أحبط الجيش الأردني، اليوم الثلاثاء، محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية، خلال عملية نوعية للجيش أسفرت أيضاً عن إصابة عدد من المهرّبين وفرار آخرين.
وذكر الموقع الرسمي للقوات المسلحة الأردنية أن المنطقة العسكرية الشرقية نفذت فجراً على إحدى واجهاتها ضمن منطقة مسؤوليتها عملية نوعية أسفرت عن إحباط محاولة تسلل مجموعة من الأشخاص حاولوا اجتياز الحدود وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمين من الأراضي السورية.
وفي التفاصيل، نقل الموقع الرسمي عن مصدر وصفه بعسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة، دون ذكر اسمه، "إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، رصدت من خلال المراقبات الأمامية محاولة مجموعة من الأشخاص اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية".
وأردف أنه "بناء على ذلك، تم تحريك دوريات رد الفعل السريع وتطبيق قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة عليهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم وفرارهم إلى داخل العمق السوري".
وبين المصدر أنه بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة عُثر على (1107000) حبة كبتاغون و(4049) كف حشيش، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.
وأكد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية ماضية في التعامل بكل قوة وحزم مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأي مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه.
توازياً، قال المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي إنّ العاملين في إدارة مكافحة المخدرات أحبطوا محاولتي تهريب للحبوب المخدرة في قضيتين منفصلتين.
وأشار إلى أنه "خلال القضية الأولى تابع فريق تحقيقي خاص معلومات وردت للإدارة عن قيام شخص من جنسية عربية بتجهيز إحدى مركبات الشحن وإخفاء كميات كبيرة من الحبوب المخدرة بداخلها، إذ تمكن الفريق من تحديد المركبة وضبطها والشخص المشبوه، وبتفتيشها تفتيشا دقيقا عثر على 270 ألف حبة مخدرة".
وأكمل أنه "في القضية الثانية وفي أحد المعابر الحدودية جرى إلقاء القبض على أحد الأشخاص فور وصوله للمعبر بعدما وردت معلومات عن إخفائه كمية من الحبوب المخدرة بجسم المركبة لتهريبها، وبتفتيش المركبة عُثر على 10 آلاف حبة مخدرة".
وفي الشأن، قال الخبير الأمني والعسكري جلال العبادي، لـ"العربي الجديد"، إن "عمليات التهريب لا يمكن أن تنتهي لكن نستطيع مقاومتها والحد منها، ولا أحد يستطيع القضاء عليها"، معللاً "ذلك بطول الحدود البالغة 375 كيلومتراً، وتضاريسها المختلفة وتقلبات الطقس، ومحدودية الإمكانات".
ولفت إلى أن "من يقومون بتهريب المخدرات ليسوا أشخاصاً، بل عصابات ومليشيات"، مشيراً إلى أن "منطقة الجنوب السوري أصبحت منطقة لإنتاج المخدرات وتصنيعها، وتدرّ المليارات من الدولارات سنوياً على المليشيات الإيرانية والجهات المقربة منها والتي تشكل ميزانيتها، كـ(حزب الله)، إضافة إلى جهات مقربة من النظام السوري، وسوقها الرئيسي الخليج العربي، والأردن أصبح جزءاً من هذا السوق"، موضحاً أن "حلّ المشكلة يتطلب تدمير جميع مصانع المخدرات في جنوب سورية".
وأشار إلى أن "بعض التقارير تقدر حجم إنتاج المخدرات في الجنوب السوري بما بين 8 و10 مليارات دولار سنوياً، وهي تشكل لهذه المليشيات قضية حياة أو موت، لذلك يستخدمون الطائرات المسيرة وأحياناً الحيوانات، ولا يمكن أن نستبعد أمكانية حفر إنفاق تمتد لعدة كيلومترات لتجاوز الحدود".
وشدد على "أهمية مواجهة من يعملون من داخل المملكة ويتواصلون مع تلك العصابات"، مضيفاً أن "هذا الطرف الذي يقيم بيننا هو الأكثر تهديداً".
ورأى العبادي أنه "كلما جرت محاصرة عصابات تهريب المخدرات يزداد الخطر على القوات المسلحة والأشخاص الذين يواجهون عصابات تهريب المخدرات".
وأوضح أنه "دون حل سياسي لا يمكن وقف عمليات تهريب المخدرات، خاصة في ظل غياب دور القوات الروسية في الفترة الأخيرة"، مشدداً على أن "وقف تهريب المخدرات يحتاج إلى حل سياسي وليس فقط لحل عسكري".