الجيش اللبناني يواصل انتشاره جنوباً على وقع الخروقات والتحذيرات الإسرائيلية

13 ديسمبر 2024
الجيش اللبناني أثناء إخلاء الطرق في بلدة الخيام، 12 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواصل الجيش اللبناني انتشاره في القرى الحدودية جنوب لبنان لإزالة الذخائر وفتح الطرقات، بينما تستمر الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
- التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالبابا فرنسيس في الفاتيكان، مؤكدًا على الوحدة الوطنية اللبنانية والعيش المشترك، ودعا للضغط على إسرائيل بشأن الأسرى والانسحاب من الأراضي اللبنانية.
- أعلنت فرنسا عن تسليم 100 طن من المساعدات الإنسانية للبنان، تشمل الخيم ومستلزمات النظافة والأغذية العلاجية، لدعم الأزمة اللبنانية.

يواصل الجيش اللبناني انتشاره في القرى الحدودية جنوبي لبنان تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، في وقتٍ تستمرّ الخروقات الإسرائيلية، وآخرها استهداف جيش الاحتلال اليوم الجمعة منطقة تبنا قرب البيسارية في قضاء صيدا. وذكّر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم سكان جنوب لبنان و"حتى إشعارٍ آخر" بحظر الانتقال جنوباً إلى القرى ومحيطها، مهدداً إياهم بالاستهداف وتعريض أنفسهم للخطر. وطلب المتحدث باسم جيش الاحتلال من السكان عدم العودة إلى عددٍ كبيرٍ من القرى الجنوبية، بينها الطيبة، والطيري، والخيام، وخربة، والماري، والعديسة، والقليعة، وصليب، وأرنون، وعين عرب مرجعيون، والبستان، والضهيرة، والناقورة، وابل السقي، والخريبة، وبيت ليف، وبنت جبيل، ودبعال، ودبين، ودير ميماس، ودير سريان، وحولا، وحلتا، ويارون، ويارين، وطير حرفا، ورب ثلاثين، ومركبا، ومحيبيب، وراشيا الفخار، وشبعا.

كذلك، يواصل جيش الاحتلال خروقاته للأجواء اللبنانية، ومن ضمنها بيروت ومحيطها، بحيث إن طائراته تحلّق ومنذ أمس بكثافة فوق العاصمة والمناطق الساحلية، إضافة إلى المناطق الجنوبية. وتعمل وحدات من الجيش اللبناني منذ الصباح على فتح الطريق الرئيسي المؤدي إلى بلدة الخيام - مرجعيون والممتد من شمالها إلى جنوبها، من خلال إزالة الردم والذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي، كما تقوم بالانتشار داخل البلدة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك ضمن خطة الانتشار في المنطقة.

‏وتعيد قيادة الجيش اللبناني تأكيد خطورة اقتراب المواطنين من المنطقة، وأهمية التزامهم بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار، مع الإشارة إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خرقاً فاضحاً أمس مع بدء انتشار الجيش اللبناني باستهداف مدينة الخيام، ما أسفر عن سقوط شهيدٍ. وتستمرّ وحدات الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي، منها اليوم الجمعة في البقاع الغربي.

ميقاتي يلتقي البابا فرنسيس

سياسياً، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال لقائه البابا فرنسيس، أنّ "الوحدة الوطنية لا تزال تميّز وطننا وشعبنا رغم كل الظروف والتطورات"، مشدداً على تمسك اللبنانيين بـ"العيش الواحد وبدور لبنان الرسالة في المنطقة"، داعياً في الآن نفسه إلى "الضغط على إسرائيل لجلاء موضوع الأسرى اللبنانيين في إسرائيل والإسراع في الانسحاب من الأراضي اللبنانية، تنفيذاً لتفاهم وقف إطلاق النار".

