استمع إلى الملخص
- وسيم بيرقدار، من دمشق، كان ناشطًا سياسيًا وعسكريًا، واعتقل سابقًا من قبل النظام السوري، ثم انضم إلى "جبهة النصرة" و"حراس الدين" قبل أن يترك التنظيم للعمل التجاري.
- أثار مقتله ردود فعل متباينة، حيث نعى بعض السوريين دوره في الحراك السياسي، ودعوا الولايات المتحدة لتقييم عملياتها لتجنب استهداف الأبرياء.
أعلن الجيش الأميركي مسؤوليته عن مقتل من وصفه بأنه قيادي في تنظيم "حراس الدين" المبايع لتنظيم القاعدة، أمس الجمعة في محافظة إدلب، شمال غربي شورية. وذكّرت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم) في حسابها على منصة (إكس) اليوم السبت، أن قواتها شنت غارة جوية دقيقة في شمال غربي سورية، ما أسفر عن مقتل وسيم تحسين بيرقدار، ووصفته بأنه "أحد كبار القادة في منظمة "حراس الدين" التابعة لتنظيم "القاعدة". وأضافت أن الغارة الجوية تأتي في إطار "التزامها المستمر إلى جانب الشركاء في المنطقة، بتعطيل وتقليص جهود الإرهابيين في التخطيط وتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".
CENTCOM Forces Kill an Al Qaeda Affiliate, Hurras al-Din, Leader in Northwest Syria
— U.S. Central Command (@CENTCOM) February 22, 2025
On Feb. 21, U.S. Central Command (CENTCOM) forces conducted a precision airstrike in Northwest Syria, killing Wasim Tahsin Bayraqdar, a senior leadership facilitator of the terrorist organization… pic.twitter.com/8daB0kqqOm
من جانبه، قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية: "سنلاحق بلا هوادة التهديدات الإرهابية وندمرها، بغض النظر عن موقعها، من أجل حماية وطننا وحلفائنا وشركائنا".
واستهدفت طائرة مسيرة الليلة الماضية سيارة في محيط مدينة الدانا بريف إدلب، شمالي سورية، بعد أقل من أسبوع على عملية مشابهة في المنطقة.
وذكر الدفاع المدني السوري أن شخصاً قتل جراء هجوم صاروخي من طائرة مسيرة مجهولة الهوية، استهدفت سيارة يستقلها على طريق بمدينة الدانا شمالي إدلب، مساء الجمعة مشيراً إلى أن الفرق التابعة له انتشلت جثمان القتيل من داخل السيارة، وسلمتها لمركز الطبابة الشرعية في باب الهوى.
شقيق مدير أوقاف دمشق
وقدّم المتحدث باسم "المجلس الإسلامي السوري" مطيع البطين، التعازي لمدير أوقاف دمشق، سامر بيرقدار، بعد مقتل شقيقه وسيم بيرقدار جراء هذا الهجوم.
كما نعى الباحث السوري محمد منير الفقير، القتيل وسيم بيرقدار، والذي هو شقيق مدير أوقاف دمشق، ومدير لجنة الحج، وقال إن "حراك دمشق" يودع أحد أبرز الفاعلين فيه، بعد مقتله في ريف إدلب الشمالي.
وحول علاقة القتيل بتنظيم "حراس الدين"، قال الفقير في حسابه على "فيسبوك" إن "بيرقدار ينحدر من مدينة دمشق، وعندما تشكل مجلس قيادة الثورة بدمشق نهاية صيف 2011، كان فاعلاً فيه، و"كانت طروحات المجلس حتى تلاشيه بعد عدة سنوات، تدعو إلى إسقاط النظام وبناء دولة سورية حديثة وديمقراطية تحقق العدل والكرامة والرفاهية لمواطنيها"، مشيراً إلى أن أعضاء الحراك التقوا في تلك الفترة مرات عدة مع مندوبين من السفارة الأميركية في دمشق قبل إغلاقها وكانت العلاقة جيدة معهم، وفق قوله.
وأوضح أن وسيم اعتقل من قوات النظام السوري وتنقل بين عدة فروع أمنية، ولديه شقيق قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وبعد خروجه من السجن، اضطر إلى ترك دمشق بسبب الملاحقة الأمنية وانتقل إلى الغوطة الشرقية ثم إلى إدلب وهناك انضم إلى "جبهة النصرة" وبعد تحولها إلى "هيئة تحرير الشام"، كان ضمن الخط المعارض لها، وانضم إلى تنظيم "حراس الدين" ثم لم يلبث أن تركه قبل أكثر من خمس سنوات وتفرغ للعمل التجاري في مدينة الدانا بإدلب.
واعتبر الفقير أن الولايات المتحدة "اغتالت مواطناً مدنياً أعزلَ، استنكف عن أن يكون جزءاً من التنظيمات التي تناصبها العداء" وطالب واشنطن بمراجعة "بنك أهدافها وإعادة تقييم عملائها وتكف عن قبول الأثمان المدفوعة لها من رقاب الأبرياء".
وكانت الولايات المتحدة تبنت قبل أيام مقتل ما قالت إنه قيادي في تنظيم "حراس الدين"، خلال ضربة جوية مماثلة في المنطقة نفسها. وقالت في حينه إن القتيل هو مسؤول بارز في الشؤون المالية واللوجستية في التنظيم.