استمع إلى الملخص
- توعدت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بالانتقام من قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على مخيم زمزم وارتكابها مجزرة بحق سكانه، مما يغير مجرى الحرب.
- تسببت سيطرة الدعم السريع على مخيم زمزم في نزوح إلى الفاشر، حيث فرض حظر تجوال ليلي، بينما استمرت الاشتباكات والقصف، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
حقق الجيش السوداني تقدماً في معاركه مع قوات الدعم السريع، التي ترفض مغادرة الأجزاء الغربية الجنوبية من مدينة أم درمان، الضلع الآخر للعاصمة الخرطوم، حيث سيطر الجيش على مناطق جديدة وعدد من الأحياء، في وقت توعد قادة القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المساندة للجيش بالثأر من الدعم السريع، بعد سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، وارتكاب مجزرة بحق سكانه راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله في بيان صحافي، اليوم الثلاثاء، إن قواتهم، في مواصلة لنجاحاتها غرب وجنوب أم درمان، تمكنت اليوم من سحق وتدمير ما وصفها بشراذم مليشيا آل دقلو (الدعم السريع) في مناطق الصفوة، والحلة الجديدة، وقرية الصفيراء، ومعسكر الكونان. وأضاف عبد الله أن قواتهم دمّرت عدداً من مركبات "الدعم السريع" القتالية، وقضت على العشرات من مقاتليها، إلى جانب السيطرة على عدد من المدافع والأسلحة، مؤكداً أنه يجري تصفية ما تبقى من جيوب محدودة في المنطقة.
من جهتها، توعدت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، وهي حركات مسلحة موقعة على سلام مع الحكومة السودانية، بالثأر من قوات الدعم السريع لما ارتكبته من انتهاكات بحق سكان مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، والذي سيطرت عليه أول من أمس الأحد، بعد هجمات عنيفة استمرت عدة أيام، وخلّفت أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى، حسبما أعلنت السلطات الصحية في الولاية.
وقال المتحدث باسم القوة المشتركة العميد أحمد حسين على صفحته في موقع "فيسبوك"، اليوم الثلاثاء، إن الهدف من اقتحام مخيم زمزم كان انتقاماً من حواضن القوة المشتركة والجيش، لأنهم أفشلوا أكبر مؤامرة ومخطط تتعرض له الدولة السودانية في تاريخها القديم والحديث. وأضاف حسين: "عملية اقتحام المخيم تمت تحت الإشراف المباشر للمجرم عبد الرحيم دقلو (قائد ثاني الدعم السريع)، وتابع: "لكن أؤكد لك أن هذه الممارسات الإجرامية والإرهابية سوف تغير مجرى الحرب ولن يتصورها عقلك الطافح، وانتقام وثأر أبناء الضحايا قادم لا محال".
وتسببت سيطرة الدعم السريع على مخيم زمزم في موجة نزوح الى مدينة الفاشر القريبة، والتي أصدرت لجنة الأمن بها قراراً أمس بحظر التجوال داخل المدينة من الساعة السابعة مساءً وحتى الخامسة صباحاً، اعتباراً من اليوم. بدورها، أعلنت الدعم السريع في مقطع فيديو نشرته أمس الاثنين على تطبيق تليغرام، عن استقبالها تعزيزات عسكرية جديدة حول مدينة الفاشر.
وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر، في بيان اليوم الثلاثاء، إنها نفذت عبر طائراتها المسيّرة أمس ضربات ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع شمال شرقي الفاشر، كما تصدت لقوة متسللة في حي "خور سيال" شرقي المدينة، بجانب تحييد عدد من القنّاصة جنوب شرقي المدينة، وتدمير مدفع ثقيل كان متمركزاً بجبال أبوجا ناحية الشمال الشرقي.
وأضافت الفرقة أن الدعم السريع قصفت أمس أحياء مدينة الفاشر باستخدام مدافع 120 مليمتراً و82 مليمتراً، إضافة إلى قناصة صوّبوا نيرانهم نحو الأحياء السكنية، مما أدى إلى مقتل 15 مواطناً وإصابة 20 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال، كما أطلقت "الدعم" سرباً من الطائرات المسيّرة في مناطق متفرقة، مما أسفر عن إصابات خطيرة وعميقة بين المواطنين حسب البيان.