الحكومة اليمنية ترحب بحوار شامل مع الحوثيين وسط تصعيد واسع في مأرب

الحكومة اليمنية ترحب بحوار شامل مع الحوثيين وسط تصعيد عسكري واسع في مأرب

03 أكتوبر 2021
نائب الرئيس اليمني: الضغوط الدولية على الحوثيين "دون المستوى المأمول" (تويتر)
+ الخط -

أبدت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الأحد، استعدادها لإجراء حوار وطني شامل مع جماعة الحوثيين برعاية الأمم المتحدة، وذلك على وقع تصعيد عسكري واسع تشهده محافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد. 

وجاءت هذه التصريحات على لسان رئيس مجلس الشورى، أحمد عبيد بن دغر، أثناء لقائه بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الذي بدأ اليوم جولة جديدة إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار تحركاته لإنهاء الأزمة اليمنية.

وأبلغ بن دغر، المبعوث الأممي، ترحيب الحكومة الشرعية بحوار شامل مع الحوثيين، لكنه اشترط ضرورة استناد ذلك إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وما انتهت إليه مفاوضات السلام التي دارت في الكويت منتصف 2016".

وحسب وكالة "سبأ" التابعة للحكومة اليمنية، فقد أعرب بن دغر، عن أمله في أن يتبنى المبعوث الأممي "خطة شاملة تركز على القضايا الجوهرية للصراع الدموي في اليمن والتي من شأنها أن تحفظ لليمن نظامه الجمهوري، ووحدته وأمنه واستقراره وسيادته، وتعجل بخلاصه من أوزار وتداعيات الحرب".

وأشار المسؤول اليمني، إلى أن الحكومة الشرعية "لازالت ترى أن الوصول إلى حل عادل وشامل، لا يمكن بناؤه خارج إطار المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، والقرارات الأخرى ذات الصلة".

وتطرق بن دغر إلى استخدام جماعة الحوثيين للقوة باستهداف المدنيين في مأرب أو محاولات التقدم المصاحبة للعنف، وقال إنها "لن تحقق للحوثيين سوى مكاسب صغيرة ومؤقته، كما أنها تراكم تعقيدات جديدة في البحث عن حلول سلمية للأزمة، وتجعل طريق السلام محفوفاً بالمخاطر".

وطالب بن دغر، المجتمع الدولي باستخدام كل الوسائل المتاحة لفرض السلام وفقاً لمرجعياته الثلاث، بدءًا بوقف إطلاق النار في كل أنحاء اليمن، ووقف الهجمات على المدنيين، وإطلاق سراح الأسرى، وفتح الطرق والمعابر لضمان وصول المساعدات الإنسانية. 

ولم يصدر أي تعليق فوري من جماعة الحوثيين حول الدعوة الجديدة من الحكومة الشرعية، لكن كبير مفاوضي الجماعة، محمد عبدالسلام، كان قد طرح اليومين الماضيين، شرطا جديدا لوقف الحرب يتمثل بدفع التعويضات، فضلا عن الشروط السابقة المتعلقة برفع الحصار ووقف الغارات الجوية للتحالف السعودي. 

 وكان المبعوث الأممي قد بدأ يوم الأحد زيارة إلى الرياض، في جولة هي الثانية منذ تعيينه رسميا في الخامس من سبتمبر/ أيلول الماضي، وقد تشمل مسقط وعدن وفقا لمصدر أممي لـ"العربي الجديد".

وعقد غروندبرغ لقاء مع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، كُرس لمناقشة التطورات المختلفة في اليمن والجهود الأممية المبذولة لإحلال السلام، وفقا لوسائل إعلام حكومية.

واعتبر نائب الرئيس اليمني، أن التصعيد الحوثي وآخره قصف مدينة مأرب بثلاثة صواريخ باليستية "يكشف تعمّد الجماعة عرقلة كل مساعي السلام ومضاعفة معاناة الشعب اليمني وتعميق أزمته الإنسانية، التي اتضح للعالم أنها آخر اهتمامات جماعة الحوثي الانقلابية". 

ووصف نائب الرئيس اليمني، الدور الدولي الضاغط على الحوثيين بأنه "دون المستوى المأمول"، لافتاً إلى أن ضحايا ما سماه "الإرهاب الحوثي"، كانوا وما زالوا يعولون على دور دولي أكثر حزماً وجدّية لإيقاف صلف وتعنت المليشيات التي تتحكم إيران في قرارها. 

وتتزامن التحركات الدولية الجديدة، مع تصعيد عسكري واسع تشهده الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب، حيث تواصل جماعة الحوثيين هجماتها للتوغل نحو مركز مديرية الجوبة، في مسعى منها لتضييق الخناق على الحكومة المعترف بها دوليا.

وأعلن الجيش اليمني، مساء الأحد، مقتل وإصابة عشرات العناصر الحوثية وتدمير 3 دوريات عسكرية بما عليها من عتاد في جبهة حريب، جنوبي مأرب. 

في المقابل، أحصت جماعة الحوثيين، وقوع 20 غارة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية على مواقعها في مديرية الجوبة، جنوبي مأرب، وهو معدل مرتفع يكشف ضراوة الهجوم البري، فضلا عن 3 غارات على مديرية صرواح، و5 غارات على مديرية كتاف بمحافظة صعدة.