استمع إلى الملخص
- تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، حيث أحرز الجيش تقدمًا، ودعا التحالف المدني الديمقراطي إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات.
- شدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة وقف القتال في السودان دون تدخل خارجي، داعيًا لحوار وطني شامل لتحقيق الوفاق الوطني.
اتهم وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، قوات الدعم السريع بتصعيد استهدافها لمخيمات النازحين في دارفور، غربي البلاد، في حين تواصلت المعارك العنيفة بعدد من المحاور بولاية الخرطوم. وقال الإعسير، في بيان صحافي اليوم الأربعاء، إن "مليشيا الدعم السريع تستمر في ممارسات انتهاكاتها ضد المدنيين العزل، وصعَّدت هجماتها ضد معسكرات النازحين في دارفور، بما في ذلك معسكر زمزم للنازحين، وهو واحد من أكبر معسكرات النزوح في ولاية شمال دارفور"، مبينا أن حكومة السودان تدين بشدة "الحوادث المأساوية المتكررة" التي يتعرض لها معسكر زمزم، والسكان المدنيون في مدينة الفاشر، ومواقع أخرى من حرق وتدمير للممتلكات، التي أسفرت عن "معاناة جديدة تضاف إلى معاناة المدنيين الأبرياء الذين هم في أمس الحاجة إلى الحماية والمساعدة".
وأضاف وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية أن "تلك الانتهاكات تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وتجب محاسبة المسؤولين عنها وملاحقتهم جنائيا"، داعيا إلى "تصنيف مليشيا الدعم السريع المتمردة كتنظيم إرهابي وفقا للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم مثل هذه الأفعال التي تهدد سلامة النازحين وكرامتهم الإنسانية"، وفقا لما جاء في البيان. واستنكرت الحكومة السودانية، ما سمته "الصمت الدولي إزاء هذه الممارسات البشعة من قبل المليشيا (قوات الدعم السريع)"، وتعهدت بمواصلة جهدها من أجل دعم حقوق النازحين وضمان بيئة آمنة لهم. وحث الإعيسر المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية على "تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الانتهاكات الخطيرة".
وتتعرض مدينة الفاشر منذ مايو/ أيار الماضي لحصار من قبل قوات الدعم السريع في مسعى للسيطرة عليها وضمها لمدن أخرى وعواصم ولايات بدارفور استولت عليها خلال الحرب. من جهتها، عبّرت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها من تصاعد هجمات قوات الدعم السريع حول الفاشر وفرض الحصار على المدينة ومخيم زمزم، كما عبرت عن قلقها البالغ بشأن سلامة موظفيها ومئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون بالفعل تحت القصف والجوع في أكبر مخيم للنازحين في السودان.
ميدانيا، تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعدد من المحاور بولاية الخرطوم. وطبقا لشهود عيان، فإن الجيش أحرز تقدما بمناطق جنوب ووسط الخرطوم، واقترب لحد كبير من القصر الرئاسي، كما وقعت انفجارات عنيفة بمحيط قاعة الصداقة، غرب مدينة الخرطوم.
إلى ذلك، قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة، إن رئيسه عبد الله حمدوك، وجه رسالة لمجلس السلم والأمن الأفريقي حول الأزمة السودانية، وذلك قبيل جلسة المجلس يوم الجمعة المقبل لمناقشة الأزمة السودانية. ودعت الرسالة مجلس السلم الأفريقي، حسب بيان التحالف، إلى "تسليط الضوء على تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين، وتفاقم أزمات النزوح واللجوء والجوع، وانهيار البنية التحتية"، مشددة على "ضرورة اتخاذ قرارات جادة في جلسة المجلس المرتقبة، بشأن جعل الأزمة كأولوية ضمن الأجندة الدولية، نظراً لما تشكله من تهديد خطير للسلم والأمن الإقليمي والدولي".
كما دعا التحالف إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وضمان حماية المدنيين من خلال "إجراءات فعالة وآليات رقابة صارمة، والتوصل لوقف إطلاق نار فوري، وإطلاق عملية حوار سوداني مدني توفر إطاراً لإقرار سلام شامل وعادل ومنصف، يعالج جذور الأزمة في السودان، عدا التأكيد على غياب الشرعية في السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر، والتشديد على أن رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي يجب أن يكون مشروطًا بتحقيق تقدم فعلي في وقف الحرب وإحلال السلام، عبر عملية شرعية تؤدي إلى تحول مدني ديمقراطي".
لافروف يؤكد دعم وقف القتال في السودان
في سياق آخر، جدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تأكيده "ثبات الموقف المبدئي الروسي من ضرورة الإسراع في وقف أعمال القتال في السودان من دون التدخل من الخارج". وقال لافروف في مؤتمر صحافي في ختام محادثاته مع نظيره السوداني، علي يوسف شريف، بموسكو: "أكدنا موقفنا المبدئي من ضرورة وقف أعمال القتال في أسرع وقت وإطلاق حوار وطني عام يشمل ممثلي كافة القوى السياسية والعرقية، على أن يهدف، بالطبع، إلى تحقيق الوفاق الوطني والعودة إلى الحياة السلمية في أسرع وقت. ونندد بأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السودانية".