الجيش اللبناني يتسلم من دمشق متهماً بقتل باسكال سليمان

25 مايو 2025
عناصر من الجيش اللبناني في الجنوب، 27 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسلم الجيش اللبناني أحد المشتبه بهم في مقتل باسكال سليمان، مسؤول في حزب "القوات اللبنانية"، بعد تنسيق مع السلطات السورية، حيث يُتهم المشتبه به بقيادة عصابة خطف وسرقة وتزوير.
- أثارت الجريمة غضباً شعبياً وأعادت خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين، مع اتهامات لحزب الله بالضلوع في القتل، رغم نفي أمينه العام حسن نصر الله.
- تأتي هذه التطورات في ظل محاولات لتحسين العلاقات بين بيروت ودمشق، مع التركيز على تعزيز التنسيق الأمني وضبط الحدود.

أعلن الجيش اللبناني يوم السبت تسلمه من السلطات السورية أحد المشتبه فيهم بمقتل مسؤول في حزب "القوات اللبنانية" العام الماضي، في قضية أثارت غضباً شعبياً. وخُطف منسق حزب القوات اللبنانية (يرأسه سمير جعجع)، باسكال سليمان، في منطقة جبيل شمال بيروت، في إبريل/نيسان 2024 قبل أن يقتل. وقال الجيش اللبناني حينها إن سليمان قُتل في عملية سرقة سيارة نفذها أفراد عصابة سورية نقلوا جثته بعد ذلك عبر الحدود.

وجاء في بيان للجيش اللبناني مساء السبت أنه "تسلم أحد المتورطين الأساسيين في جريمة خطف المواطن باسكال سليمان وقتله" بعد التنسيق مع السلطات السورية. وأضاف أن المشتبه فيه "يتزعم عصابة خطف وسرقة وتزوير، وفي حقه عدد كبير من مذكرات التوقيف"، موضحاً أن التحقيقات معه جارية. ويأتي ذلك فيما تسعى بيروت ودمشق لتحسين العلاقات منذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، الذي هيمنت عائلته على السياسة اللبنانية لعقود.

وقال حزب القوات اللبنانية إنه سيعتبر مقتل سليمان "اغتيالاً سياسياً حتى يثبت العكس". وكان البعض قد اتهم حزب الله بالضلوع في عملية القتل، لكن أمينه العام حينها حسن نصر الله نفى ذلك. وأعادت حينها جريمة خطف سليمان وقتله إلى الواجهة خطاب التحريض والكراهية ضدّ اللاجئين السوريين الذي ترافق مع أحداث أكثر خطورة تمثلت بالاعتداءات العشوائية على السوريين وخروج دعوات إلى طردهم من أماكن سكنهم وعملهم، وذلك بعدما أظهرت التحقيقات تباعاً ضلوع أشخاص من جنسيات سورية في الجريمة.

وانطلقت منذ تاريخ حصول عملية الخطف في مدينة جبيل (شمال بيروت) وبدء توقيف أفراد العصابة، حملات واسعة ضدّ السوريين، ارتفعت وتيرتها فور إعلان الجيش اللبناني أن المخطوف قتل في أثناء محاولة الخاطفين سرقة سيارته، وقد نقلوا جثته إلى سورية، وقد وصل "الغضب"، خصوصاً لدى مناصري "القوات اللبنانية"، إلى حدّ التعرّض لسوريين بالضرب في الشارع، ولا سيما في مناطق داخل بيروت وجبيل.

وحطّ الملف الأمني عند الحدود بنداً أساسياً في إطار المحادثات والمشاورات بين الجانبين اللبناني والسوري، خصوصاً بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت في مارس/ آذار الماضي، أبرزها خلال زيارة رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام لدمشق في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع، بحيث كان بحث في ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وسط تشديد من الطرفين على تعزيز التنسيق الأمني، بما يحفظ استقرار البلدين.

(فرانس برس، العربي الجديد)