الجيش العراقي يتحرك لفرض سيطرته على سنجار واشتباكات مع "الكردستاني"

الجيش العراقي يتحرك لفرض سيطرته على سنجار واشتباكات مع "الكردستاني" شمالي المدينة

12 ديسمبر 2021
لم تتمكن السلطات العراقية من إخراج مقاتلي حزب العمال من مدينة سنجار (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر عسكرية عراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن وحدات عسكرية تابعة للجيش العراقي تحركت باتجاه مدينة سنجار، 115 كم غرب مدينة الموصل، شمالي العراق، مدعومة من قوات الشرطة الاتحادية، لفرض سيطرتها على الأوضاع في المدينة، بعد ساعات قليلة من قيام مسلحي حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة بالانتشار داخلها، وقيامه بإغلاق الدوائر الحكومية والخدمية عنوة تحت مزاعم "العصيان المدني"، رداً على غارات تركية استهدفت في الأيام الماضية قيادات الحزب وعناصره، وهو الذي يتواجد بشكل غير شرعي في المدينة.

وعلم مراسل "العربي الجديد"، في بغداد من ضابط في فرقة المشاة 20 من الجيش العراقي؛ أن اشتباكاً وقع بين الجيش ومسلحي الكردستاني، مؤكداً تسجيل إصابات بين عناصر الجيش العراقي والمدنيين وحرق عربة للجيش جراء الاشتباكات التي وقعت قرب مفترق طرق بناحية سنوني، الضاحية الشمالية لمدينة سنجار، والقريبة من الحدود السورية، ضمن محاولات منع انتشار الجيش العراقي.

ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن الجيش نجح في بسط سيطرته على مركز مدينة سنجار، لكنه ما زال يواجه مع قوات طوارئ جرى استقدامها من مدينة تلعفر ووحدات من الشرطة؛ جموعاً من أنصار حزب "العمال الكردستاني" في المدينة، وهناك عمليات إطلاق نار ورمي بالحجارة ضد عربات الجيش. مرجحاً أن ترسل بغداد مزيداً من القوات في الساعات المقبلة.

في الأثناء، قال ناشط مدني في سنجار يدعي قاسم شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إن عددا من العوائل بدأت تنزح من سنجار باتجاه إقليم كردستان، تحسباً من توتر الأوضاع أكثر. مؤكداً أن الذراع المحلية لمسلحي حزب "العمال الكردستاني"، المعروفة باسم "وحدات حماية سنجار"، تقود عمليات تمرد ضد الجيش العراقي، الذي أبلغ الدوائر الحكومية بضرورة فتحها مجدداً، وممارسة الأعمال في المدينة كاملة. لافتاً إلى أن مسلحي "العمال الكردستاني" من الجنسية التركية والسورية، يتواجدون أيضاً في منطقة جبل سنجار حالياً، والتي تخضع لسيطرتهم بالكامل".

ونشر ناشطون وصحافيون عراقيون جانباً من مواجهات بين الجيش العراقي، وأنصار حزب "العمال الكردستاني" المنتمين لما يعرف بـ"وحدات حماية سنجار"، وهي مليشيا أسسها الحزب من متطوعين محليين عام 2015، وغالبيتهم من الكرد الإيزيديين.

مسلحو "العمال الكردستاني" يغلقون الدوائر الرسمية في سنجار العراقية

وكانت ما تُعرف بـ"الإدارة الذاتية" التابعة لمسلحي حزب "العمال الكردستاني"، في سنجار، قد أصدرت قراراً عطلت بموجبه الدوام الرسمي في جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية في المدينة، بحجة وجود قصف جوي تنفّذه الطائرات الحربية التركية ضمن عملياتها العسكرية لتحييد مسلحي الحزب.

ونقلت وسائل إعلام عراقية محلية بياناً عن "الإدارة الذاتية"، قالت فيه: "نعلن في سنجار وضواحيها فرض إيقاف العمل في كافة الدوائر الحكومية وغير الحكومية وجميع المنظمات والمؤسسات من دون استثناء، ويمنع منعاً باتاً دوام أي موظف، ويستمر القرار إلى إشعار آخر، وكل من يخالف الأمر سيتحمل كافة المسؤوليات، ابتداءً من اليوم الأحد".

وينتشر مسلحو حزب "العمال الكردستاني"، في مناطق جبل سنجار ووسط المدينة، ضمن تفاهمات توصل إليها أخيراً مع فصائل مسلحة حليفة لإيران في المنطقة، أبرزها مليشيات "النجباء"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله"، و"حشد الشبك".

وقال محما خليل، وهو القائمقام الشرعي لمدينة سنجار، لـ"العربي الجديد"، إن "الإدارة الذاتية تابعة لحزب العمال، وتمتلك أجنحة مسلحة تتشبه بالشرطة والجيش، أقدمت على تطويق معظم الأبنية المهمة في قضاء سنجار، وبمساندة فصائل مسلحة معروفة في المنطقة، وللأسف هي جزء من الحشد الشعبي، وعممت بياناً يطلب من الموظفين الخروج من دوائرهم، كما قررت منع أي مظاهر للدوام في الأيام المقبلة".

وبيَّن خليل أن "الحكومة المحلية في نينوى، وتحديداً مبنى المحافظة، لم يصدر عنه لحد الآن أي قرار، وتعيش سنجار الآن حالة من الفوضى غير المفهومة، وعلى الحكومة الاتحادية التدخل بأسرع وقت".

من جهته، نشر الصحافي العراقي سامان داود، نسخة من بيان "العمال الكردستاني"، وذكر أنه جاء "احتجاجاً على القصف التركي المستمر على سنجار، الإدارة الذاتية تفرض العصيان المدني على المدينة"، واصفاً القرار بأنه "خاطئ".

من جانبه، أشار القيادي في "العمال الكردستاني" كاوة شيخ موس، إلى أن "الإدارة الذاتية ترتبط بالحزب (العمال الكردستاني)، وهي تمثل جهة سياسية وأمنية لها امتدادات شعبية". وحول سبب القرار، قال إن "هناك حالة من الذعر بسبب القصف التركي على مناطق كثيرة في سنجار بحجة تحييد قادة العمال الكردستاني"، وفقاً لقوله.

معتبراً الإجراء بأنه "قرار عصيان مدني من أجل لفت أنظار الحكومة في بغداد إلى العمليات العسكرية التركية على المدينة، والتي تسببت في أضرار وخسائر مالية وبشرية كبيرة".

وكان القيادي في الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، الحاكم في إقليم كردستان العراق، ماجد شنكالي، قد أكد في وقتٍ سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ "العمال" يخطط للاستحواذ على سنجار بدعم خارجي، عبر إقامة أنفاق جديدة، يكفي بعضها لدخول سيارات والعيش فيها، وأنهم يخططون لأن يكون جبل سنجار منطقة ارتكاز جديدة لهم".

وتقول الحكومة في بغداد وفي معظم المناسبات، إنها تسيطر بشكل جيد على الأوضاع في مدينة سنجار، لكن حكومة إقليم كردستان العراق تنفي ذلك، خصوصاً مع مواصلة حزب العمال إعاقة تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في المدينة، الواقعة ضمن محافظة نينوى المحاذية للحدود العراقية السورية.

ولم تتمكن السلطات العراقية من إخراج مقاتلي حزب "العمال الكردستاني"، المصنف على لائحة الإرهاب، من مدينة سنجار، على الرغم من مرور أكثر من عام على اتفاق سنجار، ويُعد وجوده مصدر قلق لحكومة الإقليم. ويؤكد مسؤولون أكراد، وجود مصالح مشتركة بين عناصر الحزب و"الحشد الشعبي" الذي يدعمهم للبقاء في العراق.

وتستهدف العمليات التركية عدة مناطق، أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين وآفشين وباسيان وجبل كيسته والزاب، شمالي دهوك وشرقي أربيل، ونجحت لغاية الآن في القضاء على العشرات من مسلحي "حزب العمال" وتدمير مقرات ومخازن سلاح ضخمة تابعة لهم.