استمع إلى الملخص
- نفى اللواء أحمد وحيدي مزاعم انخفاض مخزون إيران الصاروخي، مؤكداً استعداد إيران لحرب شاملة وكشف ابتكارات جديدة قريباً.
- لم يعلن المرشد الإيراني حالة الحرب رغم التوترات، ووافق البرلمان على مناقشة قانون لتشديد العقوبات على المتعاونين مع الحكومات المعادية، مع حظر استخدام المسؤولين للأجهزة المتصلة بشبكات التواصل.
شعبة "أمان" هي أحد الأجهزة الأمنية الأكثر أهمية وسرية في إسرائيل
حاولت إسرائيل فرض رقابة على ما حصل لكن القناة 12 كشفت الأمر
وحيدي: القوات المسلحة الإيرانية أعدّت نفسها لحرب شاملة
أعلن الحرس الثوري في إيران في بيان جديد، اليوم الثلاثاء، استهداف مركز المعلومات العسكرية للجيش الإسرائيلي المسمّى بـ"أمان"، وكذلك مركز تخطيط عمليات الاغتيال التابع لـ"الموساد" في تل أبيب، وذلك بعد موجة صواريخ صباحاً طاولت مواقع عدّة داخل الأراضي المحتلة. وجاء هذا في وقت أعلن الاحتلال الإسرائيلي من جانبه اغتيال قائد أركان الحرب علي شادماني، الذي وصفه بأنه "أرفع قائد عسكري للنظام الإيراني".
وشعبة "أمان" هي "شعبة الاستخبارات العسكرية"، وأحد الأجهزة الأمنية الأكثر أهمية وسرية في إسرائيل، فيما جهاز الموساد هو "هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة"، وهي وكالة الاستخبارات الإسرائيلية المركزية، ومجال عملها خارج حدود إسرائيل، وفق المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية. وقال الحرس الثوري الإيراني في بيانه، إن القوات الجو-فضائية التابعة له استهدفت في هجمات صباح اليوم الثلاثاء، مركز المعلومات العسكرية للجيش الإسرائيلي المسمّى بـ"أمان"، وكذلك مركز تخطيط عمليات الاغتيال التابع لـ"الموساد" في تل أبيب، قائلاً إنّ هذا المركز يشتعل بالنيران في الوقت الراهن. وأكد الحرس أن الهجوم جاء "ضمن عملية نوعية ومؤثرة".
وحاول الاحتلال الإسرائيلي فرض رقابة على ما حصل، لكن القناة 12 العبرية نشرت صوراً من المكان زاعمةً أنها لمحطة حافلات، لكن لافتة تحمل شعار شعبة "أمان" فضحت الأمر، وقد جرى تناقل الصور على نطاق واسع عبر تطبيق المراسلة "تليغرام".
ومن جانبه، لفت مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء أحمد وحيدي، إلى أن القوات المسلحة الإيرانية قد أعدّت نفسها لحرب شاملة، مؤكداً "لقد أخذنا جميع الاحتمالات في الحسبان، وهيّأنا أنفسنا لمواجهة أيّ ظرف في ميادين الحرب".
إيران تنفي تدمير ترسانتها الصاروخية
وفي سياق متصل، نفى وحيدي "مزاعم حول انخفاض مخزون إيران الصاروخي"، قائلاً إنّ "الحديث عن تراجع مخزوننا من الصواريخ مجرد مزاح، فما زلنا لم نستخدم قدراتنا الصاروخية الاستراتيجية على نحوٍ كافٍ، وسندخل أسلحتنا الحديثة إلى الميدان متى اقتضت الضرورة، وإن صواريخنا من الجيل الجديد ليست سوى جزء من هذه القدرات"، وتابع وحيدي أن بلاده ليست "قلقة" من إطالة أمد الحرب، متوعداً بأن "العدو سيرى في الأيام القادمة ما ستدخله إيران من ابتكارات في الميدان"، وأكد أن "الظروف الميدانية على جميع الأصعدة تميل لصالح إيران، يوماً بعد يوم"، مشدداً على أنه "لا أساس من الصحة لمزاعم الكيان الصهيوني بتدمير الترسانة الصاروخية الإيرانية"، وقال إن "الجميع سيرى في المستقبل القريب ما تتمتع به القوات المسلّحة الإيرانية من قدرات وإمكانات في شتى المجالات".
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع في إيران العميد رضا طلايي، استخدام طهران صاروخاً للمرة الأولى اليوم، قائلاً: "لم يدرك الكيان الصهيوني ذلك مطلقاً وسوف يشهدون المزيد من هذه المفاجآت"، وقال في حديث مع قناة الخبر الإيرانية، إن "شعبنا يواجه حرباً مفروضة، والعدو يسعى إلى الإضرار بقدرات وإمكانات جميع أفراد الشعب"، مضيفاً "نحن في موقف دفاعي، ونستخدم جميع إمكاناتنا الهجومية والدفاعية"، ومؤكداً أن "العدو لا يستطيع تحمّل حرب طويلة الأمد، وفي المستقبل سيُكسر ظهر الكيان الصهيوني".
