الجيش اللبناني: إمعان الاحتلال في اعتداءاته يهدّد استقرار لبنان
استمع إلى الملخص
- تعمل الوحدات العسكرية اللبنانية على تسهيل عودة الأهالي إلى المناطق الجنوبية بالتنسيق مع اللجنة الخماسية وقوات اليونيفيل، مع الالتزام بالقرار 1701.
- ينفي المسؤولون اللبنانيون وجود تفاهم مع تل أبيب وواشنطن حول الوجود العسكري الإسرائيلي، ويشدد حزب الله على ضرورة التعامل بجدية مع الاعتداءات.
قال الجيش اللبناني إنّ امعان جيش الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته يهدّد استقرار لبنان وينعكس سلباً على الاستقرار في المنطقة، كما يتنافى مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وأشار الجيش اللبناني، في بيان مساء اليوم الخميس، إلى أنّ "العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على سيادة لبنان براً وبحراً وجواً، وآخرها سلسلة عمليات استهداف لمواطنين في الجنوب والبقاع، إلى جانب استمرار احتلاله لأراض لبنانية، وخروقاته المتمادية للحدود البرية".
في موازاة ذلك، تستمرّ الوحدات العسكرية في مواكبة عودة الأهالي إلى المناطق الجنوبية من خلال معالجة الذخائر غير المنفجرة وإزالة الركام وفتح الطرقات، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع وتتخذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وقال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش اللبناني يقوم بمهامه في الجنوب وعلى الحدود، إلى جانب التواصل والتعاون أيضاً والتنسيق مع قوات اليونيفيل لحفظ الأمن والاستقرار، وهو ملتزمٌ بالكامل بالقرار 1701، في حين يواصل العدو خرقه وانتهاكه يومياً"، مشيراً إلى أنّ "لبنان يضع رعاة الاتفاق، خصوصاً أميركا واللجنة التي ترأسها وتشرف على مراقبة الاتفاق، في صورة الخروقات الإسرائيلية ويضغط باتجاه وضع حدٍّ لها".
وأشار المصدر إلى أنّ "جيش الاحتلال لا يزال ينتشر في التلال الخمس على الحدود مع بعض المساحات المحيطة واللصيقة بها، وهناك وعود أميركية بإتمام الانسحاب في أقرب وقت، لأن البقاء ينعكس سلباً على الاستقرار في لبنان والمنطقة، لكن لا ضمانات بذلك بعد، مع التشديد على أن لبنان يرفض أي بقاء لهذه القوات ويدعو باستمرار لمغادرتها فوراً".
وأفيد اليوم الخميس عن إصابة مواطنين اثنين بينما كانا يجمعان الحديد قرب المنطقة العازلة في بلدة كفركلا، وذلك بعد قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار وإلقاء قنبلة صوتية من طائرة مسيرة إسرائيلية عليهما. وسُجّل في ساعات الصباح تحليق مكثف لستّ طائرات مسيّرة إسرائيلية في أجواء بلدات جنوبية ضمنها الدوير، تول، زبدين، جبشيت، إلى جانب التحليق على علو منخفض في أجواء البقاع وبعلبك الهرمل والعاصمة بيروت والمناطق الساحلية.
ويضع حزب الله بدوره الاعتداءات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي والتمادي في استباحة السيادة الوطنية برسم لجنة الإشراف الدولية والحكومة اللبنانية، مؤكداً ضرورة التعامل مع هذه الاعتداءات بكل جدية ومسؤولية وطنية. وبحسب مواقف صادرة عن نواب في حزب الله، فإنّ ما يحصل "يضع الجميع أمام مسؤولياتهم في ممارسة كل الضغوطات لإخراج العدو من الأرض التي يحتلها"، معتبرين أنّ "أي تقاعس أو تهاون في هذا الصدد سيدفع أهلنا وشعبنا لممارسة حقهم في مقاومة العدو وطرده".
وكانت أوساط رسمية لبنانية نفت لـ"العربي الجديد" ما ذكره موقع أكسيوس الأميركي حول وجود تفاهم "هادئ" بين تل أبيب وواشنطن وبيروت باستمرار الوجود العسكري الإسرائيلي لأسابيع عدّة أو أشهر حتى يتمكّن الجيش اللبناني من ضمان استقرار الوضع في جنوب لبنان، وأن لا يشكل حزب الله أي تهديد. وقالت الأوساط إنّ "الموضوع لا صحة له، فلا تفاهم حصل مع لبنان بهذا الإطار، ولم يُطرح أساساً على الرئاسة اللبنانية، والرئيس جوزاف عون يتمسّك بضرورة انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل وبأسرع وقتٍ ممكنٍ ومن دون أي تأخير، مع البتّ أيضاً في ملف الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل".