الجيش الصومالي يسيطر على معقل استراتيجي لـ"حركة الشباب"
استمع إلى الملخص
- سلم ثلاثة من عناصر "داعش" أنفسهم للقوات المحلية في ولاية بونتلاند بعد عملية أمنية استمرت ثلاثة أشهر، حيث أكدوا أنهم جُندوا قسراً قبل الاستسلام.
- تواصل القوات المحلية في بونتلاند حربها ضد "داعش"، محققة تقدماً بتدمير مواقع التنظيم وتحرير بلدات، مع تنفيذ ضربات جوية بالتعاون مع شركاء دوليين.
استعاد الجيش الصومالي، بدعم من مليشيات القبائل المحلية، اليوم الاثنين، السيطرة الكاملة على مدينة رونرغود في إقليم شبيلى الوسطى، وذلك بعد أن كانت المدينة قد سقطت في قبضة "حركة الشباب" في فبراير/شباط الماضي، إثر حملة عسكرية شنتها الحركة للعودة تدريجياً إلى الإقليم.
وبحسب وكالة صونا الرسمية، فإن العمليات الأمنية جارية في المنطقة وحولها لتأمينها ومطاردة فلول مسلحي الحركة.
وفي بيان صحافي للحكومة الفيدرالية، أكدت أن القوات الصومالية، بالتعاون مع السكان المحليين، بدأت عملياتها في الصباح الباكر لتدمير مخابئ "الخوارج"، حيث يجري حالياً مراقبة هروبهم. وتأتي هذه العملية في إطار جهود متزايدة من قبل الجيش الوطني الصومالي والقوات المتحالفة في ولايتي هرشبيلى وجلمدغ، عقب تصاعد هجمات "حركة الشباب" التي تستهدف القواعد العسكرية والعاصمة مقديشو.
وتعتبر مدينة رونرغود معقلاً استراتيجياً لحركة الشباب، في محافظة شبيلى الوسطى، واستعادتها تمثل ضربة تكتيكية لنفوذ الحركة في وسط الصومال.
وكانت حركة الشباب قد شنت مؤخراً هجمات موسعة على إقليم شبيلى الوسطى، لأول مرة بعد طردها من معظم مناطق الإقليم في عام 2023، إثر الحملة العسكرية الحكومية التي أطلقها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أغسطس/آب 2022، تنفيذاً لوعوده الانتخابية لكبح جماح الحركة وتحرير البلاد من قبضتها. وقد كانت هجمات "الشباب" الأخيرة منسقة ومخططة، واستهدفت بلدات استراتيجية عدة في وسط البلاد، بهدف الوصول إلى مدينة آدن يبال، التي كانت المعقل الرئيس للحركة.
وفي سياق آخر، سلم ثلاثة من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي أنفسهم إلى القوات المحلية في ولاية بونتلاند، في عملية أمنية مستمرة منذ ثلاثة أشهر تنفذها القوات المحلية في سلسلة جبال علي مسكاد، وفق مصادر حكومية.
وبحسب المتحدث باسم قوات بونتلاند، محمود محمد أحمد، فإن المسلحين الثلاثة ينتمون إلى قومية الأورومو التي تقطن في إثيوبيا، مشيراً إلى أنهم كانوا أعضاء في "داعش". وأضاف أن هؤلاء الرجال قد اقتربوا من سكان القرى، موضحين أنهم هربوا من "داعش" ويرغبون في الاستسلام.
وأكد الجنرال محمود في تصريح لوسائل إعلام محلية أن الرجال بدا عليهم أنهم جُندوا قسراً من قبل "داعش"، وأنهم اغتنموا فرصة الفرار. ونقلوا إلى منطقة بوروك، حيث ستجري إحالتهم إلى مدينة بوصاصو، لإجراء مزيد من التحقيقات من قبل السلطات الجنائية.
وأضاف الجنرال محمود أن معظم مسلحي التنظيم مطلوبون دولياً وينتمون إلى جنسيات أجنبية، وليس من السهل عليهم اتخاذ خيار الاستسلام، لذا فإن تحييدهم أصبح أمراً ضرورياً. وأوضح أن هذا ما يميزهم عن الإثيوبيين، الذين يقطنون بجوارهم.
وفي السياق ذاته، أكد الجنرال محمود أن مواقع رئيسية لـ"داعش" في جبال علي مسكاد قد دُمِّرت عبر ضربات جوية نفذها شركاء دوليون. وفي المناطق التي كانت تحت سيطرة "داعش" سابقاً، اكتشفت قوات الأمن مقابر جماعية يُعتقد أنها تحتوي على رفات مسلحي التنظيم. كما أن بقايا عناصر "داعش" المتمركزين في منطقة توغى ميرالي بدأوا يفرون تباعاً إلى مناطق أخرى.
وتخوض القوات المحلية في ولاية بونتلاند منذ يناير/كانون الثاني الماضي حرباً ضد "داعش" الذي انتشر في سلسلة جبال علي مسكاد بإقليم بري (أكبر إقليم في الصومال) شمال شرق البلاد، وحققت القوات الأمنية تقدماً كبيراً بعد تدمير عشرات المواقع وتحرير بلدات عدة وطرد عناصر التنظيم، بالإضافة إلى استمرار الضربات الجوية التي تنفذها مقاتلات أميركية ضد التنظيم.