الجيش العراقي يطلق عملية عسكرية واسعة تستهدف بقايا "داعش"

"الإرادة الصلبة".. الجيش العراقي يطلق عملية عسكرية واسعة تستهدف بقايا "داعش" شمالي وغربي البلاد

29 مارس 2022
القوات العراقية تلجأ إلى العمليات الاستباقية (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت وحدات من الجيش العراقي، مدعومة بغطاء جوي واسع، عملية مشتركة مع وحدات قتالية خاصة إلى جانب قوات الشرطة في ثلاث محافظات شمالي وغربي البلاد، تستهدف خلايا وبقايا تنظيم "داعش"، في أول حملة عسكرية من نوعها منذ نحو شهرين.

العملية التي تشارك بها في محافظات صلاح الدين ونينوى شمالي العراق، والأنبار غرباً، أطلق عليها اسم "الإرادة الصلبة"، وتشمل مناطق ساخنة شهدت بالفترات الأخيرة عدداً من الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مسافرين وقوات أمنية وسكان قرى.

ووفقاً لبيان صدر عن خلية الإعلام الأمني الرسمية، اليوم الثلاثاء، فإنّ "العملية تشمل مناطق الحضر، وصحراء الجزيرة، ومناطق غرب وادي الثرثار، ضمن نينوى وصلاح الدين والأنبار، وبإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش"، موضحة أنها "جاءت لملاحقة فلول عصابات داعش الإرهابية وتفتيش هذه المناطق، ضمن خطة تعزيز الأمن والاستقرار في مختلف المجالات ومكافحة الإرهاب والجريمة بمختلف صورها".

وتأتي العملية التي يقدر حجم مساحة المناطق المستهدفة بها بأكثر من 180 كيلومتراً ضمن شريط شمال غربي العراق المرتبك أمنياً، بعد إعلانات متتالية للقوات العراقية عن تحقيقها نجاحات مهمة في الحرب على الإرهاب.

وبحسب العقيد محمد الموسوي من قيادة عمليات الأنبار العسكرية، فإنّ مهمة الجيش العراقي الجديدة تتمثل في "منع تنظيم داعش من الحصول على أي ملاذ أو موطئ قدم مستقبلا".

وأضاف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات الجيش دمّرت كهوفاً ومخابئ وتجويفات طبيعية بمناطق جبلية وصحراوية وصادرت أسلحة ومعدات مختلفة تابعة لخلايا التنظيم التي تتخفى في تلك المناطق وتنزل ليلاً إلى أطراف المدن لتنفيذ اعتداءات إرهابية".

وأوضح الموسوي أنّ "العملية بشكل عام لتعزيز استقرار المدن قبل شهر رمضان وتحسباً لأي اعتداءات وهجمات إرهابية قد تفكر بقايا التنظيم بتنفيذها".

وأمس الإثنين، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، عن تدمير سبعة مخابئ لتنظيم "داعش" في مناطق وادي الشاي شمال غربي كركوك 250 كيلومتراً شمال بغداد.

ووفقاً لبيان صدر عن الوزارة، فإنّ القوات العراقية تمكنت من مصادرة أنواع مختلفة من الأسلحة والمتفجرات بينها صواريخ وعبوات ناسفة.

وعن العملية الجديدة، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي، العقيد المتقاعد محمد الحديثي، إنّ "العراق يحاول منع أي عمليات ثأرية إرهابية لداعش رداً على مقتل زعيمه (أبو إبراهيم القرشي) في سورية".

وأوضح الحديثي، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات العراقية تحقق تقدماً واضحاً في العمليات الاستباقية، وحتى الآن يمكن اعتبار أنه لا تأثير كبيرا على قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب بقرار سحب القوات القتالية الأميركية من العراق الذي نفذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي".

ولفت إلى أنّ "النجاح الأهم الذي ينتظر الجيش العراقي هو بناء منظومة استخبارية تستشعر تحركات التنظيم، وهو ما يمكن تحقيقه بحال تمكّن القادة الميدانيون من بناء ثقة مع المواطنين من السكان المحليين في المناطق الشمالية والغربية، وعدم تكرار الأخطاء السابقة التي أدت إلى نكبة عام 2014"، في إشارة إلى احتلال تنظيم "داعش"، مساحات واسعة من البلاد، إثر انهيار القوات العراقية إبان حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.