استمع إلى الملخص
- يواصل الجيش السوداني تقدمه في وسط وشرق الخرطوم، محققاً نقاط استراتيجية قرب السوق العربي والقصر الجمهوري، بينما شنت قوات الدعم السريع هجوماً بطائرات مسيّرة في الولاية الشمالية.
- انتقدت الحكومة السودانية استضافة كينيا لمؤتمر لقادة قوات الدعم السريع، معتبرة ذلك انتهاكاً للقانون الدولي.
بدأ الجيش السوداني والقوات المساندة له، اليوم الأربعاء، معركة جديدة مع قوات الدعم السريع على تخوم مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض، وذلك بعد انتهاكات واسعة ارتكبتها "الدعم السريع" بحق سكان القرى القريبة من المدينة في الأيام الماضية، أسفرت عن مجزرة راح ضحيتها 433 شخصاً من ضمنهم أطفال، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية السودانية في بيان، أمس الثلاثاء.
ومدينة القطينة أقرب مدينة في ولاية النيل الأبيض إلى الخرطوم من الناحية الجنوبية، وتعني سيطرة الجيش السوداني عليها تضييق الخناق على منطقة جبل أولياء أقصى جنوبي الخرطوم، التي تتمركز فيها قوات الدعم السريع، وتستغل جسر خزان جبل أولياء في العبور إلى مدينة أم درمان في الضفة الغربية للنيل. وأعلن المصباح أبو زيد، قائد لواء البراء بن مالك (مجموعة شبه عسكرية) المساند للجيش، أمس الثلاثاء، أنهم لن يتركوا المواطنين في ولاية النيل الأبيض وحدهم، ونشر المصباح مقطعاً على صفحته بموقع فيسبوك يظهر مجموعة من جنوده في منطقة الحاج موسى في ولاية النيل الأبيض وهم يستعدون للتوجه إلى مدينة القطينة.
وفي اتجاه آخر، يواصل الجيش السوداني توغله في مناطق وسط وشرق الخرطوم، إذ تمكنت قوات سلاح المدرعات المتقدمة من جنوب المدينة من الوصول إلى أقرب نقطة شمالاً بالقرب من السوق العربي حيث المسافة ليست بعيدة عن القصر الجمهوري، فيما تمكنت قواته الأخرى من التقدم في مناطق جنوب ضاحية كافوري في مدينة بحري متوجهة إلى أحياء منطقة الحاج يوسف شرقاً.
وفي الولاية الشمالية، شنت طائرات مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع هجوماً جديداً على مدينة الدبة في الساعة الأولى من فجر اليوم الأربعاء، وتسببت في مقتل شخص واحد على الأقل حسبما أعلن رئيس لجنة الأمن بمحلية الدبة محمد صابر في تصريح صحافي بعد الهجوم، وقال إن الدعم السريع جددت استهداف المدينة بعدد من المسيرات، ولكن أسقطتها القوات المسلحة، وتسبب ذلك في مقتل شخص واحد وإصابة آخرين بجروح.
في هذه الأثناء، قال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، خالد الإعيسر، اليوم الأربعاء، إنه "تقرر بعد اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء اليوم، تكوين لجنة خاصة لدراسة الموقف الكيني الأخير باستضافة مؤتمر لقادة قوات الدعم السريع في نيروبي يسعى لتكوين حكومة موازية للحكومة السودانية بمناطق سيطرة الدعم السريع".
وكانت الخارجية السودانية قد اتهمت في بيان صحافي، أمس الثلاثاء، الحكومة الكينية "بالتنكر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي ومعاهدة منع الإبادة الجماعية، وذلك باستضافتها لمناسبة توقيع ما سمي باتفاق سياسي بين مليشيا الجنجويد الإرهابية، المسؤولة عن جرائم إبادة جماعية مستمرة في السودان وأفراد ومجموعات مؤيدة لها". واعتبرت أن "احتضان قيادات المليشيا والسماح لهم بممارسة النشاط السياسي والدعائي العلني، في وقت لا تزال فيه المليشيا ترتكب جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد المدنيين على أساس إثني وتهاجم معسكرات النازحين من الحرب والاغتصاب، هو تشجيع لاستمرار كل هذه الفظائع ومشاركةٌ فيها".
وشددت وزارة الخارجية على أن هذه التظاهرة الدعائية "لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع، في ظل عزم القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة، مدعومة بجموع الشعب السوداني، على تحرير كل شبر دنسته المليشيا الإرهابية ومرتزقتها الأجانب، والتقدم السريع والمتواصل الذي تحرزه نحو ذلك الهدف".