الجزائر تنفي وساطة سعودية لتطبيع العلاقات مع المغرب

الجزائر تنفي وساطة سعودية لتطبيع العلاقات مع المغرب

21 مايو 2022
لعمامرة: لا وجود لأي وساطة بين الجزائر والمغرب (Getty)
+ الخط -

نفت الحكومة الجزائرية، اليوم السبت، وجود أي وساطة سعودية أو غير سعودية في الأزمة الدبلوماسية الجارية مع المغرب، مؤكدة أنّ فكرة الوساطة "غير واردة" بالنسبة للجزائر، وذلك رداً على تقارير إعلامية ربطت بين زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الخميس الماضي، إلى الجزائر وبين إمكانية أن تكون بهدف الوساطة.

ونفي وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن تكون زيارة وزير الخارجية السعودي للوساطة مع الرباط، وقال، في تصريح صحافي نقله التلفزيون الرسمي، إنّ "هذا موضوع (يقصد العلاقات بين الجزائر والمغرب) لا يحتمل الوساطات، والوساطة غير واردة، بغض النظر عمن تربط بعض الأجهزة الإعلامية به هذه الفكرة (الوساطة)"، مشيراً إلى أنّ "الموقف الجزائري موقف واضح" بشأن قطع العلاقات بين البلدين.

وشدّد لعمامرة على أنّ مسألة الوساطة غير واردة بالنسبة للجزائر، وقال "لا وجود لأي وساطة بين الجزائر والمغرب، لا أمس لا اليوم ولا غداً إن شاء الله"، مضيفاً أنّ قرار الجزائر قطع العلاقات مع المملكة المغربية "كان لأسباب قوية، وجاء ليُحمّل الطرف الذي أوصل العلاقات إلى هذا المستوى السيئ المسؤولية كاملة غير منقوصة"، في إشارة إلى الرباط.

وأكد الوزير الجزائري أنّ اللقاءات وزيارات المسؤولين السعوديين والعرب وغيرهم إلى الجزائر لا علاقة لها ولا تتضمن أي نقاش حول العلاقات الجزائرية المغربية، وتابع "لدينا من المصالح المشتركة والتوافقات مع المملكة العربية السعودية ومع الدول الأخرى، عربية كانت أو أفريقية ما يجعلنا نلتقي مع زملائنا ونجتمع ونعقد اتفاقات كثيرة ونركز على مصالحنا المشتركة، دون أن يتدخل موضوع من هذا النوع (الوساطة) في جدول أعمالنا".

وكانت وسائل إعلام عربية، ومغربية بشكل خاص، قد نشرت تقارير ترجح إمكانية أن تكون الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى الجزائر، الخميس الماضي، للمشاركة في الدورة الثالثة لاجتماع آلية التشاور السياسي، مرتبطة أساساً بمسعى سعودي للقيام بوساطة بين الجزائر والرباط، لتسوية الخلافات السياسية وإنهاء الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين منذ أغسطس/ آب 2021.

وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الجزائر عن قرارها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، مباشرة بعد إعلان السفير المغربي في نيويورك دعم الرباط لحركة انفصالية في منطقة القبائل شرقي الجزائر، ضمن سياق توتر مستمر للعلاقات بين البلدين وغلق للحدود البرية منذ عام 1995.

وفاقم توقيع المغرب علاقات تطبيع كامل مع إسرائيل واتفاقات تعاون أمني مع هذا الكيان من الأزمة بين الجزائر والرباط، وفي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي قرر المجلس الأعلى للأمن القومي في الجزائر، الغلق الفوري للمجال الجوي الجزائري في وجه كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وكذلك التي تحمل رقم تسجيل مغربياً.

كذلك أوقفت الجزائر، في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ضخ الغاز باتجاه إسبانيا عبر الأنبوب البري العابر للمغرب.

وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون رفض الجزائر أي وساطات مهما كانت أطرافها بشأن الأزمة مع الرباط، وأكد أنّ "العلاقات مع المغرب ازدادت تعقيداً بسبب زيادة حجم الدعاية ضد الجزائر من هذا البلد الجار، وبدعم من إسرائيل، لبث الأكاذيب"، بحسب قوله.

وفي 9 مارس/ آذار الماضي، رفضت الجزائر إدراج أي نقاش حول الأزمة الجزائرية المغربية في جدول أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة.

المساهمون