الحوثيون يتبنّون للمرة الأولى 199 هجمة في العمق السعودي

الحوثيون يتبنّون للمرة الأولى 199 هجمة في العمق السعودي

12 أكتوبر 2021
مقاتلون موالون لجماعة الحوثيين (Getty)
+ الخط -

أعلنت جماعة الحوثيين، الثلاثاء، مسؤوليتها للمرة الأولى عن 199 هجمة جوية في العمق السعودي، كانت قد طاولت عدداً من المطارات والأعيان المدنية خلال الأسابيع الماضية، وذلك بالتزامن مع الإفصاح عن مكاسب ميدانية جديدة جنوبي محافظة مأرب النفطية.  

وكشف المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، عن تنفيذ 19 عملية مشتركة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فضلاً عن 170 عملية منفصلة للطائرات المسيرة في الأراضي السعودية ضمن عملية عسكرية داخل مأرب اُسميت بـ"فجر الانتصار".  

ولم يتطرق المسؤول الحوثي إلى هوية الأهداف التي تم استهدافها داخل السعودية، كما لم يعلق على بيانات التحالف الأخيرة والتي تحدثت عن سقوط 14 جريحاً خلال هجمات منفصلة بالطائرات المسيرة على مطاري أبها وجازان.  

ويشير التبني الحوثي بأثر رجعي للهجمات في العمق السعودي، بالتزامن مع الإفصاح عن 124 هجمة جوية مماثلة على معاقل القوات الحكومية داخل مدينة مأرب، إلى أن التصعيد الحوثي ضد السعودية يأتي كرد فعل لتطورات مأرب وبهدف تحييد مقاتلات التحالف.

ومن الواضح أن هذا العدد من الهجمات الحوثية تم تنفيذه خلال أقل من شهر، حيث كان آخر ظهور للمتحدث العسكري الحوثي وتبني هجمات في العمق السعودي، منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.  

داخلياً، ذكرت جماعة الحوثيين أنها باتت على مشارف عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته من عدة جهات بعد عملية عسكرية واسعة انطلقت من مسارات مختلفة، وأسفرت عن استعادة مناطق جغرافية تصل مساحتها إلى 600 كم مربع، دون الكشف على وجه الدقة عن عدد المديريات أو المناطق التي تم التوغل فيها.  

وزعم المسؤول العسكري الحوثي إعطاب وتدمير ما يقارب من 300 مدرعة، ومقتل 1300 من القوات الحكومية خلال عملية التقدم نحو مدينة مأرب، دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام.  

وجاء الإعلان الحوثي عن المكاسب رغم احتدام المعارك في أطراف مديرية العبدية التي تتعرض لحصار خانق منذ 3 أسابيع، فضلاً عن استمرار الاشتباكات في مناطق مديرية الجوبة، جنوبي مأرب.  

وقالت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الحكومية مسنودة بالطيران أحبطت هجمات جديدة للحوثيين على مديرية العبدية، وألحقت فيهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مستفيدة من غطاء جوي بأكثر من 64 غارة جوية خلال آخر 48 ساعة. 

وأقرت المصادر بسيطرة الحوثيين على منطقة واسط في مديرية الجوبة الاستراتيجية، في تأكيد لرواية حوثية بالوصول إلى منزل القائد العسكري البارز في القوات الحكومية، اللواء مفرح بحيبح، الذي يقع في ذات المنطقة.  

وإذا ما تمكنت جماعة الحوثيين من السيطرة على مديرية الجوبة بالكامل، فإن الخناق سيشتد بشكل أكبر على معاقل الحكومة الشرعية داخل مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، والتي ستكون مطوقة من اتجاهات مختلفة.  

وفي المناطق الغربية لمأرب، ذكرت مصادر حكومية أن قوات الجيش الوطني، شنت هجوماً على مواقع تمركز الحوثيين في جبهة الكسارة، وأوقعت في صفوف المليشيا عشرات القتلى والجرحى.  

وفي إشارة إلى حجم المخاطر التي تحيط بمأرب، أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مكالمة هاتفية مع محافظ مأرب، سلطان العرادة، للإطلاع على سير المعارك في الجبهات، ومنها حصار مديرية العبدية.  

ووفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد شدد الرئيس هادي على "رص الصفوف لمواجهة قوى التمرد الذي يهدد الهوية اليمنية والنظام الجمهوري"، في إشارة للانقلاب الحوثي، دون إطلاق أي وعود لتقديم المزيد من الدعم للقوات الحكومية.  

وحسب الوكالة، فقد أبلغ محافظ مأرب، الرئيس هادي بـ"تماسك الموقف في مواجهة جماعة الحوثيين والمشروع الإيراني في اليمن"، وذكر أن معنويات قوات الجيش والمقاومة عالية في ميادين القتال.  

المساهمون