​وكان رئيس الحكومة اللبنانية وصل إلى الفاتيكان ظهر اليوم، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية، ثم استقبله البابا فرنسيس في مكتبه وعقد معه لقاء استمرّ نصف ساعة. ​وقال ميقاتي: "عرضت مع قداسته تطورات الوضع اللبناني من جوانبه كافة، وشددت على الوحدة الوطنية التي لا تزال تميّز وطننا وشعبنا رغم كل الظروف والتطورات". ​وأضاف: "كما عبّرت عن تمسكنا بالعيش الواحد وبدور لبنان الرسالة في المنطقة، وكذلك بالوجود المسيحي الذي هو ضمانة لوحدة لبنان، أرضاً وشعباً. وعلى هذا الأساس، تمنينا أن نصل إلى وضع حد للشغور في سدة الرئاسة في القريب العاجل، وأبلغته أنَّ الدور المطلوب من القيادات المسيحية في هذا الملف هو الأساس بالشراكة والتعاون مع كل المكوّنات اللبنانية".

وأشار ميقاتي إلى أن "رئاسة الجمهورية لا تعني المسيحيين وحدهم، بل هي استحقاق وطني بامتياز تتشارك فيه كل مكوّنات المجتمع اللبناني، وهذا ما نؤمن به ونتمنى أن يتحقق في القريب العاجل". وأكد: "نثمن عالياً الجهود التي يبذلها الكرسي الرسولي لدى دول القرار للحفاظ على لبنان وإيجاد الحلول المناسبة لأزماته"، مكرراً "رغبة لبنان بكل أطيافه بأن يزور (البابا) وطننا حالما يرى الأمر مناسباً، لأننا نعتبر زيارته أملاً ورجاء للشعب اللبناني".

بعد ذلك، عقد ميقاتي اجتماعاً مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين الذي شدد على أن "لبنان كان على الدوام مثالاً للعالم حول كيفية تعايش المجتمعات مع بعضها البعض". وأشار إلى أن "لبنان يحظى باهتمام خاص من الكرسي الرسولي". وقال: "نحن منذ سنتين ننادي بانتخاب رئيس للجمهورية ونتمنى حصول ذلك في الموعد المحدد، وأن يكون رئيساً قادراً على أن يجمع اللبنانيين تحت سقف الدستور". وشدد على أنّ "الفاتيكان سيبذل جهوداً لدعم لبنان في المحافل الدولية".

100 طن من المساعدات الإنسانية

في الأثناء، أعلنت الدبلوماسية الفرنسية أنه "تنفيذاً للالتزام الذي تعهد به الرئيس إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الدولي لدعم سكان لبنان وسيادته الذي انعقد في 24 أكتوبر/تشرين الأول في باريس، قامت فرنسا بتسليم 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى لبنان عبر ثلاث رحلات جوية مستأجرة بمساعدة مؤسسة إيرباص والاتحاد الأوروبي، في 1 و18 نوفمبر/ تشرين الثاني و13 ديسمبر/ كانون الأول".

وأضافت في بيان اليوم الجمعة: "قامت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية اليوم بنقل 39 طناً من المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في لبنان. وتشمل هذه الشحنة الخيم ومستلزمات النظافة والأغذية العلاجية المقدمة من شركة نوتريسيست، وتشكر فرنسا الاتحاد الأوروبي على تنظيم هذه الرحلة الجوية التي مكنت من إيصال المساعدات الفرنسية. وتم تسليم الشحنة إلى المنظمات غير الحكومية اللبنانية والفرنسية، وكذلك إلى اليونيسف".

وتضاف هذه الشحنات إلى 40 طناً من الأدوية والمعدات الطبية وغيرها من السلع الأساسية التي شحنتها فرنسا وسلمتها إلى المستشفيات اللبنانية والمنظمات غير الحكومية الإنسانية الدولية والمحلية قبل انعقاد المؤتمر. وختم البيان: "أتاح المؤتمر تعبئة المجتمع الدولي لصالح استجابة إنسانية واسعة النطاق وعاجلة للأزمة التي يمر بها لبنان. وفي مواجهة عواقب الحرب، استجاب المشاركون لنداء الأمم المتحدة وأعلنوا مساعدات بقيمة مليار دولار، منها 800 مليون دولار مساعداتٍ إنسانيةً و200 مليون لدعم القوات الأمنية اللبنانية".

المساهمون