الجيش السوداني يطلق عملية عسكرية لاستعادة مدينة أم روابة

01 ديسمبر 2024
أفراد من الجيش السوداني في الخرطوم بحري 3 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شن الجيش السوداني عملية عسكرية لاستعادة مدينة أم روابة من قوات الدعم السريع، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدن التي فقدها، مع اندلاع معارك عنيفة باستخدام سلاح الطيران.
- استهدفت قوات الدعم السريع مطار مدينة عطبرة بالطائرات المسيّرة، لكن الجيش تصدى لها. الحرب بين الطرفين دخلت شهرها التاسع عشر، وأسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف مدني ونزوح 11 مليون شخص.
- انتقدت وزارة الخارجية السودانية تصريحات المجلس النرويجي للاجئين، مؤكدة تقديم الحكومة تسهيلات للمساعدات الإنسانية، متهمة قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد المدنيين.

نفذ الجيش السوداني، اليوم الأحد، عملية عسكرية لاستعادة مدينة أم روابة، إحدى مدن ولاية شمال كردفان في غرب البلاد من قوات الدعم السريع. وطبقاً لشهود عيان، فإن الجيش حرك قواته من الأبيض، مركز الولاية، ومحاور أخرى وتوجه ناحية مدينة أم روابة، الواقعة على بعد 300 كم من العاصمة الخرطوم وأكثر من مائة كم من الأبيض، ودارت معارك عنيفة. كما استخدم الجيش سلاح الطيران للإغارة على تجمّعات وتمركزات قوات الدعم السريع، ولم تعرف نتائج المعارك، خصوصاً بعد انقطاع الاتصالات عن المدينة.

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة أم روابة وغيرها من المدن الرئيسة بولاية شمال كردفان باستثناء العاصمة الأبيض، وذلك في الأشهر الأولى من الحرب العام الماضي.

وظهر اليوم أعلنت اللجنة الأمنية بولاية نهر النيل، شمالي السودان، أن قوات الدعم السريع استهدفت مطار مدينة عطبرة عبر عدد من الطائرات المسيّرة تصدت لها المضادات الأرضية ومنصات التشويش الإلكتروني التابعة للجيش وتمكنت من إسقاط المسيرات من دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات. وتعد هذه المرة السادسة التي تستهدف فيها قوات الدعم السريع مدينة عطبرة بالطائرات المسيرة.

ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها التاسع عشر وقتل فيها أكثر من 20 ألف مدني، وهجّر أكثر من 11 مليون شخص منازلهم ونزحوا إلى مناطق أكثر أمناً أو لجؤوا إلى خارج البلاد. ومنذ أشهر يحاول الجيش استعادة زمام المبادرة باستعادة عدد من المناطق والمدن آخرها مدينة سنجة، مركز ولاية سنار، جنوب شرقي البلاد.

وفي أحدث البيانات، اتهمت لجان مقاومة الحصاحيصا، وسط السودان، قوات الدعم السريع باختطاف مواطني مدينة الحصاحيصا في مواصلة لما سمته "نهجها الإجرامي وانتهاكها لحقوق الإنسان. وأشارت إلى أن المليشيا اختطفت أعداداً كبيرة من المدنيين من مختلف أحياء المدينة وتعذبهم وتصورهم مطالبة أهاليهم بفدية، مبينة أن الفدية للواحد تصل إلى 10 ملايين جنيه سوداني (كل دولار يساوي 600 جنيه سوداني).

من جهة أخرى، استنكرت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأحد، "التحامل البالغ ضد حكومة السودان وأجهزتها المختصة والقوات المسلحة السودانية بشأن ما صدر من السكرتير العام للمجلس النرويجي للاجئين، حول الأوضاع الإنسانية في السودان عقب زيارته للبلاد، وكذلك حديث المدير القُطري للمجلس بالسودان أمام لجنة التنمية الدولية بمجلس العموم البريطاني". وذكرت الوزارة السودانية في بيان لها أن السكرتير العام للمنظمة "أقحم دون أي مسوغ القوات المسلحة في ممارسة سلاح التجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وهي جريمة تنفرد مليشيا الدعم السريع بها". وأضافت: "بينما عجز السكرتير العام أن يسمي من يرتكب جرائم تدمير القرى وينتهج سياسة الأرض المحروقة والاغتصابات الجماعية وغيرها من الفظائع ضد المدنيين، وهي المليشيا الإرهابية التي توثق جرائمها بنفسها، ولا تتيح مجالا للشك حول مسؤوليتها عن ذلك".

وأوضح أن بيان السكرتير النرويجي "خلا من أي إشارة للتسهيلات الشاملة التي تقدمها حكومة السودان لتيسير وصول الإغاثة، بما في ذلك فتح جميع المعابر الحدودية، حتى التي تستخدم لتزويد المليشيا بالسلاح والعتاد، واستخدام كل المطارات العاملة في البلاد لتسلم المساعدات والتعاون بشأن الإسقاط الجوي للمساعدات بما في ذلك للمناطق التي لا تسيطر عليها".

وأضافت الوزارة، أنه "ولتأكيد الموقف السياسي الذي تتخذه المنظمة ضد الحكومة السودانية، جاء حديث مديرها القُطري بالسودان في مجلس العموم البريطاني متحاملا ومجافيا للحقيقة، حيث زعم أن إجراءات وضوابط العمل الإنساني في السودان مصممة لإعاقة تقديم المساعدات للذين يحتاجون إليها". وأبدت الوزارة "أسفها أن يأتي هذا الموقف العدائي من المنظمة، والذي يجسد أسوأ نماذج تسييس العمل الإنساني، بعد أن قدمت حكومة السودان كل أشكال التعاون والانخراط الإيجابي معها، بدليل استقبالها للسكرتير العام للمنظمة وتسهيل زيارته للبلاد".

المساهمون