استمع إلى الملخص
- أعلن الجيش اللبناني عن تدابير أمنية تشمل تسيير دوريات وإغلاق المعابر غير الشرعية، مع استمرار الاتصالات مع الجانب السوري لتثبيت وقف إطلاق النار.
- نزحت أكثر من 300 عائلة لبنانية بسبب الاشتباكات، وأكد محافظ بعلبك الهرمل دعمه للجيش في إعادة الأهالي، بينما تابع رئيس الجمهورية التطورات الأمنية.
دخل الجيش اللبناني، صباح اليوم الأربعاء، قرية حوش السيد علي الحدودية مع سورية، وذلك تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب المسلّحين من الطرفين الذي أُعلِنَ عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، مساء أول أمس الاثنين.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، سُجِّلت ليل أمس الثلاثاء اشتباكات متقطعة بين العشائر اللبنانية والجيش السوري، مع رفع التعزيزات العسكرية على الحدود من الجانبين، ما يُبقي المخاوف مستمرّة من جولات جديدة من الاشتباكات، خصوصاً أنّ هذه البلدة تُعدّ من المناطق الحدودية المتنازع عليها بين سورية ولبنان.
وقال الجيش اللبناني في بيان، إنه "في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي - الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية". وأضاف: "ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظل الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية: المطلبة في منطقة القصر - الهرمل، والفتحة، والمعراوية، وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع - بعلبك".
ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظل الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية: المطلبة في منطقة القصر – الهرمل، والفتحة والمعراوية وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع - بعلبك.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy… pic.twitter.com/nLYVf8lOUo
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) March 19, 2025
وكان مصدر في الجيش اللبناني قال لـ"العربي الجديد"، إن "وحداتنا العسكرية دخلت إلى بلدة حوش السيد علي اليوم، وستعمل على تأمين عودة الأهالي الذين نزحوا منها منذ ليل الأحد"، مؤكداً أنّ "الانتشار العسكري سيبقى مستمراً من دوريات وحواجز في منطقة الهرمل عند الحدود مع سورية، وذلك لحفظ الأمن وضبط الوضع، وستبقى كذلك الاتصالات قائمة مع الجانب السوري، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار".
وأكد المصدر أنّ "الجيش سيبقى في حالة تأهب وجهوزية تامة للردّ على مصادر النيران من الجانب السوري، وذلك بناءً للتوجيهات الرسمية". وأشار المصدر إلى أنّ "الجيش اللبناني سبق أن بدأ حملة أمنية واسعة في المنطقة، وكثف من المداهمات من أجل مكافحة التهريب وأعمال التسلل، وإغلاق المعابر غير الشرعية، وسيواصل هذه العمليات من أجل حفظ الأمن والاستقرار".
#عاجل -نعزيزات كبيرة للجيش اللبناني قبيل دخوله إلى حوش السيد عليhttps://t.co/BpHrdQOS2W pic.twitter.com/JbyMiMTPFA
— Annahar النهار (@Annahar) March 19, 2025
وفي السياق، أكد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، أن أكثر من 300 عائلة لبنانية نزحت من القرى الحدودية في الهرمل من جراء الأحداث الأخيرة، قائلاً: "كل الدعم والثقة بالجيش اللبناني الذي يقوم، وكما عهدناه، بكل ما يلزم، وبحزم لإعادتهم إلى أراضيهم، ولفرض سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها وحماية المواطنين".
وتابع رئيس الجمهورية جوزاف عون التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية - الشرقية، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، أطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، ووقف الاعتداءات، وضبط الحدود على القرى المتاخمة.
واندلعت منذ ليل الأحد اشتباكات دامية على الحدود اللبنانية السورية، أسفرت عن مقتل سبعة مواطنين وجرح أكثر من اثنين وخمسين آخرين من الجانب اللبناني، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مع تسجيل نزوح للسكان من المناطق الساخنة، ولا سيما حوش السيد علي في الهرمل. وليل الاثنين، أجرى منسى اتصالاً بأبو قصرة، بحثا فيه التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية – السورية، وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين على أن يستمر التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية للحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين، تجنباً لسقوط ضحايا مدنيين أبرياء.
وبدأت الأحداث ليل الأحد مع مقتل ثلاثة سوريين عند الحدود، وتسليم الجيش اللبناني جثثهم إلى السلطات السورية، فيما لا تزال الروايتان اللبنانية والسورية متضاربتين بشأن هوية القتلى وأسباب تعرضهم للقتل، بحيث إن وزارة الدفاع اللبنانية أعلنت أن القتلى الثلاثة هم من المهرّبين السوريين وقد سلّمت جثثهم إلى السلطات السورية بواسطة الصليب الأحمر، من دون أن تذكر كيفية تعرّضهم للقتل، في حين قالت وزارة الدفاع السورية الأحد إنّ مجموعة تتبع حزب الله اختطفت بكمين على الحدود السورية اللبنانية ثلاثة عناصر من الجيش السوري، واقتادتهم إلى داخل الأراضي اللبنانية وقامت بتصفيتهم.
وبينما نفى حزب الله الوقوف وراء أي أحداث تحصل وحصلت على الأراضي السورية، أشار رئيس بلدية القصر محمد زعيتر إلى أنّ مسلحين سوريين حاولوا سرقة أغنام من منطقة حدودية تقع في الجانب اللبناني، فتصدّى لهم راعٍ، ومن ثم تسلّم الجيش اللبناني الجثث وسلّمها عبر الصليب الأحمر إلى الجهات السورية.