أعلن الجيش الأردني، اليوم الثلاثاء، إسقاط طائرة مسيّرة كانت قادمة من سورية ومحمّلة بمواد مخدرة، ضمن العمليات التي ينفذها منذ سنوات لإحباط تهريب أسلحة ومخدرات آتية من الأراضي السورية، لا سيما بعد أن تحوّلت إلى منصة لتهريب المخدرات، خصوصاً الكبتاغون.
وقال الموقع الرسمي للقوات المسلحة الأردنية، إنّ "المنطقة العسكرية الشرقية أسقطت صباح اليوم الثلاثاء، على إحدى واجهاتها ضمن منطقة مسؤوليتها، طائرة مسيرة محملة بمواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية".
وأضاف نقلاً عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، قوله "إنّ قوات حرس الحدود، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيرة بدون طيار الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وجرى إسقاطها داخل الأراضي الأردنية".
وأضاف المصدر ذاته أنه بعد إسقاط الطائرة تبين أنها تحمل 500 غرام من مادة الكرستال (الاسم المحلي لحبوب الميثامفيتامين المخدرة)، ليجري تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.
وتوعد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مايو/ أيار الماضي، بضرب عصابات المخدرات المحلية والإقليمية التي تهدد أمن المملكة "الوطني والإقليمي بيد من حديد"، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وأكد الملك عبد الله حينها خلال زيارته إدارة مكافحة المخدرات التابعة لمديرية الأمن العام "تقديم الدعم الكامل للقوات المسلحة الأردنيّة، الجيش العربي ولإدارة مكافحة المخدرات، بما يمكنهما من التصدي لعصابات المخدرات المحلية والإقليمية، والضرب بيد من حديد لكل من يهدد أمننا الوطني والإقليمي".
وشدد على أنّ "قوّاتنا المسلّحة وأجهزتنا الأمنيّة أثبتتا دوماً كفاءة وقدرة عاليتين في الدفاع عن أمن الأردن، وما زالتا مستمرتين في التصدي لعصابات المخدرات المحلية والإقليمية".
وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في تصريحات سابقة "نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعالة سورية للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سورية للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية".
ووصلت عشرات الرسائل النصية، منتصف مايو/ أيار الفائت، إلى هواتف عدد كبير من الأشخاص المتهمين بالاتجار في المخدرات في محافظتي درعا والسويداء جنوبيّ سورية، تدعوهم لتسليم أنفسهم لحرس الحدود الأردني وتحذرهم من مصير مشابه لتاجر المخدرات مرعي الرمثان الذي قُتل في الثامن من الشهر نفسه، بغارة جوية يُرجح أن سلاح الجو الأردني هو من نفذها على منزله في قرية الشعاب بمحافظة السويداء، جنوبي سورية.
وليست المرة الأولى التي ينفّذ فيها الجيش الأردني غارات داخل الأراضي السورية لإحباط عمليات تهريب، ويعود بعضها إلى عام 2014، بعد أن تحوّلت إلى منصة لتهريب المخدرات، خصوصاً الكبتاغون الذي يُصنّع في سورية، إلى دول الخليج.
ويقول الأردن إن تهريب المخدرات، عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة حوالي 375 كيلومتراً، بمثابة "عملية منظمة" تستعين بطائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.
وتُعد سورية المصدر الأبرز للكبتاغون منذ ما قبل عام 2011. إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً.
ويتهم النظام السوري بالوقوف إلى جانب المليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني في عمليات تصنيع المخدرات في سورية وتصديرها إلى دول الجوار ودول الخليج وأوروبا، لا سيما أنّ معظم تجار المخدرات في الجنوب السوري مرتبطون بشكلٍ مباشر بالنظام السوري والمليشيات الإيرانية الموجودة في المنطقة.