الحلبوسي يعتزم زيارة إيران وسط استمرار الانسداد السياسي في العراق

الحلبوسي يعتزم زيارة إيران وسط استمرار الانسداد السياسي في العراق

26 ابريل 2022
سيتوجه الحلبوسي الأربعاء إلى طهران على رأس وفد برلماني لبحث عدة قضايا (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة لـ"العربي الجديد" أن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يعتزم زيارة إيران على رأس وفد عراقي، سيجري خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين هناك.

ويجري ذلك في وقت يدخل فيه العراق الأسبوع الرابع على التوالي في حالة الانسداد السياسي الذي يعتبر الأكثر تعقيداً منذ سنوات طويلة، بعد قرار زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر تعليق المفاوضات مع تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى توصف بأنها حليفة لإيران.

وقال عضو في البرلمان العراقي، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن الحلبوسي سيتوجه يوم غد الأربعاء إلى طهران على رأس وفد برلماني، مبيناً أنه سيبحث مع الجانب الإيراني عدداً من الملفات المهمة، فيما سيكون ملف الأزمة السياسية في العراق حاضراً خلال المباحثات.

إلى ذلك، علم "العربي الجديد" من مصادر إيرانية أن الحلبوسي سيلتقي رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والأمين الأعلى للمجلس القومي الإيراني علي شمخاني، مرجحة أن "يعقد الحلبوسي اجتماعاً مع كل من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، والرئيس إبراهيم رئيسي".

وأكدت المصادر أن "الوضع العراقي الداخلي والعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، ستكون حاضرة خلال المباحثات، لكن التركيز سينصب على بحث الوضع السياسي الداخلي في العراق".

إلى ذلك، وصل الحلبوسي وزعيم "تحالف السيادة" خميس الخنجر، ظهر اليوم، إلى أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، والتقى زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مسعود البارزاني.

وذكر مكتب الحلبوسي، في بيان، أن "الجانبين بحثا الوضع السياسي والمعوقات التي تواجه العملية السياسية في العراق، وكان تأكيد لأهمية الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة".

وكان الحلبوسي قد لوّح، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بمراجعة موقفه من المشاركة في العملية السياسية الجارية بشكل كامل. وقال: "سنتخذ مواقف جدية من مجمل المشاركة في العملية السياسية، نظراً لتحكّم المسلحين الخارجين عن القانون، وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة، وإضعاف القانون، والعبث بالنسيج الاجتماعي، إذ لا يمكن أن تُبنى دولة دون العدل والعدالة، ولا يُحترم فيها حق المواطن بالعيش الكريم".

وكان من المفترض أن يجري الحلبوسي زيارة لإيران، نهاية مارس/ آذار الماضي، إلا أنها أجلت. وأكد مكتب الحلبوسي حينها أن التأجيل جاء بسبب "التزامات دستورية وبرلمانية للجانبين، فضلاً عن ظهور عارض صحي لرئيس مجلس الشورى الإيراني".

والأزمة السياسية الحالية في العراق، أو ما بات يُعرف بـ"الانسداد السياسي"، تعود أسبابها إلى إصرار زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، الذي حلت كتلته بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مشروع "حكومة الأغلبية الوطنية"، رافضاً العودة إلى حكومات التوافق السياسي التي شهدها العراق سبع مرات في أعقاب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

يقابل ذلك إصرار من تحالف "الإطار التنسيقي" على حكومة توافقية لا تقصي أياً من القوى الرئيسية، مع وضع شرط أن يكون تشكيل الحكومة الجديدة من خلال الكتلة الكبرى، التي يرون أنها يجب أن تتشكل من القوى السياسية الشيعية حصراً، وهو ما يخالف خطوة الصدر الأخيرة في تحالفه مع "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"تحالف السيادة" الذي يقدّم نفسه ممثّلاً سياسياً عن العرب السُّنة في العراق.

المساهمون