استمع إلى الملخص
- أكدت مصادر لبنانية أن الإفراج عن الأسرى ليس مرتبطاً بتسويات أخرى، مشيرة إلى جهود الرئيس جوزاف عون، مع التشديد على حقوق لبنان وضرورة انسحاب الاحتلال.
- التقى وزير الخارجية اللبناني مع مسؤولين أمريكيين وألمان لمناقشة التطورات، وزار الأميرال البريطاني لبنان، مؤكداً دعم الاستقرار وأهمية انتخاب رئيس جديد.
أعلن الجيش اللبناني، اليوم الخميس، أنه تسلّم عبر الصليب الأحمر الدولي عسكرياً كان الاحتلال الإسرائيلي قد اختطفه في التاسع من مارس/آذار الجاري، وتم نقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. وتسلّم لبنان، يوم الثلاثاء، أربعة أسرى كانت إسرائيل قد احتجزتهم خلال الحرب الأخيرة وذلك بعد مفاوضات أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في الجنوب، حيث استضافت اليونيفيل الاجتماع برئاسة الولايات المتحدة، وانضمت إليه فرنسا والجيش اللبناني وجيش الاحتلال.
وبحث الحضور سبل المضي قدماً في التنفيذ الكامل للقرار الأممي 1701، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والخطوات التالية لمعالجة القضايا العالقة بين إسرائيل ولبنان.
وقال بيان مشترك صادر عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن اليونيفيل إنّه "بناءً على طلب الولايات المتحدة، أعادت إسرائيل إلى لبنان خمسة مواطنين لبنانيين كانوا محتجزين لديها، وسوف تواصل اللجنة عقد اجتماعات منتظمة لتحقيق التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية".
واجتمع الرئيس اللبناني جوزاف عون، يوم الثلاثاء، مع رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، بحضور السفيرة ليزا جونسون، قبيل اجتماع اللجنة في الناقورة، وطلب من رئيس اللجنة الضغط على إسرائيل لتطبيق الاتفاق والانسحاب من التلال الخمس وإعادة الأسرى اللبنانيين.
وأكدت مصادر لبنانية رسمية لـ"العربي الجديد"، أنّ "إفراج إسرائيل عن الأسرى اللبنانيين ليس مرتبطاً بأي تسوية أو ملفات أخرى، وهناك أسرى آخرون يعمل لبنان على الإفراج عنهم قريباً"، مشيرة إلى أنّ "الرئيس عون بذل جهوداً كبيرة من أجل إعادة الأسرى اللبنانيين، وهذه الجهود أوصلت إلى الإفراج عن دفعة منهم، وسيستكمل الجهود للإفراج عن كل الأسرى، ومجموعهم غير الرسمي بعد 11".
وأشارت المصادر إلى أنّ "لبنان متمسّك بكلّ حقوقه ولن يتخلى عنها أو يفاوض عليها، وهو يصرّ على الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من التلال الخمس التي يتمركز فيها، ومن كل شبر من الأراضي اللبنانية".
وكان وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي قد استقبل، أمس الأربعاء، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي ترافقها السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وجرى عرض للمستجدات السياسية والأمنية في لبنان، بالإضافة إلى آخر التطورات على الساحة السورية.
وأكد رجّي "وجوب انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701"، وشكر الولايات المتحدة الأميركية على الوساطة التي قامت بها للإفراج عن أسرى لبنانيين لدى إسرائيل، وعلى المساعدات التي تقدّمها للجيش اللبناني.
وشدد وزير الخارجية أيضاً على عزم الحكومة اللبنانية على القيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الضرورية. كما التقى رجّي الوكيل البرلماني للوزيرة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا نيلز أنن والوفد المرافق، بحضور السفير الألماني لدى لبنان كورت غيورغ شتوكل شتيلفريد، وتمّ البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، إضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد الوزير رجّي أن الانسحاب الإسرائيلي الفوري وغير المشروط من لبنان وتطبيق القرار 1701 هما ضرورة ملحّة وعامل أساسي لتحقيق الاستقرار، وطالب بالضغط على إسرائيل لتنفيذ ذلك، مشيراً إلى أن لبنان يعوّل على دور أكبر لألمانيا في المنطقة لتحقيق الاستقرار فيها.
وعلى صعيدٍ آخر، اختتم الأميرال إدوارد ألغرين، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، زيارةً إلى لبنان استمرت يومين، التقى فيها مع كبار المسؤولين اللبنانيين والأمم المتحدة، وأكد دعم المملكة المتحدة لاستقرار لبنان وأمنه على المدى الطويل.
وفي ختام الزيارة، قالت القائمة بالأعمال البريطانية فيكتوريا دنّ: "يشكل انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة فصلاً جديداً من أمن لبنان واستقراره وازدهاره. وبصفتنا شركاء مقرّبين للبنان، ناقشنا خريطة الطريق التي اقترحتها الحكومة لتعافي وازدهار البلاد المستقبلي. ويشمل ذلك التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المتّفق عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2024".
من جهته، قال ألغرين: "ستواصل المملكة المتحدة العمل من كثب مع الدولة اللبنانية وعلى دعم الجيش اللبناني باعتباره القوة العسكرية الشرعية الوحيدة"، مشيراً إلى أنه "خلال زيارتنا إلى الناقورة، أكدنا مجدداً دعم المملكة المتحدة عمل قوات حفظ السلام التابعة ليونيفيل باعنبارها أداةً حيويةً لأمن لبنان"، وشدد على أنّ "استقرار لبنان في المستقبل أساسيٌّ أيضاً لاستقرار المنطقة. كما تبقى المملكة المتحدة صديقاً طويل الأمد للبنان وجيشه".