استمع إلى الملخص
- تتهم الجزائر وزير الداخلية الفرنسي بالوقوف وراء هذه الإجراءات، وتطالب باتخاذ تدابير لوقف هذه التصرفات فورًا.
- الأزمة بين البلدين تفاقمت منذ يوليو 2023 بعد سحب الجزائر سفيرها من باريس، ورفضها التدخل الفرنسي في قضايا داخلية، مما أدى إلى توتر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
استدعت الخارجية الجزائرية، اليوم الثلاثاء، السفير الفرنسي بالبلاد، في خطوة احتجاجية وبلهجة مشددة، على خلفية ما تعتبرها الجزائر معاملة استفزازية للرعايا الجزائريين في مطارات فرنسية، في سياق أزمة سياسية متفاقمة بين البلدين منذ يوليو/تموز الماضي.
وأكد بيان للخارجية الجزائرية أنه جرى "إبلاغ السفير الفرنسي في الجزائر الاحتجاج الشديد للحكومة الجزائرية على خلفية المعاملات الاستفزازية التي تعرّض لها مواطنون جزائريون في مطارات باريس". وأضاف المصدر نفسه أن "الجزائر تتابع بقلق بالغ شهادات متطابقة لعدد من المواطنين الجزائريين حول المعاملات الاستفزازية والمهينة والتمييزية التي تعرضوا لها من قبل شرطة الحدود في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي"، في العاصمة الفرنسية باريس.
واستقبل السفير الفرنسي ستيفان روماتيه من قبل مساعد وزير الخارجية المكلف بالجالية الوطنية في الخارج سفيان شايب. وأكد بيان الخارجية الجزائرية أنه تم التثبت والتأكد من صحة المعلومات المتعلقة بالمعاملة الاستفزازية والتمييزية بحق الرعايا الجزائريين، التي وصفها البيان بـ"التصرفات غير المقبولة بتاتاً"، وشدد على "رفض الجزائر القاطع لأي مساس بكرامة مواطنيها أو محاولة استغلالهم بأي شكل من الأشكال وسيلة للضغط أو الاستفزاز أو التهديد ضد بلدهم". وطالبت الحكومة الجزائرية، السفير الفرنسي "بإبلاغ حكومته بضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد دون تأخير لهذه التصرفات والممارسات".
ويتعلق احتجاج الخارجية بتعرض مسافرين جزائريين يحملون تأشيرات صالحة، أمس الاثنين، لمواقف محرجة لدى وصولهم إلى المطارات الفرنسية، خاصة في مطارات باريس، من خلال التدقيق في الوثائق وإبقائهم لوقت طويل وإخضاعهم للمساءلة والتفتيش، وتتهم الجزائر وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، بأنه يقف وراء ما تعتبره "مسعى عقابياً".
واليوم الثلاثاء، رفضت الجزائر طلباً تقدّمت به المصالح القنصلية الفرنسية لديها لزيارة الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال الموقوف في السجن منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث تعترض الجزائر على أي تدخل فرنسي في القضية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "سود راديو"، اليوم الثلاثاء، إنّ السلطات الجزائرية رفضت طلباً فرنسياً بالقيام بزيارة قنصلية للكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال".
وبدأت أولى تطورات الأزمة منذ إلغاء الرئيس الجزائري في يناير/كانون الثاني 2024 زيارة باريس، ثم قرار الجزائر في يوليو/تموز الماضي سحب سفيرها من باريس وخفض تمثيلها الدبلوماسي، بعد قرار باريس تأييد خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، ثم منع الشركات الفرنسية من المشاركة في الصفقات الاقتصادية والتجارية، والحد من الواردات الفرنسية، واستبعاد القمح الفرنسي من المناقصات الدولية للشراءات الجزائرية.