استمع إلى الملخص
- تتناقص سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في عدة ولايات، بينما تواصل قوات الدعم السريع محاولاتها للسيطرة على مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق.
- الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش و"الدعم السريع" أسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل و15 مليون نازح، وسط مخاوف من تقسيم البلاد.
أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، بسط سيطرته على مواقع استراتيجية، بينها "أبراج النيلين" و"موقف شروني" و"جسر المسلمية"، وسط مدينة الخرطوم. وأفاد سلاح المدرعات للجيش السوداني، عبر صفحته على فيسبوك، أن "قواته دخلت أبراج النيلين (بنايات سكنية تجارية شاهقة)، وقد استلمت جسر المسلمية وسط المدينة"، بحسب ما ذكرت "الأناضول".
وأضاف أن "قوات سلاح المدرعات أحكمت سيطرتها أيضاً على موقف شروني (أكبر محطة مواصلات) وسط الخرطوم". ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لجنود الجيش وهم يتجولون داخل موقف شروني وحي الخرطوم "3 و2" المتاخم لوسط الخرطوم.
من جهته، قال الناطق الرسمي بإسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، في تصريح مقتضب، إن قواتهم حققت، اليوم الأحد، تقدماً كبيراً في القتال بوسط الخرطوم. وبذلك يكون الجيش السوداني قد اقترب من الوصول إلى القيادة العامة للجيش من الناحية الغربية، وكذلك إلى القصر الرئاسي من الناحية الجنوبية.
ولم يصدر أي تعليق من الدعم السريع بهذا الخصوص، إلا أن قائد قواتها محمد حمدان دقلو "حميدتي" أكد، في تسجيل مصور السبت، أن قواته لن تخرج من العاصمة أو من القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب. ويخطط الجيش في عملياته الأخيرة للربط بين قواته في سلاح المدرعات ومقر قيادة الجيش وسط الخرطوم، ما يتيح له الفرصة للانفتاح أكثر جنوب الخرطوم بعد فتح المزيد من خطوط الإمداد للقوات التي كانت محاصرة.
والشهر المقبل، تدخل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع عامها الثالث، وسط مخاوف من تقسيم البلاد بعد إعلان عدد من القوى السياسية والعسكرية، في مقدمتها قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، تشكيل حكومة موازية للحكومة في بورتسودان، كما توعدت تلك القوى بمواصلة القتال حتى "تحرير البلاد"، على حد وصفها.
واليوم الأحد، أعلنت قوات الدعم السريع إحراز تقدم بولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، وذكرت في بيان لها أنها ماضية نحو السيطرة على مدينة الدمازين، مركز الولاية.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات العاصمة والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق. وفي ولاية الخرطوم المكونة من ثلاث مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على "مدينة بحري" شمالاً، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غرباً، و75% من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، منذ إبريل/نيسان 2023، حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.