الحريري ينضم إلى تحركات داعمة له في بيروت: "اسمعوني غداً"

الحريري ينضم إلى تحركات داعمة له في بيروت: "اسمعوني غداً"

23 يناير 2022
تتجه الأنظار إلى كلمة الحريري غداً (حسين بيضون)
+ الخط -

انضم رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري إلى التحرك الذي نفذه مناصروه أمام بيت الوسط في بيروت اليوم الأحد، مؤكداً لهم أن "الأيام التي نمرّ بها صعبة، وهذا البيت سيبقى مفتوحاً لكم ولكل اللبنانيين"، طالباً منهم الاستماع إليه غداً، قبل أن ينتقل إلى عين التينة للقاء رئيس البرلمان نبيه بري.

وينفذ مناصرو "تيار المستقبل" سلسلة تحركات، أبرزها كان أمس السبت في "معقلهم" الطريق الجديدة، واليوم أمام بيت الوسط في بيروت، دعماً للحريري ونهجه السياسي ورفضاً لقرار عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المنتظر عقدها في مايو/أيار المقبل.

وأكد المشاركون في التحرك وغالبيتهم توافدوا من مناطق في شمال لبنان محسوبة بشعبيتها على التيار أن "رئيس المستقبل سعد الحريري لا بديل عنه في الساحة السنية واللبنانية عامةً، ولا يمكن لغيره النهوض بالبلد، وعليه الاستمرار في الحياة السياسية والنيابية لاستكمال مشروعه السياسي لبناء الدولة".

وشدد المناصرون من أمام مقر الحريري في التحرك الذي انضم اليه أيضاً نواب وقادة في "تيار المستقبل" على أنهم لن يتخلوا عنه، ولن يسمحوا بترك الساحة للغير، ولا سيما الخصوم الذين سيسارعون لاستغلال عزوفه وابتعاده عن المشهد السياسي، سواء على صعيد الطائفة السنية أو محلياً وداخلياً وخارجياً.

وتتجه الأنظار إلى كلمة الحريري يوم غد الاثنين، والتي من المتوقع أن يعلن فيها عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية، بعدما عجزت المشاورات الأخيرة التي قام بها مع عددٍ من القادة السياسيين ومسؤولين في تياره عن ثنيه عن قراره ودفعه إلى التراجع عن هذه الخطوة.

تتجه الأنظار إلى كلمة الحريري يوم غد الاثنين التي من المتوقع أن يعلن فيها عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية

ومن المرتقب أن يحسم الحريري أيضاً الاثنين مصير "تيار المستقبل" السياسي الانتخابي مع تأكيد نوابه ومسؤولين حزبيين أنهم غير محاطين بجوّ القرار الذي سيتخذه بهذا الصدد، وسط معلومات ترددت عن أنه سيترك الخيار للنواب بالمشاركة في الاستحقاق، ولكن بصفتهم الشخصية لا الحزبية، الأمر الذي يفتح علامات استفهام عدة حول مصير قياديين في التيار، على رأسهم عمته النائبة عن صيدا جنوب لبنان بهية الحريري، والذين يرغبون في خوض غمار الانتخابات، وهو ما تركز البحث بشأنه في البيت الحزبي الداخلي، والذي أدى إلى طرح مجموعة مسارات على الحريري لبقاء التيار وخوضه الاستحقاق النيابي.

وعاد الحريري قبل أيام إلى بيروت بعد غياب استمر لأكثر من ثلاثة أشهرٍ، بهدف إجراء مشاورات ولقاءات يعلن بعدها جملة مواقف سياسية، يتوقع أن تكون صريحة وحادة ويحدد فيها مسار المرحلة المقبلة بالنسبة إليه وتياره السياسي الذي لم يغب عن أي استحقاق انتخابي منذ التسعينيات بعكس الحريري شخصياً الذي كثرت غيباته، أبرزها الأطول عام 2011 وللمصادفة أن اعتكافه تزامن مع تشكيل نجيب ميقاتي حكومته، وهي خطوة كان لها وقعها السلبي على "تيار المستقبل".

أسباب نية الحريري عدم الترشح

ورُبِط قرار الحريري في حال عزوفه عن الترشح للانتخابات بعوامل عدّة، أبرزها عدم رغبته في خوض الاستحقاق بتحالفات لن تكون على مستوى تطلعاته، وخصوصاً بعد خيباته الكثيرة من الحلفاء قبل الخصوم، كما أن دخوله الانتخابات من دون تحالفات سيلحق به وبتياره خسائر كبيرة، هو الذي يعاني أصلاً من تراجع في شعبيته، ولا سيما بعد التسوية الرئاسية التي عقدها مع صهر الرئيس ميشال عون النائب جبران باسيل، عدا عن تراجع شعبية القوى السياسية عامةً بعد انتفاضة 17 أكتوبر 2019، والتي أدت إلى استقالته حينها من رئاسة الحكومة.

ومن العوامل أيضاً التي رُبطت بقرار الحريري المرتقب أزمته المالية الحادة التي يعانيه،ا وأدت إلى إقفال غالبية مؤسساته، والتي لن تسمح له بتمويل حملته الانتخابية بالشكل المطلوب، إضافة إلى مقاطعة المملكة العربية السعودية له.

وقد حرص عدد من النواب، سواء في "تيار المستقبل" أو خارجه من المؤيدين للحريري، على تأكيد أن عزوفه عن الترشح يعني حتماً خروجهم أيضاً من المعركة الانتخابية.

وكان رئيس الوزراء الأسبق تمام سلام قد أعلن عن نيته عدم الترشح للانتخابات النيابية، في تصريح فتح باب التساؤلات عن خطوة نفسها قد يقدم عليها رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، الذي تردد اسمه كثيراً لخلافة الحريري، ورئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي الذي تؤكد أوساطه أنه لم يحسم قراره بعد، والذي سيكون متصلاً بعوامل وحسابات كثيرة في طور دراستها.