الجولاني يسوق نفسه مجدداً من خلال معاناة مخيمات النازحين

الجولاني يسوق نفسه مجدداً من خلال معاناة مخيمات النازحين

01 فبراير 2022
أبو محمد الجولاني يسوّق نفسه في صورة "شخصية مدنية" (تويتر)
+ الخط -

عاد زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني، إلى الظهور الإعلامي باللباس المدني في منحى يعتبره البعض أنه "تغيير سلوك" من قبله لتسويق نفسه "كقيادة سياسية مدنية"، وذلك من خلال زيارة أجراها، الإثنين، برفقة علي كده، رئيس وزراء ما تسمى "حكومة الإنقاذ"، الذراع المدني للهيئة، لمخيمات النازحين السوريين في منطقة دير حسان القريبة من الحدود السورية - التركية، شمال محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وقالت ما تسمى "حكومة الإنقاذ"، عبر معرفتها الرسمية، إن من وصفتهم بـ"قيادة المنطقة المحررة" أجرت زيارة إلى عدد من المخيمات في منطقتي دير حسان وسرمدا، شمال محافظة إدلب، وذلك لـ"الاطلاع على أوضاع النازحين ومعرفة احتياجاتهم في ظل الظروف الشتوية الصعبة".

وأكدت أن "قيادة المنطقة المحررة" عقدت جلسة طارئة، الإثنين، لـ"دعم أهالي المناطق المحررة في ظل الظروف المناخية الباردة والقاسية"، مدعيةً أنها "استنفرت كافة مؤسسات الحكومة بكل كوادرها لتقديم المساعدة والتسهيلات للحد من آثار الظروف الجوية الراهنة"، لافتةً إلى أنها ماضية في مشروعها (وطن بلا خيمة)، ريثما نتمكن من إسقاط نظام الأسد"، وفق معرفات الحكومة.

وأوضحت مصادر من منطقة إدلب، لـ"العربي الجديد"، أن "أبو محمد الجولاني وصل، صباح الإثنين، إلى مخيمات دير حسان، شمال محافظة إدلب، برفقة عدد كبير من أمنيي الهيئة، بالإضافة لعدد كبير من الشبكات الإعلامية والمصورين التابعين لحكومة الإنقاذ، والمقربين من الهيئة، لتغطية زيارة زعيم (تحرير الشام)، برفقة علي كده"، مُشيرةً إلى أنه "تم قطع الإنترنت عن منطقة دير حسان أثناء زيارة الجولاني، وسط انتشار أمني مكثف في المنطقة".

من جهتها، نقلت "مؤسسة أمجاد الإعلامية" الرديفة لإعلام الهيئة، على لسان زعيم "تحرير الشام"، خلال الجلسة الطارئة التي عُقدت شمال محافظة إدلب، قوله: "نعلن عن دعم تدفئة للعوائل المتضررة حتى يصلهم ما يعينهم في هذه الظروف"، مضيفاً أن "هذا الدعم، بعد المشاركة مع حكومة الإنقاذ، سيمنح للجهات المعنية في وزارة التنمية لإيصاله إلى العوائل المتضررة والمقدر عددها بـ50 ألف عائلة".

وأشار الجولاني إلى أن ما سماها "المناطق المحررة" تسير "وفق خطة معينة منتظمة للوصول إلى حال يليق بكرامة أهلنا وعزة دينهم"، موضحاً أن "البناء يحتاج زمنا كافيا لينمو بشكل طبيعي، وقد بدأت ملامح النمو والازدهار تظهر في المناطق المحررة"، لافتاً إلى أنه "مع كل الجهود المبذولة في المناطق المحررة، فإنها مشوبة بالتقصير والهفوات، وهذا من طبائع البشر".

ويحاول زعيم "تحرير الشام" إظهار نفسه "كشخصية مدنية" تقدم الخدمات للسكان في إطار مساعيه الأخيرة لإبعاد صفة "الإرهاب" عنه، فيما تزداد حالة الغضب لدى السكان مع كل ظهور له، لا سيما أن المنطقة تشهد حالة متدنية من الفقر لدى غالبية السكان والنازحين، بالإضافة لارتفاع نسبة البطالة وغلاء المحروقات ومادة الخبز والمواد الأساسية، بسبب احتكار تلك المواد والهيمنة على المعابر والمفاصل الاقتصادية لمنطقة إدلب من قبل "حكومة الإنقاذ"، ذراع الهيئة المدني.

وكان الجولاني قد ظهر في الـ7 من كانون الثاني/ يناير خلال افتتاح طريق حلب – باب الهوى بحلته الجديدة، بعد إعادة تعبيده وتوسيعه وإنارته، إلى جانب رئيس "حكومة الإنقاذ" علي كده، وإداريين من منطقة سرمدا والدانا، شمالي إدلب.