الجيش السوداني يستعيد أحياء في وسط الخرطوم

05 فبراير 2025
دخان متصاعد من أماكن المواجهات بالخرطوم، 27 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سيطر الجيش السوداني على أحياء استراتيجية في الخرطوم، مثل الرميلة والقوز، بعد اشتباكات مع قوات الدعم السريع، مما عزز موقعه بالقرب من مقر القيادة.
- تواصل قوات درع السودان المتحالفة مع الجيش عملياتها في محور شرق النيل، مستهدفة السيطرة على الجهة الشرقية لجسر سوبا، وسط قصف متبادل مع قوات الدعم السريع.
- تصاعد التوتر بين السودان وجنوب السودان بسبب اتهامات بمشاركة مواطنين من جنوب السودان في القتال، مما أدى إلى تبادل الاتهامات واستدعاء السفير السوداني في جوبا.

سيطر الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، على أحياء الرميلة والقوز ومناطق اخرى بوسط العاصمة الخرطوم. وجاءت السيطرة في إطار "تنفيذ خطة انفتاح لسلاح المدرعات" بمنطقة الشجرة، جنوب العاصمة، وتهدف إلى الربط بين سلاح المدرعات ومقر قيادة الجيش التي فك الحصار عنها في الأسابيع الماضية. 

وطبقا لشهود عيان، فإن وحدة سلاح المدرعات تحركت نحو وسط الخرطوم واشتبكت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وتجاوزت دفاعات الدعم السريع، لتتمكن في النهاية من السيطرة على الرميلة والقوز، ثم المنطقة الصناعية، وباتت قريبة من مقر قيادة الجيش. من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان مقتضب، إن الجيش أحرز تقدما كبيرا بالخرطوم و"ذلك بتطهير كامل منطقة الرميلة، والامدادات الطبية، والمنطقة الصناعية، ودار سك العملة".

ومنذ أشهر، يسجل الجيش والقوات المتحالفة معه تقدما بعدد من محاور قتاله ضد قوات الدعم السريع التي صنفتها الحكومة السودانية منذ بداية الحرب، العام قبل الماضي، مليشيا إرهابية متمردة. وفي مناطق جنوب الخرطوم، أفاد شهود عيان بأن المنطقة تشهد منذ أيام انفلاتا أمنيا واسعا وحالة من الفوضى، نتيجة هروب قوات الدعم من المنطقة إلى أم درمان، عبر جسر أولياء. وأوضح الشهود، أن سوق قورو الموجود في المنطقة شهد، اليوم الأربعاء، مقتل 10 أشخاص على الأقل وأصيب العشرات بسبب التفلتات الأمنية.

وفي محور شرق النيل، شرق العاصمة، تواصل قوات درع السودان المتحالفة مع الجيش عمليات عسكرية متواصلة للتوغل داخل الخرطوم من اتجاه الشرق. وذكر مصدر بالقوات لـ"العربي الجديد"، أنهم اقتربوا من السيطرة على الجهة الشرقية لجسر سوبا الرابط بين الخرطوم ومنطقة شرق النيل. وكان الجيش قد قصف صباح اليوم تمركزات الدعم السريع في منطقة كافوري، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان، طبقا لشهود عيان. 

وكانت قوات الدعم السريع قد قالت، في بيان في وقت سابق، إنها "كبدت قوات الجيش وتوابعه خسائر فادحة في العتاد والأرواح، خلال المعارك بمنطقة شرق النيل، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في العيلفون".

استمرار التوتر بين السودان وجنوب السودان

إلى ذلك، وجهت الحكومة السودانية انتقادات جديدة إلى نظيرتها الجنوب سودانية، حول "مشاركة مواطنيها في القتال" إلى جانب قوات الدعم السريع في الحرب الحالية. وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، بياناً الأربعاء، انتقدت فيه بياناً من نظيرتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي بجنوب السودان، لـ"عدم إدانتها لجرائم المرتزقة، والتقليل من أعدادهم، وحديثها عن عدم السيطرة عليهم، عدا عدم إشارتها إلى أي جهد بذلته حكومة جنوب السودان لمنع وصولهم للسودان، أو حتى تنبيه مواطنيها لعدم الاستجابة لإغراءات مليشيا الدعم السريع، للقتال كمرتزقة". 

وقبل أسابيع ساد التوتر في العلاقة بين الخرطوم وجوباً، وظهر للعلن عقب احتجاج جوبا على انتهاكات واسعة تقول إن مواطنيها تعرضوا لها بعد تحرير مدينة ود مدني، وسط السودان، بحجة مشاركتهم في القتال بصفوف الدعم السريع، واستدعت خارجية جنوب السودان السفير السوداني في جوبا عصام كرار لتبليغه بالاحتجاج الرسمي، فيما قتل نحو 16 سودانياً في جنوب السودان بحملات انتقامية. 

وأوضحت الخارجية السودانية أنها لاحظت أن الخارجية الجنوب سودانية "قد أقرت لأول مرة بمشاركة أولئك المرتزقة، بعد أن كانت قد نفت علمها بذلك، وجادلت من قبل أن نسبة هؤلاء المرتزقة لا تصل إلى 65 %، وأن الحكومة لا سيطرة لها عليهم، وهو أمر تحرمه كل القوانين وواجبات علاقات حسن الجوار"، طبقاً لما جاء في البيان. 

المساهمون