استمع إلى الملخص
- أكد قائد الجيش الجزائري على أهمية تطوير الأداء العملياتي لحماية الحدود من الإرهاب وتهريب المخدرات، خاصة في منطقة حقول الغاز التي تعرضت لهجوم إرهابي في 2013.
- تسعى الجزائر لتعزيز التعاون العسكري مع ليبيا لتأمين الحدود، من خلال تدريبات مشتركة وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب وحماية المصالح الحيوية.
نفذ الجيش الجزائري مناورة تكتيكية بالذخيرة الحية، اليوم الثلاثاء، حضرها قائد أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة، في المنطقة العسكرية الرابعة، بإن أمناس جنوب شرقي الجزائر، قرب الحدود مع ليبيا، والتي كانت شهدت في يناير/ كانون الثاني 2013، أكبر هجوم إرهابي استهدف منشأة للغاز.
وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية بأن هذه المناورة العسكرية التي شاركت فيها الوحدات البرية والجوية، تستهدف اختبار الجاهزية القتالية للوحدات المتمركزة في هذه المنطقة الحدودية، ومدى قدرتها على تنفيذ المهام القتالية المحتملة، ودقة الرمايات بمختلف الأسلحة، والتحكم في العتاد القتالي، ومنظومات الأسلحة الحديثة في جو المعركة الحقيقية. وأظهرت صور بثها التلفزيون الجزائري، استخدام قوات الجيش في هذه المناورة، لراجمات الصواريخ، وصواريخ محمولة وموجهة، وطائرات عسكرية عمودية مقاتلة، ودبابات، بصدد الهجوم على أهداف عسكرية ثابتة ومتحركة، والقنص والإنزال العسكري.
وحث قائد الجيش الجزائري الضباط والعسكريين على الاستمرار في تطوير الأداء العملياتي لقوام المعركة، "من أجل ضمان حماية مثالية لحدودنا، وإفشال أي محاولة إرهابية أو تهريب المخدرات، وكافة أشكال الجريمة المنظمة"، خاصة في هذه المنطقة التي وصفها شنقريحة بـ"الحساسة"، وهي منطقة تُعرف بتمركز حقول ومنشآت الغاز، أبرزها منشأة تيقنتورين التي كانت تعرضت لهجوم إرهابي كبير في يناير 2013، حيث احتلتها مجموعة إرهابية تسللت من شمال مالي إلى ليبيا، ومنها إلى داخل الحدود الجزائرية، حيث احتجزت حينها 700 شخص بينهم أجانب، قبل أن ينجح الجيش الجزائري في تحريرهم والقضاء على المهاجمين.
ومنذ تلك الحادثة، عززت قوات الجيش الجزائري تمركزها في المنطقة الحدودية، لمراقبة أي تحرك للمجموعات المسلحة، كما فاقمت الأزمة الليبية وانتشار السلاح والمليشيات جنوبي البلاد، المخاوف الجزائرية المستمرة من أي استهداف جديد لهذه المنشآت الحيوية وأي مصالح أخرى داخل التراب الجزائري، كما تبدي الجزائر منذ فترة قلقاً مستمراً بشأن الأزمة في ليبيا، وغياب مؤسسة عسكرية ليبية موحدة، نتيجة لتداعيات ذلك على أمن الحدود.
وتسعى الجزائر عبر هذا الجهد الميداني، إلى إظهار حزم عسكري على الحدود مع ليبيا، كما في الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر، بالتوازي مع مسعى للتنسيق العسكري مع الجانب الليبي لتأمين الحدود، إذ كان وفد عسكري جزائري قد عقد نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اجتماعاً مع رئاسة أركان المنطقة الغربية التي تتبع حكومة الوحدة الوطنية الليبية، بهدف وضع خطة مشتركة "لتفعيل التعاون العسكري بين القوات الليبية والجيش الجزائري، وتنفيذ تدريبات مشتركة تستهدف تطوير كفاءات العناصر الليبية، سواء داخل الأراضي الليبية أو في الجزائر"، للمساعدة في دعم بناء قدرات الجيش الليبي، وقبل ذلك أعلن مدير جهاز أمن الجيش الجزائري العميد محرز جريبي، خلال زيارته إلى طرابلس، استعداد الجزائر "لتعزيز الشراكات الأمنية والعسكرية، وفتح قنوات اتصال لتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب، والتباحث حول المخاطر والتهديدات المشتركة، وحماية الحدود".