الجنايات المصرية تؤجل النطق بالحكم في قضية "كتائب حلوان"

الجنايات المصرية تؤجل النطق بالحكم في قضية "كتائب حلوان"

19 يونيو 2022
يتهم في القضية 216 مواطناً يعتقل أغلبهم فى سجن العقرب (العربي الجديد)
+ الخط -

قررت محكمة جنايات القاهرة المصرية تأجيل النطق بالحكم في القضية رقم 451 لسنة 2014 حصر أمن الدولة العليا المعروفة إعلامياً بـ"قضية كتائب حلوان" لجلسة الثلاثاء الموافق 28 يونيو/ حزيران 2022.

وتنظر محكمة جنايات القاهرة الدائرة الأولى إرهاب في القضية، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، إذ عقدت أولى جلساتها عام 2015، فيما يتهم في القضية 216 مواطناً مصرياً، يعتقل أغلبهم في سجن العقرب شديد الحراسة 1 و2، وتعتبر من أطول القضايا السياسية التي يجرى النظر في حيثياتها على مدار 6 سنوات، وطوال هذه المدة لم يصدر فيها حكم الآن.

وتضم القضية 11 متهماً كانوا أطفالاً حين القبض عليهم قبل سبع سنوات، إضافة إلى سيدة واحدة وهي علياء عواد التي اتهمت بتصوير فيديو لمجموعة متظاهرين ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الانضمام لجماعة إرهابية والترويج لأغراضها.

وعلى الرغم من إخلاء سبيل عواد بعد عامين، إلا أنه تم التحفظ عليها ونقلها إلى سجن القناطر في عام 2018، ومنذ تلك اللحظة وهي في معاناة نفسية وجسدية نتيجة ظهور مشكلات صحية لديها.

وبإعلان وفاة المعتقل أحمد صابر محمود، مساء الأحد الماضي، في سجن العقرب شديد الحراسة 2، والمحبوس احتياطياً منذ 7 سنوات على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بقضية كتائب حلوان يرتفع عدد المتهمين المدرجين على ذمة هذه القضية والذين ماتوا لأسباب متعددة إلى 9 مواطنين.

ومارست السلطات الأمنية المصرية على مدار 7 سنوات من اعتقال غالبية المتهمين أقصى أنواع الضغط والتعذيب والانتهاكات بحقهم، مستخدمة جميع الإجراءات المتاحة قانونية وغير قانونية، حتى وصل الشعور العام لدى أغلب المتهمين بأنهم "يريدوننا موتى"، بحسب تقرير صادر عن الشبكة المصرية لحقوق الإنسان.

وتعددت حالات الوفاة في تلك القضية بين التصفية المباشرة، والموت بالإهمال الطبي داخل الحبس، والإصابة بفيروس كورونا، إضافة إلى الوفاة الطبيعية، سواء في الحبس أو خارجه.

وسجلت الشبكة في تلك القضية 9 وفيات بين المتهمين في قضية كتائب حلوان والبالغ عددهم 216 متهماً، وهم المتهم رقم 7 أيمن أحمد عبد الغني حسانين، الذي توفي مساء الخميس 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020 في مدينة إسطنبول بتركيا، والمتهم رقم 25 عماد حسن علي سلامة، من مدينة 15 مايو بحلوان، الذي توفي في 25 سبتمبر/ أيلول 2015 نتيجة إصابته بالسرطان داخل محبسه بسجن العقرب، إضافة إلى المتهم رقم 37 جمعة محمد حسن جنيدي، الذي توفي داخل محبسه بسجن استقبال طرة يوم 6 سبتمبر/ أيلول 2019.

كذلك توفي المتهم رقم 83 عبد الرحمن يوسف أحمد محمد زوال بمحبسه في سجن طرة يوم 1 سبتمبر/ أيلول 2020، والمتهم رقم 99 مصطفى طلعت طلعت أحمد، وشهرته "سكر"، الذي جرت تصفيته على يد قوات الأمن بمصيف رأس البر بدمياط عام 2016، إضافة إلى المتهم رقم 149 محمد عباس حسين جاد محمود صبره، من عزبة الوالدة بحلوان، الذي تمت تصفيته بمنطقة المعادي بالقاهرة يوم 2 فبراير/ شباط 2016، والمتهم رقم 160 حسام حامد حسن علي، من مدينة الطيران بحلوان، الذي توفي بسجن العقرب شديد 2 يوم 20 أغسطس/ آب 2019.

وتوفي كذلك المتهم رقم 197 مصطفى يوسف أحمد مهدي، من سكان مدينة 15 مايو بحلوان، والمتهم رقم 13 أحمد صابر محمود محمد، عضو منتدب بشركة خاصة، 44 عاماً، الذي توفي بسجن العقرب شديد الحراسة 2 يوم 12 يوليو/ تموز 2021.

ووثقت منظمات حقوقية مصرية صوراً قاسية وصادمة للمعتقل عماد حسن علي، (صور قبل الاعتقال وبعد الوفاة) الذي مات أثناء احتجازه بسجن العقرب شديد الحراسة 1، والتي تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر الهزال الشديد الذي أصابه، والآثار المترتبة على إصابته بسرطان المعدة داخل محبسه، وبسبب عدم تلقيه العلاج والدواء اللازمين، وغياب الرعاية الصحية في زنازين الموت بمقبرة العقرب، حيث توفي في النهاية داخل مستشفى القصر العيني بالقاهرة في سبتمبر/ أيلول 2015.

وحسب منظمات حقوقية "لم يقتصر التنكيل على منع المعتقلين على ذمة القضية من الزيارة لأكثر من خمسة أعوام، فقد أصدر القاضي محمد شيرين فهمي حكماً بالحبس مدة عام لقرابة 109 متهمين بقضية كتائب حلوان بداعي إهانة القضاء، بسبب أدائهم الصلاة في جماعة.

كما أن أغلب المعتقلين على ذمة القضية من فئة الشباب، وهناك من تم اعتقالهم وهم أطفال، ورغم ذلك جرى إيداعهم مع باقي المتهمين سجن الكبار بعد ضمهم للقضية، في مخالفة صريحة لقانون الطفل، ومن ضمن هؤلاء الأطفال يوسف سمير، والذي اعتقل في 2014 وهو طالب بالصف الثالث الإعدادي، ومنع من الزيارة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

المساهمون