استمع إلى الملخص
- الجماعة الإسلامية في لبنان أدانت الاغتيال واعتبرته اعتداءً على السيادة اللبنانية، مؤكدة على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ودعت الدولة اللبنانية لتحمل مسؤولياتها في حماية مواطنيها.
- منذ أكتوبر 2023، استهدفت إسرائيل أكثر من 30 عنصراً من الجماعة الإسلامية، مما يعكس تصاعد العمليات العسكرية بين الطرفين، وسط دعوات للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
سُجّل اليوم الثلاثاء تصعيد إسرائيلي لافت في إطار اعتداءات جيش الاحتلال على الأراضي اللبنانية، وذلك باغتيال القيادي في "قوات الفجر" الجناح العسكري للجماعة الإسلامية حسين عطوي، ما يوسّع دائرة الترقّب لردات الفعل خصوصاً أن الجماعة الإسلامية كانت لها مشاركة في جبهة الإسناد اللبنانية التي فتحت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023. واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة عطوي أثناء انتقاله من منزله في بلدة بعورته قرب الناعمة في جبل لبنان إلى مكان عمله في العاصمة بيروت، وعملت عناصر الدفاع المدني اللبناني على انتشاله جثمانه.
وقالت الجماعة الإسلامية في لبنان إن "عطوي هو قائد مجاهد أكاديمي وأستاذ جامعي اغتالته يد الغدر الصهيونية في غارة حاقدة من طائرة مسيّرة استهدفت سيارته أثناء انتقاله صباح اليوم من منزله". ودانت في بيان "هذه الجريمة الجبانة"، محمّلة العدو المسؤولية عنها، متسائلة "إلى متى ستظلّ هذه العربدة الصهيونية تعبث بأمن لبنان واللبنانيين؟".
في السياق، قال نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان بسام حمود لـ"العربي الجديد" إننا "ملتزمون بقرار الدولة اللبنانية، ولكننا في الوقت نفسه نقول إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا، ولا يمكن القبول بخرق السيادة اللبنانية والاعتداء على الأراضي اللبنانية واغتيال المجاهدين والمدنيين وعناصر الجيش اللبناني ونحن نقف متفرجين وكأننا عاجزون، هذا الموضوع يجب أن يوضع له حدّ".
وأشار حمود إلى أنّ "العدو منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يخرق الاتفاق بأساليب متعددة، سواء على مستوى الاغتيالات أو هدم العديد من المنازل والبيوت في القرى الجنوبية، وهذا العدو تعوّدنا عليه بألا يلتزم لا بالمعاهدات الدولية ولا الاتفاقيات، وعلى الجهات الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار الضغط عليه للالتزام بما تم التوافق عليه، كما على الدولة اللبنانية أن تقوم بواجبها في حماية أبنائها ومواطنيها في لبنان بكل الوسائل والإمكانات المتاحة".
وبرز اسم حسين عطوي الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في بلدة كوكبا جنوبي لبنان في يناير/كانون الثاني 2024، سابقاً في يوليو/تموز من العام 2014 عند إطلاقه صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة إبّان الحرب على غزة آنذاك، وقد أصيب حينها بجروح، ما أدى إلى توقيفه، وإحالته إلى المحكمة العسكرية التي اتهمته بالمشاركة في نقل صواريخ وحيازتها وإطلاقها على فلسطين المحتلة وأمرت بحبسه مدة شهر.
وشاركت الجماعة الإسلامية بجناحها العسكري منذ فتح جبهة إسناد غزة في 8 أكتوبر وقبل دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي بأكثر من عملية عسكرية ضد مواقع جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، كان أولها في 18 أكتوبر 2023، رداً على عمليات الاستهداف الإسرائيلية للمدنيين والصحافيين في الجنوب اللبناني.
كذلك، اغتالت إسرائيل أكثر من 30 عنصراً وقادة في الجماعة الإسلامية منذ أكتوبر 2023 في غارات متفرقة منها في البقاع الغربي اللبناني وفي العرقوب جنوبي لبنان. وأكدت الجماعة الإسلامية، الممثلة بنائب واحد في البرلمان اللبناني، خلال الحرب الإسرائيلية حقها كأي لبناني في الدفاع عن سيادة وطنها وكرامة أهلها في وجه الاحتلال، والمشاركة إلى جانب كل المقاومين في عملية التصدّي للعدوان.