الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
استمع إلى الملخص
- مخيم زمزم للنازحين أصبح شبه خالٍ بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليه، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية ووقف حركة شاحنات نقل المياه، مع استمرار القصف المدفعي والهجمات البرية.
- تسلم عبد الفتاح البرهان رسالة من أنطونيو غوتيريس حول دعم الأمم المتحدة لجهود إحلال السلام في السودان، مع تأكيد البرهان على دعم السودان لدور المنظمة واستعداد البلاد لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
أعلن الجيش السوداني مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع خلال تصديه لهجوم شنته الأخيرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، فيما تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تتعلق بجهود إحلال السلام في السودان.
وقالت الفرقة السادسة مشاة في الجيش السوداني المنتشرة في الفاشر، اليوم الخميس، إن "قوات الجيش والقوات المساندة تمكنت من صد هجوم عنيف شنّته عناصر مليشياوية (تقصد "الدعم السريع") متسللة باتجاه المحور الجنوبي الغربي للمدينة (الفاشر) أمس الأربعاء"، وأضافت في بيان: "قُتل 60 من عناصر مليشيا الدعم السريع، وأصيب 52 آخرون، وفر باقي المهاجمين، مخلفين وراءهم القتلى والجرحى"، وأشار البيان إلى أن "قوات الدعم السريع قصفت الفاشر مدفعياً على فترات متقطعة، ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين وإصابة 40 آخرين، بينهم نساء بإصابات بليغة".
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من هجوم لـ"الدعم السريع" على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور وإعلانها السيطرة عليه بعد اشتباكات مع الجيش السوداني والقوات المساندة له، خلّفت 400 قتيل وعشرات آلاف النازحين حسب الأمم المتحدة. وتواصل قوات الدعم السريع القصف المدفعي على مدينة الفاشر ومخيمات النازحين حولها متسببة في سقوط قتلى وجرحى بصورة شبه يومية.
في الأثناء، حذرت الأمم المتحدة من أن مخيم زمزم الذي كان يضم نحو مليون لاجئ أصبح "خالياً تقريباً"، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليه. وقال تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) الخميس إن المنطقة المحيطة بمخيم زمزم ومدينة الفاشر شهدت "قصفاً مدفعياً متواصلاً وضربات بالطائرات المسيّرة وهجمات برية" في الفترة من 10 إلى 22 إبريل/ نيسان، ما أسفر عن مقتل "مئات المدنيين"، بينهم 12 على الأقل من طواقم الإغاثة.
وبحسب التقرير، أصبح مخيم زمزم "خالياً تقريباً"، بينما أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية اندلاع النيران في وسط وجنوب المخيم. وأضاف التقرير أن مقاتلي الدعم السريع "يمنعون من تبقى من سكان المخيم.. من المغادرة"، لافتاً إلى أن الهجمات أسفرت عن تدمير "البنية التحتية الحيوية والمرافق الصحية وأوقفت حركة شاحنات نقل المياه".
وتشهد الفاشر منذ 10 مايو/أيار الماضي اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس، وقالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي على منصة إكس، أمس الأربعاء، إن مئات الآلاف من المدنيين في شمال دارفور محاصرون بالصراع، مؤكدة أنه لا ينبغي لأحد أن يضطر إلى الاختيار بين الجوع والقصف. وأضافت: "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن لإنقاذ الأرواح، واستعادة الكرامة، ونشر الأمل".
ويقع مخيم زمزم بالقرب من مدينة الفاشر ذات الأهمية الاستراتيجية للدعم السريع، إذ تعتبر آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني. وتسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على معظم إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة في غرب السودان، بالإضافة إلى مناطق في الجنوب، بينما يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد.
وكانت الأمم المتحدة أفادت بأن معظم النازحين من مخيم زمزم فروا شمالا إلى الفاشر أو إلى بلدة طويلة الصغيرة على بُعد 60 كيلومترا إلى الغرب. والأسبوع الماضي، وصل أكثر من 150 ألف شخص إلى الفاشر، بينما فرّ 180 ألفا إلى طويلة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
والمساعدات الإنسانية شبه معدومة في المنطقتين المهددتين بالمجاعة. وحذر التقرير الأممي الخميس من أن مدن شمال دارفور بما فيها الفاشر في حاجة "غير مسبوقة" إلى المياه النظيفة والغذاء، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الوقود من 11 إلى 56 دولاراً في ثلاثة أشهر. ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الوضع في المنطقة بأنه "مروع".
البرهان يتسلم رسالة من غوتيريس
وعلى صعيد المساعي الدبلوماسية، تسلّم البرهان، مساء أمس الأربعاء، رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة تتعلق بدور المنظمة الدولية في دعم جهود إحلال السلام بالسودان. وجاء ذلك خلال لقاء عقده البرهان في مدينة بورتسودان مع المبعوث الأممي الخاص رمطان لعمامرة، بحضور وكيل وزارة الخارجية السودانية إدريس إسماعيل، وفق بيان صادر عن مجلس السيادة.
وأعرب البرهان، خلال اللقاء، عن "ثقة السودان بالدور الكبير الذي تضطلع به الأمم المتحدة تجاه قضايا السودان"، مؤكداً "دعم هذا الدور من أجل تحقيق السلام والأمن، مع استعداد السودان لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين". وقال إسماعيل، في تصريح صحافي، إن "لعمامرة، نقل لرئيس مجلس السيادة رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تتعلق بدور المنظمة الدولية بشأن السودان سلماً وحرباً".
ومن جهته، قال لعمامرة: "سلّمت رئيس مجلس السيادة رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، وأكدت التزام المنظمة برسالتها تجاه السودان وشعبه، ودعمها الكامل لجهود الحل السلمي"، وأعرب عن أمله في "أن يتحقق السلام الشامل والاستقرار في السودان، بما يمكّن من توظيف الطاقات الوطنية في إعادة الإعمار، وتوفير الحياة الكريمة والخدمات الضرورية للمواطنين"، مؤكداً "التزام الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب السودان من أجل مستقبل أفضل"، وفق البيان.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ إبريل/نيسان 2023، حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً. وتسارعت انتصارات الجيش السوداني في الفترة الأخيرة في ولايات السودان، بما فيها ولاية الخرطوم، ولم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب أربع ولايات من أصل خمس بإقليم دارفور.
(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)