الجيش الجزائري يتمرن قرب الحدود الليبية... رسالة إلى حفتر وحلفائه

الجيش الجزائري يجري تمريناً بالذخيرة الحية قرب الحدود الليبية… رسالة ثانية إلى حفتر وحلفائه

30 يونيو 2021
شاركت في التمرين القتالي وحدات عسكرية مختلفة (فيسبوك)
+ الخط -

أجرى الجيش الجزائري، اليوم الأربعاء، مناورات قتالية بالذخيرة الحية قرب الحدود الجزائرية الليبية، في منطقة جانت جنوبي الجزائر، والتي يربطها معبر بري مع مدينة غات الليبية، كان أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إغلاقه قبل أسبوع، ما يعني أن هذه المناورات تندرج ضمن التحذيرات الجزائرية المشددة لحفتر.

وأشرف رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة الأربعاء على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية، تحت اسم "نصر 2021"، تضمن قيام الوحدات البرية بالرمي بالذخيرة الحية وعددا من الأعمال القتالية، وشاركت في التمرين القتالي القوات الجوية ووحدات من الدفاع الجوي، ووصف بيان لوزارة الدفاع الجزائرية التمرين والأعمال القتالية بأنها جرت باحترافية عالية في جميع المراحل بمستوى تكتيكي وعملياتي عالي المستوى.

وتم خلال التمرين تنفيذ عملية إنزال سريع بالحبال عبر مروحيات لوحدة من القوات الخاصة، وأفاد البيان بأن "التمرين التكتيكي المُنفذ بالذخيرة الحية يهدف إلى اختبار الجاهزية القتالية لوحدات القطاع، فضلاً عن تدريب القادة والأركان على قيادة العمليات وتطوير معارفهم في التخطيط والتحضير والتنظيم والتنفيذ ووضعهم في جو المعركة الحقيقية".

ويُفهم من وصف منطقة التمرين بأنها "جو معركة حقيقية"، وتنفيذها في منطقة جانت يُفهم من ذلك استشعار القيادة العسكرية الجزائرية لوجود خطر حقيقي في المنطقة الحدودية، واستباق أي نوع من الأعمال العدائية التي قد تستهدف الجزائر، خاصة بعد إعلان حفتر عن تمركز لقواته قبالة المعبر البري على الحدود الليبية الجزائرية من جهة، ومن جهة ثانية توجيه تحذير جدي لحفتر من مغبة القيام بأي عمل قد يستهدف الجزائر، بما فيها إمكانية توريطه لمجموعات مسلحة على الحدود في الجنوب في استفزاز الجزائر.

وكان قائد الجيش الجزائري الفريق شنقريحة قد وجه أمس تحذيرات مباشرة إلى حفتر، وقال إن "الجزائر لا ولن تقبل أي تهديد أو وعيد، من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها".

وأضاف شنقريحة: "ومن هنا، فإننا نحذر أشد التحذير، هذه الأطراف وكل من تُسول له نفسه المريضة والمتعطشة للسلطة، من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر وسلامتها الترابية"، ويقصد شنقريحة "بالمتعطش للسلطة" الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، مشيراً إلى أن الجيش الجزائري على أهبة الاستعداد لتنفيذ رد قاسٍ.

وكان شنقريحة يتحدث في أعقاب إعلان قيادة القوات الموالية لحفتر، إغلاق المنطقة الحدودية الجنوبية بين ليبيا والجزائر على مستوى منطقة غات، وزعمت أنها أطلقت عملية لملاحقة التكفيريين وشبكات تهريب المهاجرين والجريمة المنظمة.

وجاء توقيت إغلاق المعبر الحدودي الليبي عقب تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال فيها إن الجزائر كانت بصدد التدخل المباشر لمنع سقوط طرابلس باعتبارها خطا أحمر.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ويعتقد مراقبون أن السلطات الجزائرية لم تأخذ تهديدات حفتر على محمل الجد، لمعرفتها بطبيعة قدراته على الأرض، لكنها تعلم في الوقت نفسه أن حفتر له حلفاء يدفعونه لاستعداء الجزائر واستدراجها، وبعض تحركاته هي بإيعاز، وهذا يفرض على الجزائر، بحسب محللين توجيه رسالة واضحة إليهم.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ورقلة جنوبي الجزائر، مبروك كاهي في تصريح لـ" العربي الجديد"، "أعتقد أن إجراء تمرين قتالي بالذخيرة الحية في تلك المنطقة، هو رسالة في الحقيقة تتجاوز حفتر، لأن هذا الأخير فقد دوره والدليل غيابه عن مؤتمر برلين الأخير، لكنها رسالة إلى مشغليه الإقليميين والدوليين، ورسالة إلى طائرات الاستطلاع بأنه في حال اقترابها سيتم إسقاطها دون إنذار".

ويرى كاهي أن الأزمة الليبية قاربت على الانتهاء، مشيراً إلى أن هناك "من يحاول استغلال الوقت المتبقي لتمرير أجندته وخلق بؤرة توتر جديدة بعيدة عن العاصمة طرابلس".

 وأوضح أن "المناورات والتمرين القتالي رسالة واضحة؛ هناك من يعتقد أن تلك المنطقة هي نقطة ضعف للجيش الجزائري فهي مثلث حدودي بين الجزائر وليبيا والنيجر، ومعروفة بمسالكها الوعرة، وهناك من يعتقد أنه بالإمكان تمرير الجماعات الإرهابية عبرها".