لقيت الوساطة التي تجريها حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بين الرياض وطهران ترحيبا بريطانيا، في وقت يجرى فيه الحديث عن اقتراح إيراني لتشكيل "نظام أمني إقليمي" من شأنه المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقالت مستشارية الأمن الوطني في بغداد، اليوم الثلاثاء، إن مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي التقى السفير البريطاني في بغداد مارك برايسون، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها بما يخدم ويعزز أمن واستقرار المنطقة.
ونقل البيان عن السفير البريطاني في العراق قوله "نرحب بالحوارات الجارية بين إيران والسعودية"، معربا عن أمله في "توسيع دائرة الحوار لتشمل جميع دول المنطقة لضمان الأمن والاستقرار".
من جانبه، أشار الأعرجي إلى حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع بريطانيا في مختلف المجالات، مشيدا بـ"دور بريطانيا الإيجابي لدعم التهدئة والاستقرار في المنطقة".
ويقوم العراق بدور الوساطة بين الرياض وطهران، وقد نجحت في جمع مسؤولين سعوديين وإيرانيين على طاولة حوار واحدة. ونتج عن تلك الجهود عقد أربع جولات لتقريب وجهات النظر، آخرها في بغداد في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وتحدثت بغداد عن قطع شوط مهم في المفاوضات بين السعودية وإيران، لكنها لم تتطرق إلى تفاصيل الملفات التي نوقشت في الحوارات.
وكان مصدر في مجلس الأمن القومي الإيراني كشف، في حديث لصحيفة "الصباح" العراقية الرسمية اليوم الثلاثاء، عن أجواء المباحثات مع السعوديين، قائلا إن الاجواء في الجولة الرابعة كانت إيجابية.
ولفت إلى وجود رغبة صادقة لدى الجانبين من أجل تطوير العلاقات، مبينا أن طهران تقدمت بمقترحات لتشكيل "نظام أمني إقليمي" يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما قال السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، في تصريح صحافي الثلاثاء، إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لعب دورا مهما في عقد جولات المباحثات المشتركة، مبينا أن "طهران تثمن هذا الجهد، وهي متفائلة بنتائج هذه المباحثات".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أمس الاثنين، أن المباحثات مع السعودية تجرى على أكمل وجه، مشيراً إلى "عدم وجود شرط مسبق من قبل الطرفين لهذه المحادثات".
أما في ما يتعلق بموقف الأمم المتحدة من الوساطة العراقية بين الرياض وطهران، فقد قالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، في مقابلة متلفزة مساء الاثنين، إن البعثة تريد للعراق أن يكون جزءاً من المصالحة، بدلا من كونه ساحة للصراعات والخلافات.
وتابعت "من المهم أن يكون العراق شريكا في المصالحة والحوار، ولا ينبغي أن يكون ضحية للصراعات"، مشيرة إلى أن أمر هذه الحوارات متعلق بدول الجوار.
ولفتت إلى أن الحوارات بين السعودية وإيران إقليمية، ويجب أن تبقى كذلك، على حد قولها.