استمع إلى الملخص
- شهدت المصفاة تصاعد الدخان والانفجارات خلال عملية عسكرية للجيش لاستعادة السيطرة، بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع في بداية الحرب.
- نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها، متهمة الجيش بقصف المصفاة، ووصفت ذلك بجريمة حرب، داعية المنظمات الدولية لتوثيق الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة.
اتّهم الجيش السوداني، اليوم الخميس، قوات الدعم السريع بتعمد إحراق مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم. وذكر الجيش في بيان من مكتب ناطقه الرسمي، واطلع عليه "العربي الجديد"، أن إحراق المصفاة، يأتي مواصلة لسلوك "مليشيا آل دقلو الإجرامية والحاقدة على البلاد وشعبها وبعد أن ضيق عليها الجيش الخناق بكل محاور القتال"، طبقاً لما جاء في البيان.
وأضاف الناطق الرسمي، أن الحادث يعد محاولة يائسة لتدمير بنيات البلاد "بعد أن يئست من تحقيق أوهامها بالاستيلاء على مقدراته وأرضه، وأن التصرف يكشف مدى إجرام وانحطاط المليشيا قيادةً وأفراداً ومساندين، ويوضح بجلاء مدى ضلوعها في ارتكاب كل أنواع الجرائم والانتهاكات غير المسبوقة في تاريخ الحروب بحق المواطن السوداني وممتلكاته". كما أكد الجيش، أن ذلك الأمر "يزيده عزماً على ملاحقة المليشيا في كل مكان"، والتفرغ لإعادة إعمار كل ما دمرته "أياديهم الآثمة بهذا البلد وشعبه".
وكان شهود عيان، قد ذكروا لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، أنهم شاهدوا من بحري وأم درمان، تصاعد أعمدة الدخان من المصفاة وما حولها وسماع دوي انفجارات. وينفذ الجيش، هذه الأيام، عملية عسكرية لإعادة الاستيلاء على مصفاة تكرير النفط التي افتتحت في عام 2000 والواقعة على بعد 70 كيلومتراً من العاصمة الخرطوم، وكانت تنتج قبل الحرب 10 آلاف طن من الجازولين، وأكثر من أربعة آلاف طن من البنزين، بالإضافة إلى إنتاج غاز الطهي، وفي الأشهر الأولى من الحرب سيطرت قوات الدعم السريع على المصفاة، بالتزامن مع سيطرتها على عدد من المواقع الاستراتيجية مثل القصر الرئاسي، ومطار الخرطوم، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، وغيرها.
وفي بيان آخر، قال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، إن الحكومة "قادرة على إعادة تأسيس وتشييد كل المؤسسات الحيوية التي دمرتها المليشيا، وأن هذا النوع من الممارسات لن يثني الحكومة عن مواصلة جهودها لاستئصال تلك الفئة الباغية من السودان"، حسب قوله، وعد الوزير إحراق مصفاة الجيلي وقبله تدمير محطات المياه والكهرباء والسدود والمستشفيات ومنازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والمتاحف والمدارس والجامعات، انتهاكاً صارخاً وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الحيوية.
لكن قوات الدعم السريع، وفي بيان لها، اتهمت طيران ما تسميه جيش الحركة الإسلامية بقصف مصفاة الجيلي بالبراميل المتفجرة، وتدمير ما تبقى فيها من منشآت، وقالت إن عمليات القصف الجوي المستمرة على المصفاة وآخرها صباح اليوم، والتي أدت إلى تدميرها، تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وهي لا تنفصل عن الجرائم التي ظل يرتكبها جيش الحركة الإسلامية الإرهابي منذ بداية الحرب، حسب ما جاء في البيان الذي دعا المنظمات الدولية للاضطلاع بدورها في توثيق تلك الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة.
كما نشرت قوات الدعم السريع، مقاطع فيديو لما قالت إنها انتصارات لها على القوات المشتركة الموالية للجيش بمحور ولاية شمال دارفور. ومن مدينة الفاشر، يوضح شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن القصف المدفعي المتبادل في المدينة بين قوات الجيش والقوات المتحالفة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، يتواصل خصوصاً شمال وغرب المدينة، بينما تدخل سلاح الطيران، التابع للجيش، وأغار على تجمعات قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة، في وقت تشهد فيه محاور أخرى في البلاد هدوءاً نسبياً.