الحكومة الفلسطينية تطالب إدارة بايدن بلجم "الهجمة الاستيطانية"

الحكومة الفلسطينية تطالب إدارة بايدن بلجم "الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة"

18 يناير 2021
أعرب اشتية عن أمله في أن يتكلل الحوار الفلسطيني – الفلسطيني بالنجاح (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الإثنين، بوقف إرهاب المستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ولجم الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل، من أجل تقويض حلّ الدولتين، مناشداً الإدارة الأميركية الجديدة لجم الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة.

وقال اشتية في مستهل جلسة مجلس الوزراء الفلسطيني الأسبوعية المنعقدة، اليوم الإثنين، في مدينة رام الله: "نأمل أن تبذل الإدارة الأميركية الجديدة كل جهد ممكن، من أجل لجم هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل، سواء كان ذلك في مدينة القدس، وما حولها، أو في بقية الأراضي الفلسطينية".

وشدد اشتية على أن قرار الحكومة الإسرائيلية بإنشاء 760 وحدة استيطانية، يدلّ ليس فقط على سباق الزمن الذي تقوم به إسرائيل مع الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، "بل أنها تستقبل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بهذه الحزمة من المشاريع الاستيطانية".

وأشار إلى أن هذه الهجمة ترافقها هجمة أخرى تتعلق بإرهاب المستوطنين، وما جرى في قرية مادما جنوب نابلس بحق الطفلة حلا القط يوم أمس، هو نموذج يتكرّر بشكل يومي بكامل الأراضي الفلسطينية، والاعتداء ليس فقط على الأطفال وشجر الزيتون ومزارع الفلاحين، ولكنه يطاول معظم مقدرات الشعب الفلسطيني.

وأصيبت الطفلة حلا القط، أمس الأحد، بجروح بحجر مباشر رشقه المستوطنون على وجهها، خلال تواجدها قرب منزلها عند هجوم المستوطنين على المنازل الفلسطينية في قرية مادما جنوب نابلس، وحاول المستوطنون اختطافها، لكن الأهالي وأقاربها تمكنوا من إنقاذها.

وأكد اشتية ضرورة أن يقف العالم بكل جدية أمام مسؤولياته، وأن يحمي مشروع حلّ الدولتين، الذي ينال إجماعاً دولياً، وأن يلجم إسرائيل بوقف الهجمة الاستيطانية ووقف هجمات المستوطنين.

وفي سياق آخر، طالب اشتية بالإفراج الفوري عن الطفل المقدسي عبد الرحمن البشيتي (15 عاماً)، المصاب بأمراض مزمنة، وقد تعرّض في سجون الاحتلال لأقسى أنواع التعذيب.

على صعيد آخر، وحول المرسوم الرئاسي بشأن تحديد موعد الانتخابات العامة، قال اشتية: "رحبنا بالمراسيم والانتخابات، ونكرّر القول إن الحكومة جاهزة لتضع كلّ ما هو ممكن من أجل إنجاح العملية الانتخابية التي نريدها، ونحتاجها ليس فقط من أجل إنهاء الانقسام، ولكن أيضاً من أجل إعادة الوهج الديمقراطي للمؤسسة الفلسطينية، وللحياة اليومية بشكل ديمقراطي لشعبنا في الأراضي الفلسطينية، وحيثما كان، هذه الانتخابات جاءت لتعزيز مشروعنا الوطني، ولإعادة صياغة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس ديمقراطي".

أكد اشتية ضرورة أن يقف العالم بكل جدية أمام مسؤولياته، وأن يحمي مشروع حلّ الدولتين، الذي ينال إجماعاً دولياً، وأن يلجم إسرائيل بوقف الهجمة الاستيطانية ووقف هجمات المستوطنين

وأعرب اشتية عن أمله في أن يتكلل الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الذي سيعقد في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، في القاهرة بحضور جميع الفصائل، بالنجاح، وقال: "إن بند النقاش سيكون متعلقاً بكيفية نجاح الانتخابات، ونعول عليه كثيراً، ونأمل ألا تكون هناك أية عقبات تذكر".

وأكد اشتية أنه سيتم الطلب من إسرائيل بشكل رسمي أن تلتزم بالاتفاقيات بتمكين مشاركة أهالي القدس في الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً، كما طالب الاتحاد الأوروبي بأن يتم تحضير فريق من مراقبين دوليين على هذه الانتخابات، وبشكل أساسي المساعدة في عملية الانتخابات بالقدس.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني المواطنين للتسجيل بالانتخابات، لكي تكون عرساً وطنياً حقيقياً، وكذلك إلى أوسع مشاركة فيها، لتكون للعملية الديمقراطية مصداقية ومشاركة شعبية واسعة، وأيضاً أن يكون للمجلس التشريعي المنتخب هذا الوزن في عيون المواطنين.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان صحافي، اليوم الإثنين، "إن العقلية الإسرائيلية الرسمية هي التي تدعم إرهاب المستوطنين، الذين ينفذون اعتداءاتهم على أبناء الشعب الفلسطيني، وآخرها مهاجمة قرية مادما جنوب نابلس أمس، ومحاولة اختطاف الطفلة حلا مشهور القط (11 عاماً) بعد الاعتداء عليها بالضرب وإصابتها بجروح في رأسها ووجهها".

