الجيش السوداني يعلن تصديه لهجوم لـ"الدعم السريع" على الفاشر
استمع إلى الملخص
- شهدت الفاشر هجمات متكررة من قوات الدعم السريع، بما في ذلك قصف بمسيّرات أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، مما جعل الوضع أقرب إلى الإبادة الجماعية.
- أعرب الرئيس التركي أردوغان عن أسفه للصراع في السودان، داعياً إلى وقف إطلاق النار وإرساء سلام دائم، منتقداً تجاهل المجتمع الدولي للمأساة.
أعلن الجيش السوداني، اليوم الجمعة، تصديه لهجوم شنته قوات الدعم السريع عبر محورين على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، غربي السودان. وقال الجيش، في بيان، إن الفرقة السادسة مشاة، بالتعاون مع القوة المشتركة (للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام) والقوات المساندة، تمكنت من صدّ هجوم عنيف شنّته مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر من محورين، الشمالي والشمالي الشرقي، منذ ساعات الصباح عبر المشاة والمركبات القتالية والمصفّحات.
وأضاف: "كبّدت قواتنا العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إذ قُدّر عدد المركبات المهاجمة بنحو 50 مركبة قتالية، تم تدمير 10 مركبات منها، والاستيلاء على مركبتين بكامل عتادها". وأشار البيان إلى مقتل عشرات العناصر من "الدعم السريع" وإصابة آخرين، ولاذ من تبقى منهم بالفرار في اتجاهات متفرقة. ولم يصدر عن قوات الدعم السريع أي تعليق حتى الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش.
والأسبوع الماضي، سقط 60 قتيلاً في هجوم بمسيّرة نسبت إلى قوات الدعم السريع على مخيّم للنازحين في مدينة الفاشر. وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر وقتها إن "القصف استهدف المدنيين العزّل مباشرةً، وتسبّب في انهيار مبانٍ واحتجاز جثث تحت الأنقاض"، وأشار البيان إلى أنّ "الهجوم جرى بمسيّرات استراتيجية وبأسلوب انتقامي متعمّد من قوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى داخل الأحياء السكنية نتيجة التدوين والقصف الجوي المتكرر"، وأضافت أنّ الوضع في المدينة "فاق حدّ الكارثة الإنسانية، وبات أقرب إلى الإبادة الجماعية"، مشيرةً إلى أنّ سكان الفاشر "يموتون يومياً إما بالقصف، أو الجوع، أو المرض"، وأن المدينة "تفقد أكثر من ثلاثين روحاً بريئة يومياً".
ومنذ أغسطس/ آب الماضي، تكثّف قوات الدعم السريع قصفها المدفعي وضرباتها الجوية بواسطة المسيّرات على الفاشر، وتمكّنت من السيطرة على أجزاء منها، بينما يواصل الجيش الدفاع عن مواقع محدودة داخل المدينة. وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية التي حللها مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية أن قوات الدعم السريع أنشأت سواتر ترابية تمتدّ لنحو 68 كيلومتراً حول المدينة، تاركة ممراً وحيداً بطول أربعة كيلومترات تقريباً للخروج من الفاشر، يتعرّض فيه المدنيون للابتزاز مقابل السماح لهم بالعبور.
وفي سياق المواقف، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، عن أسفه حيال الصراع القائم في السودان. وقال: "الصراع في السودان يؤلمنا بشدة، ونأمل تحقيق وقف لإطلاق النار أولاً، ثم إرساء سلام دائم بالبلاد". وشدد على أن المجتمع الدولي لا يولي مأساة السودان اهتماماً كافياً، مؤكداً أنه من الواجب الإنساني للجميع وقف إراقة الدماء في هذا البلد. ولفت إلى أن العالم الغربي يرى أن الحروب الأهلية والصراعات والنزاعات في أفريقيا مصير محتوم للقارة.
(الأناضول، العربي الجديد)