خامنئي لم يعلن حالة الحرب
إلى ذلك، أكّد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغيري، اليوم الثلاثاء، أن القائد العام الأعلى للقوات المسلحة (المرشد علي خامنئي) لم يُعلن بعد حالة الحرب في البلاد، مضيفاً أنه "في حال إعلان حالة الحرب، تكتسب جميع الإجراءات والإجراءات القضائية طابعاً استثنائياً"، وخلال الأيام الأربعة الماضية، اعتقلت الأجهزة الأمنية والشرطية الإيرانية، المئات بتهمة التجسس لصالح إسرائيل أو دعمها إعلامياً.
وفي السياق، وافق البرلمان الإيراني، بحسب ما أعلنه عضو هيئة رئاسته النائب علي رضا سليمي، على إدراج مقترح قانون "تشديد العقوبات على المتعاونين مع الحكومات الأجنبية المعادية" على جدول أعمال الجلسة غير الرسمية للمجلس، وقد وافق النواب كذلك على هذا الاستعجال بدرجتين في مناقشة المقترح المذكور.
ومن ناحية أخرى، أصدرت قيادة الأمن السيبراني في إيران، اليوم، أمراً بحظر استخدام المسؤولين وفرق الحماية المرافقة لهم لجميع أنواع المعدات والأجهزة المتصلة بشبكات التواصل والاتصالات العامة.
الاحتلال يعلن "اغتيال أرفع قائد عسكري" في إيران
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال "أرفع قائد عسكري للنظام الإيراني"، وجاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، أنه "في أعقاب معلومات استخبارية دقيقة، وانتهاز فرصة عاجلة خلال ساعات الليلة الماضية، هاجمت طائرات حربية لسلاح الجو، مقرّ قيادة مؤهل في قلب طهران وقضت على علي شادماني، رئيس أركان الحرب (على حدّ تعبير البيان) في إيران، وأعلى قائد عسكري، والأكثر قرباً إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي".
ووفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي: "شغل شادماني منصب رئيس أركان الحرب الإيرانية، وقائد قيادة الطوارئ للقوات المسلحة، وقد أشرف على الحرس الثوري وعلى الجيش الايراني. في بداية الحرب عُيّن لقيادة القوات المسلحة الإيرانية بعد أن جرى القضاء على سلفه غلام علي رشيد خلال الضربة الافتتاحية للعملية"، وتابع: "تُعتبر قيادة الطوارئ تحت قيادته، مسؤولة عن إدارة الحرب والمصادقة على الخطط الهجومية الإيرانية. في مناصبه المختلفة عمل وأشرف مباشرةً على الخطط الهجومية الإيرانية لاستهداف دولة إسرائيل. قبل القضاء على سلفه، شغل شادماني منصب نائب قائد قيادة الطوارئ ورئيس هيئة العمليات في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية".
وختم جيش الاحتلال بيانه بالقول إن "تصفية شادماني تضاف إلى سلسلة استهدافات طاولت هرم القيادة العسكرية الإيرانية، وتشكل ضربة إضافية للقوات المسلحة الإيرانية". وقال مراسل "العربي الجديد" في طهران إنّه لا يوجد تأكيد إيراني بعد لاغتيال علي شادماني، وهو قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، وليس القائد العسكري الإيراني الأعلى، إذ إن أرفع قائد عسكري إيراني في الوقت الراهن هو اللواء عبد الرحيم موسوي، قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة. وعيّن خامنئي، الجمعة، اللواء شادماني قائداً لمقرّ خاتم الأنبياء المركزي التابع لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، خلفاً للواء غلام علي رشيد، الذي كان من ضمن القيادات العسكرية الإيرانية التي اغتالتها إسرائيل فجر اليوم نفسه، مع إطلاق حربها على إيران.
ويُعتبر مقر خاتم الأنبياء المركزي، مقر القيادة القتالية الموحدة للقوات المسلحة الإيرانية، المكلف بتخطيط العمليات العسكرية المشتركة وتنسيقها بين هذه القوات. ودعا المرشد الإيراني شادماني بعد تعيينه، إلى "التخطيط والتوجيه الاستراتيجي والعملياتي في مواجهة التهديدات، والتعرّف الدقيق إلى الاستعدادات القتالية للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، باتباع نهج يعزز التعاون مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة".
والتحق شادماني عام 1980 بالحرس الثوري وقاد فرقة "32 الأنصار الحسين" لعامين منذ 1986. ثم شغل منصب قائد العمليات بالسلاح البري في الحرس من عام 1988 إلى 1996. وتولى قيادة الفرقة الثالثة للقوات الخاصة في الحرس من 1996 لمدة خمس سنوات، ثم قيادة مقر النجف حتى عام 2003. وأوكلت إليه عام 2005 رئاسة إدارة العمليات في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية واستمر في المنصب سبع سنوات.