الجزائر تلمح لوجود محاولات لإفشال السلم بمالي بعد اغتيال زعيم محلي

الجزائر تلمح إلى وجود محاولات لإفشال اتفاق السلم في مالي بعد اغتيال زعيم محلي

15 ابريل 2021
رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية سيدي إبراهيم ولد سيداتي (فيسبوك)
+ الخط -

أدانت الجزائر بشدة اغتيال رئيس تنسيقية الحركات الأزوادية (سيما)، سيدي إبراهيم ولد سيداتي، والذي يعد أبرز الموقعين على اتفاق إحلال السلام في شمالي مالي، الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار 2015 في الجزائر، مشيرة إلى احتمال وجود محاولات لإفشال الاتفاق.   

ووصف بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، إبراهيم ولد سيداتي بأنه "رجل التوافق الذي لعب دورًا رئيسيًا وحاسمًا في المفاوضات وتنفيذ اتفاق السلام وفي المصالحة في مالي"، مشيرة إلى إسهامه في تقريب وجهات النظر بين حركات "الطوارق" التي تمثل سكان شمال مالي، والحكومة المركزية في مالي، ما أسهم في التوصل إلى اتفاق الجزائر  بين كل هذه الأطراف، والجاري تطبيقه بنجاح حتى الآن.   

وكان مسلح مجهول أطلق النار، الثلاثاء الماضي، على سيدي إبراهيم ولد سيداتي، الذي يعمل عضواً في الوساطة الدولية في مالي وهو كذلك الأمين العام للحركة العربية الأزوادية، في منزله في حي سيراكرو بالعاصمة المالية بماكو، حيث أُصيب بإصابة خطيرة نُقل على إثرها إلى المستشفى، كما أُصيب رجل كان برفقته خلال الحادث، ولم تستطع الأطقم الطبية إنقاذه، ليُعلن عن وفاته في وقت لاحق من مساء أمس. 

وتشير الجزائر إلى وجود أطراف تعمل على تعطيل اتفاق السلام، واعتبر بيان الخارجية الجزائرية عملية الاغتيال هذه  بأنها "جريمة تشكل محاولة لإفشال عملية تعزيز مؤسسات مالي في هذه الفترة الانتقالية والجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق السلام والحفاظ على وحدة البلد"، وطالبت "بتعبئة كافة الوسائل اللازمة لاعتقال ومحاكمة مرتكبي هذه الجريمة". 

 ودعت الحكومة الجزائرية كافة الأطراف في مالي إلى الاستمرار في تنفيذ مخرجات اتفاق السلم والمصالحة في مالي، وجددت دعمها الثابت للاتفاق ولمسار السلام في البلاد. 

وعبرت الجزائر عن مخاوفها من أن يتبع هذا الحادث مشكلات جديدة في تنفيذ خطة السلام، خاصة في ظل توترات محلية تشهدها بعض مناطق الشمال، وسط تحركات لافتة للمجموعات الإرهابية في المنطقة، إضافة إلى الخوف من أن ينعكس ذلك على أمنها الحدودي، حيث ترتبط مناطق شمال مالي بالحدود الجزائرية. 

وقال المحلل السياسي المختص في ملف منطقة الساحل حسين عيسى لـ"العربي الجديد" إن "هذا الاغتيال يعد ضربة موجعة لمالي، وإن مدبري العملية استهدفوا أكثر الشخصيات التوافقية في مسار السلام في شمال مالي، والتي تحظى باحترام كبير محليا وإقليميا، وهو ما يوضح أن الأمر المدبر يستهدف إثارة مشكلات وزيادة مستوى التوتر بين حركات "الطوارق".

وأضاف "أتصور أن الجزائر بصفتها رئيس لجنة الوساطة الدولية وتحظى بثقة كافة الأطراف، بصدد القيام بجهد مهم لمحاصرة أية تداعيات سلبية سياسية أو ميدانية لحادث اغتيال سيداتي".  

ويؤكد الصحافي المالي آغ حساين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن اغتيال ولد سيداتي أثار غضباً شديداً في الأوساط السياسية وكذلك الشعبية، لا سيما في وسط شعوب الشمال والجاليات الشمالية في الخارج.

وأضاف أن "المؤشرات تشير إلى أن عملية الاغتيال داخلية، لكن هذا لا يمنع من احتمال وقوف جهات خارجية وراء هذه العملية الغادرة". 

 ورداً على سؤال حول التأثيرات المحتملة لاتفاق السلام والمصالحة الوطنية في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، قال الصحافي المالي "لا شك بأن الرجل له تأثير، لا سيما وأنه من يقود لجنة حركات "سيما" في لجنة متابعة اتفاق السلم".

 وأوضح حساين أن وفاة ولد سيداتي سيتسبب بتأخير كبير في أعمال اللجنة، مضيفاً "لكن وعلى الرغم من كل ذلك، أعتقد أن الاتفاق أكبر من أن يتعلق بالأشخاص، فهو اتفاق عام يضمنه المجتمع الدولي بقيادة الجزائر، وله بنود وقوانين تضمن استمراريته".

المساهمون