الحكومة الأفغانية: اشتراط تنحي غني لإنجاح عملية السلام أجندة أجنبية

الحكومة الأفغانية: اشتراط تنحي غني لإنجاح عملية السلام أجندة أجنبية

23 يوليو 2021
الحكومة الأفغانية ترفض شروط "طالبان" (شاه مرعي/ فرانس برس)
+ الخط -

لم تتأخر الحكومة الأفغانية في الرد على اشترط حركة "طالبان"، اليوم الجمعة، التفاوض على حكومة جديدة في كابول، ورحيل الرئيس أشرف غني لتحقيق السلام في أفغانستان، معتبرة ذلك أجندة أجنبية لن تسمح بتنفيذها.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية، دواء خان مينه بال، في بيان، "هذه أجندة باكستانية ومحاولة لتكرار ما حدث في تسعينيات القرن الماضي حيث أخطأ الرئيس الأفغاني آنذاك الدكتور نجيب الله عندما قدم الاستقالة بأمل أن يحصل السلام ولكن ما حصل هو الحرب الأهلية".
وأضاف أن "الشعب الأفغاني لن يكرر هذا الخطأ وأن من يخلف الرئيس الأفغاني هو من سيعينه الشعب عن طريق الانتخابات".
بدوره قال المسؤول الثقافي في القصر الرئاسي، محبوب شاه محبوب، في بيان، إن "ما تشترطه طالبان هو بالضبط ما حصل في التسعينيات، حيث مد الرئيس الأفغاني آنذاك نجيب الله يد المصالحة إلى الأحزاب الجهادية، ولكنها رفضت ذلك وطلبت استقالته، أخيراً هو قدم الاستقالة بأمل إقرار الأمن والسلام في البلاد، ولكن حصل ما حصل، حيث بات جنرالات الجيش الأفغاني يعملون في مصانع الطوب في باكستان، وهذا الأمر لن يحصل هذه المرة".
وأضاف شاه محبوب أن "طالبان قالت في البداية إنها تريد السلام بعد خروج القوات الأجنبية، والآن عندما حصل ذلك يشترطون استقالة الرئيس الأفغاني"، مشيراً إلى أن "أفغانستان اليوم ليست كما كانت في تسعينيات، هناك ملايين الفتيات والشباب يذهبون إلى المدارس والجامعات، وبالتالي فإن الشعب يرفض الأجندات الأجنبية".
كذلك أثارت الخطوة ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الكاتب والوجه السياسي المعروف، محمد إسماعيل يون، على حسابه بموقع "فيسبوك"، أنّ "المقارنة بسيطة بين التسعينيات والآن، آنذاك طلبت الأحزاب الجهادية من دكتور نجيب الاستقالة والآن طالبان تريد ذلك من أشرف غني، وهناك حلقة خاصة داخل الحكومة متحركة ضد غني كما كان الأمر إبان حكومة نجيب".
كذلك كتب الشاعر والكاتب الأفغاني، مير أحمد ياد، على صفحته في "فيسبوك"، أنّ ما كانت تريده "طالبان" من وراء شعارها بتشكيل حكومة إسلامية هو أن يتنحّى الرئيس الأفغاني، موضحاً أن الأخير دعا "طالبان" إلى أن تستعد لإجراء الانتخابات وأن تنافس على أصوات الناخبين، لكن "طالبان" ترفض ذلك.
وكتب الناشط الأفغاني نعمان دوست على "فيسبوك" "كل هذه الحرب وهذا الدمار من أجل أن يتنحى الرئيس الأفغاني، هذا أمر عجيب".

في المقابل قال السياسي عبد الستار سعادت، في تغريدة له على "تويتر"، "آن الأوان أن يختار الرئيس الأفغاني بين البقاء في السلطة أو الحفاظ على المصالح الوطنية".
وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أوضح المتحدث باسم "طالبان" سهيل شاهين، وهو أيضاً عضو في فريقها المفاوض، أن الحركة ستلقي أسلحتها عندما يتم تشكيل حكومة تفاوضية مقبولة لجميع الأطراف، وتذهب حكومة غني، موضحاً أن "طالبان" لا تؤمن باحتكار السلطة.
ولاحقاً نقلت قناة "الجزيرة" عن الناطق باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، محمد نعيم، قوله "ننفي أن تكون الحركة قد طالبت بإقالة الرئيس الأفغاني أشرف غني كشرط لوقف إطلاق النار".