استمع إلى الملخص
- تعتبر الجزائر أن الزيارة تعكس تضامناً استعمارياً بين القوى القديمة والحديثة، مما يعزل فرنسا عن جهود الأمم المتحدة لحل النزاع وفقاً للشرعية الدولية.
- هذه التطورات قد تزيد من حدة الأزمة بين الجزائر وباريس، خاصة بعد سحب الجزائر لسفيرها وتقليص التمثيل الدبلوماسي وفرض قيود اقتصادية على فرنسا.
شجبت الجزائر زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي لمنطقة الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، ووصفتها بـ"الخطوة المستفزة". وأكد بيان للخارجية الجزائرية، اليوم الثلاثاء، أن "الزيارة التي قام بها عضو من أعضاء الحكومة الفرنسية للصحراء الغربية أمرٌ خطير للغاية، فهي تستدعي الشجب والإدانة على أكثر من صعيد، لكونها تنمّ عن استخفاف سافرٍ بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي".
واعتبرت الخارجية الجزائرية أن هذه الخطوة "تدفعُ نحو ترسيخ الأمر الواقع المغربي في الصحراء الغربية، أرضٌ لم يكتمل مسار تصفية الاستعمار بها، وأرضٌ لم يحظَ شعبها بعد بممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره". ووصف البيان هذه الزيارة "بالمستفزة"، مشيراً إلى أنها "تعكس صورة مقيتة للتضامن والتعاضد بين القوى الاستعمارية، قديمها وحديثها. وبقيامها بذلك، فإن الحكومة الفرنسية تستبعد نفسها وتنأى بها بصورة واضحة وفاضحة عن جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التعجيل بتسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس الاحترام الصارم والصادق للشرعية الدولية".
ومن شأن هذه التطورات أن تفاقم الأزمة السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس، إذ كانت الجزائر قد سحبت سفيرها من باريس وخفضت تمثيلها الدبلوماسي في فرنسا في يوليو/تموز 2024، احتجاجاً على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء. ثم منع الشركات الفرنسية من المشاركة في الصفقات الاقتصادية والتجارية، والحد من الواردات الفرنسية، واستبعاد القمح الفرنسي من المناقصات الدولية للشراءات الجزائرية.