وأضافت الخارجية: "إن اختطاف حياة الفلسطينيين، والاستيلاء على أرضهم، يسيطران على مفاصل الحكم لدى سلطات الاحتلال، ويتغذيان وينتشران من خلال أيديولوجيا يمينية ظلامية متطرفة".

وأوضحت الخارجية أن هذه السياسة تصاعدت منذ وصول بنيامين نتنياهو إلى الحكم عام 2009، وتتكرر مشاهد الاستهتار الإسرائيلي بحياة الفلسطيني وأرضه وممتلكاته يومياً وعلى مدار الساعة، وتتعامل معه ومع مقومات وجوده الإنساني في وطنه كأشياء زائدة، أو ميدان للتدريب والرماية.

وذكرت الخارجية أن هذه العقلية هي التي تخطط وتنفذ عملية الاستيلاء على الأراضي، لصالح المستوطنات، وتهدم وتحرق المنازل والمنشآت بما فيها المساجد والكنائس والمدارس، وهي ذاتها التي تغلق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين المسلمين، وهي التي تعتدي على المسجد الأقصى المبارك.

وأعربت الخارجية الفلسطينية عن استغرابها لقدرة المجتمع الدولي على التعايش والتأقلم مع هذه المأساة التي تتكرّر بشكل يومي، على مرأى ومسمع من العالم، الذي يرفع راية حقوق الإنسان والقانون الدولي ومحاربة القوى الظلامية وفي مقدمتها الاحتلال ويتغنى بها.

واستنكرت الخارجية الفلسطينية سياسة الكيل بمكيالين والازدواجية في المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع القضايا الدولية، الذي لا ينتصر للحق الفلسطيني، وفقاً لمبادئه وقوانينه المعلنة.

اعتقالات في الضفة والقدس... واقتحام للأقصى

ميدانياً، واصل المستوطنون، اليوم الإثنين، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة طاولت 15 فلسطينياً على الأقل.

واقتحمت مجموعات من المستوطنين اليوم، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، في وقت تفرض تلك القوات قيوداً على دخول المقدسيين إليه، وتمنع من هم من غير سكان البلدة القديمة من دخولها، بزعم الإجراءات المفروضة لمواجهة فيروس كورونا.

واعتقلت قوات الاحتلال بالقرب من باب الناظر المعروف بباب المجلس صباح اليوم، أحد حراس المسجد الأقصى وهو طارق صندوقة بعد مشادة مع جنود الاحتلال الذين حاولوا إخضاعه لتفتيش وإعاقة التحاقه بعمله، وفق ما أفاد بذلك ناطق باسم مكتب الأحوال في دائرة الأوقاف الإسلامية (فضل عدم ذكر اسمه)، في حديث لـ"العربي الجديد"،  فيما أفادت مصادر صحافية بأنه تم الإفراج عن صندوقة بعد اعتقاله صباح اليوم، واقتياده لمركز شرطة الاحتلال.

في سياق آخر، أفاد "نادي الأسير الفلسطيني" بأنّ قوات الاحتلال اعتقلت 15 مواطناً فلسطينياً على الأقل من محافظات رام الله، والبيرة، والخليل، وبيت لحم، ونابلس، والقدس، حيث تركزت عمليات الاعتقال في القدس وبلداتها.

واقتحمت قوة من حرس الحدود وشرطة الاحتلال فجر اليوم، بلدتي الطور والعيسوية وسط القدس المحتلة، ونفذت حملة من المداهمات والاعتقالات طاولت 5 شبان وأرهبت الأهالي باستخدام الكلاب البوليسية خلال تفتيشها المنازل في العيسوية، بينما اعتقلت شابين من بلدتي الزعيم وأبو ديس في القدس.

وكانت بلدتا العيسوية والطور شهدتا على مدى الأيام الماضية، مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال تخللها قيام شبان بإضرام النار في مركبتين للمستوطنين قرب البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي الفلسطينيين وسط بلدة الطور.

وفي مخيم شعفاط شمالي القدس، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم، حي رأس خميس من أراضي المخيم، ونفذت عمليات دهم وتفتيش للمنازل وورش البناء في المنطقة، ترافق ذلك مع عملية إحصاء للسكان هناك، ودهم الاحتلال منزل الفتى أيهم أبو مفرح في الطور، وسلّمت ذويه بلاغاً، لمراجعة مخابراتها.

في شأن آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مواطنين فلسطينيين من قرية كوبر شمال غربي رام الله وسط الضفة، إضافة لاعتقال شاب من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم جنوبي الضفة، بينما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من قرية دير أبو ضعيف شرقي جنين شمالي الضفة عقب اقتحام القرية.

على صعيد منفصل، أفادت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، اليوم الإثنين، باستقرار الحالة الصحية للأسير مهران عياد (35 عاماً) من بلدة سلواد شرق رام الله، وذلك بعد خضوعه يوم أمس، لعملية جراحية في القلب، حيث يقبع الأسير عياد حالياً بمشفى "سوروكا" الإسرائيلي، ولا يزال تحت أجهزة التنفس والمراقبة، مشيرة إلى أن الأسير لم يكن يعاني من شيء في السابق، لكن تدهوراً مفاجئاً طرأ على وضعه الصحي، وإثر ذلك جرى نقله إلى المشفى.

من الجدير ذكره أن الأسير عياد معتقل منذ عام 2009 ومحكوم بالسجن 15 عاماً ونصف العام، وقبل نقله إلى المشفى كان يقبع بمعتقل "النقب" الصحراوي.

المساهمون