتصر مهمته على تلقي البلاغ ثم القصف، يجب الاستفادة منه بالرقابة والاستطلاع وتمشيط المواقع وتوجيه الوحدات الأرضية ميدانياً، وهذا من شأنه صناعة زمام المبادرة وتحويل المعادلة".

وشارك وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، في الحملة، وقال إن قوات الجيش في مختلف جبهات مأرب "لا يخوضون معركة استعادة الدولة والحفاظ على المكتسبات الوطنية، وفي مقدمتها الثورة والجمهورية والدفاع عن الهوية الوطنية فحسب، بل معركة كل العرب في التصدي للغزو الفارسي وأداته من مليشيات الإرهاب الحوثية"، حسب تعبيره.

ودعا الوزير الإرياني كل اليمنيين بمختلف مكوناتهم وأطيافهم السياسية والاجتماعية إلى دعم هذا الصمود والاستبسال والاصطفاف خلف هذه المعركة الوطنية الفاصلة، حتى تحقيق النصر بتحرير كل شبر من تراب اليمن.

وكانت جماعة الحوثيين قد لجأت إلى انتهاج أسلوب الحرب النفسية، حيث اشترطت وقف هجومها العسكري على مأرب، بتسليم المدينة الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، لها سلمياً.

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، حسين العزي، في تغريدة على "تويتر"، إنه إذا قرر خصومهم "تسليم المدينة سلاماً بسلام، فإن ذلك سيكون قراراً شجاعاً وحكيماً ومحل تقدير حتى يتم تدشين مرحلة إيجابية تجنّب الجميع المزيد من الدمار وسفك الدم، ونعمل فيها معاً من أجل السلام وإنهاء الحرب و الاحتلال".

وانضم المتحدث الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام، إلى قائمة القيادات المطالبة بتسليم مأرب، حيث دعا خصومهم في الحكومة الشرعية إلى "إنقاذ أنفسهم من التبعية العمياء للأجنبي والعودة إلى الشعب قبل فوات الفرصة"، في إشارة إلى قوات التحالف الذي تقوده السعودية.

وقلّل المسؤول الحوثي من فائدة الغطاء الجوي الذي تقدمه مقاتلات التحالف، وقال في تغريدة على "تويتر": "19 غارة خلال ساعات معدودة على صرواح في غطاء جوي مكثف من قبل طيران العدوان، ويومياً عشرات الغارات العدوانية دون أن تمنح المرتزقة أي قوة، بل ثمة غارات تطاولهم وتستهدفهم وتصفيهم".